الإدمان على الخمر أو المخدرات داء عضال قديم في الناس، لكنه استفحل وكثر في هذا الزمن وصار خطراً ماحقاً على المجتمعات لأنه يقصف عقول الشباب وأعمارهم وهم زهور المجتمع ، فالمخدرات والخمور هي أكبر مُرابٍ في العالم ، تمنح نشوةً زائفة ثم تستردها كآبةً مضاعفةً خلال ساعات. والمشكلة حين تتزوج فتاةٌ بريئة من شابٍ مدمن وهي لا تدري ولا أهلها، فكثير من أهل المدمنين يقولون عن ابنهم المدمن : ( زوجوه فيعقل ) لهذا فإن تحليل المخدرات قبل الزواج ضروري جداً. يروي أبو علي القالي في أماليه (150/1) أنّ إعرابياً في الجاهلية كان يشرب الخمر كل يوم ويشتريه بالصوف الذي تجزه امرأته فغضبت زوجته وعاتبته .. فقال هذا المدمن : غضبت عليّ لأن شربتُ بصوف ... ولئن غضبتِ لأشربنَّ بخروفِ ولئن غضبتِ لأشربنّ بنعجةٍ ... دهساء مالئة الإناء سَحوف ولئن غضبتِ لأشربن بناقةٍ ... كوماء نامية العظام صَفُوف! فهذا المدمن يهدد ببيع كل ما يملك في سبيل الحصول على الخمر حتى هدد أن يبيع ابنهما الوحيد : ولئن غضبت لأشربنَّ بواحدي! ... ولأجعلن الصبر منه حليفي! فخافت امرأته العاقل أن يفعلها .. ذا مجنون! فقالت: ما إن عتبت لأن شربت بصوفةٍ ... أو أن تلذ بلقحة وخروف فاشرب بكل نفية أو تيتها ... وملكتها من تالد وطريف وارفع بطرفك عن بُنِيَّ فإنه ... من دونه شغب وجدع أنوفِ والأعشى منعه من الإسلام الإدمان والعياذ بالله .. وللإدمان سببان : الاكتئاب وهو سهل العلاج الآن واضطراب الشخصية وهو أصعب.
مشاركة :