بغداد - استجوب البرلمان العراقي الثلاثاء القائم بأعمال وزير التجارة سلمان الجميلي بشأن مزاعم فساد في وزارته ترتبط معظمها بصفقة لاستيراد أرز من الهند العام الماضي. وطلبت عالية نصيف عضو البرلمان استجواب الوزير وهو من السنّة بينما يغلب الشيعة على الحكومة. ونفى الوزير ارتكاب وزارته أي مخالفات. وشملت المزاعم استيراد وتوزيع أرز ملوث وتراخيص مشبوهة لمطاحن جديدة للقمح تخالف قواعد برنامج الدعم. وقالت مصادر بالبرلمان إن الجميلي أبلغ المجلس أن الشحنة موضع الاستجواب والتي بلغت 40 ألف طن لم يكن بها سوى أربعة آلاف طن مصابة بحشرة ضارة وإنه تم رفضها واسترداد ثمنها. وقالت عالية نصيف إن الشحنة التي وزعت في السوق العراقية كانت خطيرة على الصحة العامة واحتاجت للتطهير بالتبخير ثلاث مرات، بينما قال البرلمان العراقي إنه سيواصل بحث القضية في جلسات قادمة. وشهد العراق وهو مستورد رئيسي للأرز والقمح اتهامات في السابق بوقوع فساد في وزارة التجارة التي تشتري السلع الاستراتيجية. وواجهت وزارة التجارة صعوبة في استيراد الحبوب لبرنامج الغذاء المدعم هذا العام بعد تطبيق شروط جديدة للسداد والجودة أدت إلى إبعاد الموردين عن مناقصاته الدولية. وفي مايو/أيار، فوض مجلس الوزراء العراقي وزارة التجارة في القيام بمشتريات مباشرة للقمح والأرز. ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الأرز المحلي نحو 250 ألف طن هذا العام مما يعني أن الحكومة ستحتاج لاستيراد نحو مليون طن. وتعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمعالجة الفساد في نظام سياسي يوزع المناصب على أسس عرقية وطائفية مما أوجد شبكات محسوبيات قوية. وعلاج المشكلة في وزارة التجارة مهمة شاقة بالرغم من أن الوزارة فرضت قواعد تنظيمية منها تقديم الأموال للموردين على دفعات لمنع أي صفقات سرية. وقبل عامين كان الفساد متفشيا في برنامج شراء القمح في العراق حتى أن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية جنوا أموالا من تهريب السلعة الاستراتيجية عبر الحدود من سوريا مع شبهات بتورط مسؤولين بوزارة التجارة. وعمل محمد السوداني وزير العمل الذي أطلق عليه اسم "السيد نظيف" لجهوده في محاربة الفساد، قائما بأعمال وزير التجارة في العام 2015. وقال في تصريحات سابقة "نحتاج إلى توعية الناس بدءا من الأطفال في المدارس للتوعية حول مخاطر الفساد ولكي نخلق مجتمعا يرفض هذه الظاهرة." ويضيف الرجل الذي أشرف في السابق على الحملة التي استهدف شبكة التهريب إن الوزارة التي أعلنت عن إجراءات جديدة لمحاربة الفساد وتتولى مسؤولية الأمن الغذائي بالعراق، لا يزال أمامها طريق طويل إلى أن تتمكن من التغلب على المشكلة مترسخة الجذور. وهرب وزير التجارة الأسبق ملاس محمد عبدالكريم بعدما أصدر العراق مذكرة اعتقال بحقه وبحق شقيقه أثناء تحقيق في رشا ومكاسب غير قانونية وإساءة استخدام منصبه.
مشاركة :