نشرت الولايات المتحدة الثلاثاء تقريرًا حول الحرية الدينية تطرق إلى جرائم "الإبادة" التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية، فضلاً عن التمييز الديني في أنحاء العالم و"الخطاب المعادي للمسلمين" في بعض الدول الأوروبية. ورسم التقرير المخصص للعام 2016، صورة قاتمة عن وضع حرية المعتقد والعبادة في نحو 200 بلد. وأفادت لوكالة الفرنسية بأن هذا التقرير هو الأول الذي يُنشر في عهد دونالد ترامب الذي تعرّض لانتقادات بسبب مواقفه المعادية للإسلام خلال حملته الانتخابية. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال تقديمه التقرير في واشنطن إنّ "نحو ثمانين في المائة من سكان العالم يواجهون قيودًا أو أعمالاً عدائية تقيّد حريتهم الدينية"، لافتًا إلى أن "الاضطهاد الديني والتعصب لا يزالان منتشرين إلى حد كبير". وعلى غرار العام الماضي، اختارت وزارة الخارجية الأمريكية أن تُركّز في تقريرها على "الفظائع" التي يرتكبها جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقال تيلرسون في مقدمة التقرير إن "تنظيم الدولة الإسلامية استهدف ولا يزال، العديد من المجموعات الدينية والاثنية، من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية، وحتى القتل". وأضاف "من الواضح أنّ تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن الإبادة ضد الايزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرته". واستند تيلرسون في حديثه إلى "ثلاثة عناصر" قال إنها تحدد جرائم الإبادة، مشيرًا إلى "ارتكابات محددة مع وجود نية لتدمير شعب بالكامل او بشكل جزئي". وشدد تيلرسون على أنّ "حماية هذه المجموعات وسواها من الأفراد المستهدفين بهذا التطرف العنيف، تبقى أولوية إدارة ترامب في مجال حقوق الإنسان". - لا عقوبات مباشرة - واجه ترامب انتقادات خلال حملته الانتخابية بسبب دعوته إلى مراقبة المساجد في الولايات المتحدة. وبعد دخوله البيت الأبيض، اتخذ إجراء مثيرًا للجدل قال إنه سيمنع وصول "الإرهابيين الأجانب" إلى البلاد، تمثل في منع دخول مواطني ست دول مسلمة إلى الولايات المتحدة مؤقتًا. ومنع أيضًا دخول جميع اللاجئين من كل بلدان العالم. ويتحدث التقرير الذي نشر الثلاثاء أيضًا عن التمييز ضد المسلمين، وعن معاداة السامية في أوروبا وخصوصًا في المجر، إذ أعربت واشنطن عن "قلقها إزاء الخطاب المعادي للمسلمين من جانب مسؤولين في حكومة" فيكتور أوربان على خلفية أزمة الهجرة. كما عبّرت الولايات المتحدة عن "قلقها" إزاء معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا حيث يدور نقاش حول فرض حظر جزئي على ارتداء النقاب. كذلك، يتحدث التقرير عن الجدل في فرنسا حول حظر لباس البحر الإسلامي على الشواطئ. وقال تيلرسون إن إيران "تواصل إدانة أشخاص باسم قوانين غامضة تتعلق بالردّة". وفيما يتعلق بالصين، قال تيلرسون إن "الحكومة تعذّب وتعتقل وتسجن ملايين الأشخاص بسبب ممارستهم ومعتقداتهم الدينية". وعلى الرغم من أنها حليفة رئيسة للولايات المتحدة، قال التقرير إن الحكومة السعودية "لا تعترف بحق غير المسلمين بممارسة دينهم علنًا". وأشار من جهة ثانية إلى أن هناك في باكستان "أكثر من عشرين شخصًا في أروقة الموت أو سجنوا مدى الحياة بتهمة التجديف". غير أنّ التقرير لا يقدّم سوى لمحة عامة للإدارة الأمريكية والكونغرس، ما يعني أنه لن يتم اتخاذ عقوبات فورية.
مشاركة :