مددت محكمة إسرائيلية أمس اعتقال رئيس «الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي» في إسرائيل الشيخ رائد صلاح لثلاثة أيام بناء لطلب الشرطة التي وجهت له اتهامات بـ «التحريض على العنف والإرهاب»، فيما اعتبرت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» الاعتقال «ترهيبياً» وأدرجته ضمن ملاحقة سياسية متعاظمة ضد قادة فلسطينيي 1948. ودانت اللجنة قيام الشرطة معززة بقوات كبيرة بدهم منزل الشيخ في مدينة أم الفحم فجر أمس لاعتقاله واعتبرته «استعراض عضلات ترهيبياً». وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل سلطات الأمن الإسرائيلية الشيخ صلاح، إذ سبق أن فعلت ذلك مرات وتمت إدانته في المحاكم بتهم مختلفة منها «دعم حركة حماس بالمال» والبصق في وجه شرطي والتحريض على العنف. وسوغت الشرطة طلبها من المحكمة تمديد صلاح بأن تصريحاته وخطبه الدينية «تحرض على تنفيذ عمليات تفجيرية على غرار تلك التي وقعت منتصف الشهر الماضي في المسجد الأقصى»، وأضافت أن اتهام الشيخ المتكرر لإسرائيل بمحاولات المس بالمسجد الأقصى هو تحريض على الإرهاب. ولم ترُق للشرطة تصريحات أدلى بها صلاح خلال أحداث المسجد الأقصى قبل شهر وبعدها وقيامه بتقديم العزاء لعائلات منفذي عملية إطلاق النار في المسج، وهم من مدينته، وإلقاء كلمات تأبين. ويعتبر الشيخ رائد (58 سنة) أحد أهم قادة عرب الداخل وأكثرهم شعبية وهو من مؤسسي «الحركة الإسلامية» في إسرائيل في سبعينات القرن الماضي قبل أن تنقسم على حالها أواخر التسعينات إلى جناحين، جنوبي وشمالي، على خلفية الموقف من اتفاقات اوسلو والمشاركة في الانتخابات البرلمانية في إسرائيل. وترأس الشيخ رائد الجناح الشمالي الأكثر تشدداً ما جعل السلطات الإسرائيلية تعتبره «أخطر قادة عرب الداخل، وامتداداً لحركة الإخوان المسلمين». ولا يروق لإسرائيل نشاط الشيخ رائد البارز تحديداً في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم حركته مهرجاناً سنوياً تحت عنوان «الأقصى في خطر» يشارك فيه عشرات الآلاف». وقبل أقل من عامين أعلنت إسرائيل رسمياً حظر نشاط الحركة قانونياً وأغلقت عشرات المؤسسات الخدماتية التابعة للحركة واعتبرت من ينشط في الحركة أو يتعامل معها يرتكب جناية يعاقَب عليها بالسجن. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان في بيان عقب اعتقال صلاح ان «تصريحات صلاح تشجع على التطرف وارتكاب جرائم القتل، لهذا فهو خطر على الجمهور». وأضاف: «آمل بأن تتم محاسبته هذه المرة وأن يقبع وراء القضبان مدة طويلة». ويحذر قادة عرب الداخل من التطرف الحاصل في مواقف سدنة الدولة العبرية من المواطنين العرب وقادتهم في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد عملية المسجد الأقصى، وسط دعوات من وزراء كبار إلى التعامل بقبضة من حديد مع «القياديين المحرضين من الحركة الإسلامية والتجمع الوطني الديموقراطي»، أو دعوة الوزير الدرزي في الحكومة الإسرائيلية أيوب القرا أمس إلى ترحيل الشيخ رائد صلاح خارج البلاد. وترتبط هذه الدعوة بما كشف عنه أخيراً بأن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو كان بحث مع الأميركيين اقتراح نقل منطقة وادي عارة، مع مئات آلاف الفلسطينيين فيها وحيث معقل الحركة الإسلامية، إلى أراضي السلطة الفلسطينية في مقابل ضم التكتلات الاستيطانية إلى السيادة الإسرائيلية، وهو المشروع الذي يروّج له منذ عقدين من الزمن وزير الدفاع زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان.
مشاركة :