وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء من أن الاستفتاء في إقليم كردستان العراق قد يؤدي إلى حرب أهلية. قال وزير الخارجية التركي في مقابلة مع قناة (تي.آر.تي) الإخبارية إن "استفتاء مقررا على استقلال المنطقة الكردية بشمال العراق قد يفاقم الوضع في المنطقة بل ويؤدي إلى حرب أهلية". وأعلن إقليم كردستان العراق أنه سيجري استفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر أيلول متجاهلا بذلك تحذيرات دولية بما في ذلك تحذيرات من تركيا من أن الاستفتاء سيؤدي إلى صراع مع بغداد. ترفض الجارة تركيا إجراء هذا الاستفتاء، وتقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة. كما ترفضه الحكومة العراقية وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق، فيما يثير قلق واشنطن التي ترى أنه سيؤثر على الحرب القائمة في البلاد ضد الدولة الإسلامية. من جهة اخرى قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء إن بلاده طلبت من ألمانيا تسليم محاضر في علوم الدين للاشتباه بأنه لعب دورا رئيسيا في الانقلاب الفاشل العام الماضي. وأرسلت تركيا مذكرة دبلوماسية طالبت فيها بتسليم عادل أوكسوز الذي تقول الحكومة إنه كان "إماما" لأفراد القوات الجوية التركية الذين نفذوا قصفوا البرلمان في إطار محاولة الإطاحة بالحكومة. وتقول السلطات إنها اعتقلت أوكسوز قرب قاعدة جوية في أنقرة بعد ساعات من محاولة الانقلاب لكن قاضيا أطلق سراحه بعد ذلك بيومين وهو هارب منذ ذلك الحين. وذكرت وسائل إعلام تركية أن أوكسوز شوهد في فرانكفورت وأولم وحصل على تصريح إقامة مؤقت من ولاية بادن- فورتمبرج. وبعد محاولة انقلاب 15 يوليو تموز اعتقلت تركيا 50 ألف شخص وأقالت أو أوقفت أكثر من 150 ألفا عن العمل في الجيش وفي القطاعين العام والخاص ضمن حملة أمنية كاسحة أثارت قلق جماعات حقوقية وبعض الدول الغربية. ولكن الحكومة التركية قالت إن الحملة الأمنية مبررة جراء فداحة التهديدات التي تواجهها. وتشهد العلاقات التركية الأوروبية توترا شديدا في الآونة الأخيرة على خلفية ممارسات القمع والترهيب التي تنتهجها أنقرة بحق معارضي الرئيس التركي. ويواجه أردوغان انتقادات غربية حادة بسبب انتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الحريات، لكن أنقرة تنفي تلك الاتهامات وردّت على تلك الانتقادات باتهام الغرب بالكيل بمكيالين وبإيواء إرهابيين. وتشن السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة حملة اعتقالات عشوائية وإقالات عن العمل طالت الآلاف مازالت مستمرة. واعتمدت السلطات التركية بشكل لافت منذ محاولة الانقلاب الفاشل على أساليب القمع والاعتقالات لترهيب خصوم أردوغان وإسكات معارضيه.
مشاركة :