فراغ الساحة السياسية يفسح المجال لإخوان الأردن في الانتخابات المحلية

  • 8/17/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جماعة الإخوان تستبق الهيئة العليا للانتخابات بإعلان فوز نصف مرشحيها في الانتخابات التي قد قاطعتها لقرابة 15 سنة ردا على قانون الانتخابات النيابية.العرب  [نُشر في 2017/08/17، العدد: 10725، ص(2)]العبرة بما بعد الاستحقاق عمان – حقق الإسلاميون في انتخابات مجالس المحافظات والبلديات في الأردن، المفاجأة بإحرازهم فوزا مهما في عدد من المحافظات، لعل أبرزها الزرقاء، فيما بقيت الغلبة للعنصر العشائري كما هو متوقع. وكان الأردن على موعد الثلاثاء مع الانتخابات المحلية، التي لم تتجاوز نسب التصويت فيها 32 بالمئة، ما يعكس حالة من انعدام الثقة في امكانية أن يؤدي هذا الاستحقاق إلى تغيير ملموس في واقعهم الاقتصادي والإنمائي، رغم أنه جرى وفق قانون جديد للامركزية أقر في العام 2015. وتنافس أكثر من ستة آلاف مرشح على 1833 مقعدا في 100 مجلس مدينة وبلدة و12 مجلس محافظة (مجالس إقليمية جديدة). واستبقت جماعة الإخوان، الأربعاء، الهيئة العليا للانتخابات بإعلان فوز نصف مرشحيها في الانتخابات التي قد قاطعتها لقرابة 15 سنة ردا على قانون الانتخابات النيابية. ولعل الانتصار الأهم الذي تحقق للجماعة هو في محافظة الزرقاء شرقي الأردن حيث تمكّن القيادي الصقوري علي أبوسكر من الفوز برئاسة بلدية الزرقاء، التي كانت المنافسة عليها شرسة. والزرقاء هي ثاني أكبر بلدية بعد عمان، وهي مركز ثقل الإسلاميين. وكان ترشح أبي سكر لهذا الاستحقاق محلّ أخذ ورد لجهة أنه كان قد صدر حكم بسجنه سابقا، بيد أن القضاء الأردني حسم الأمر لفائدته. ووفق تصريحات مراد العضايلة رئيس لجنة الانتخابات في حزب جبهة العمل الإسلامي فقد فاز التحالف الوطني الذي تقوده الجماعة بـ67 مقعدا، “من ضمنها رئاسة ثلاث بلديات من أصل ست تم الترشح لها وفي مقدمتها بلدية الزرقاء الكبرى التي فاز فيها علي أبوسكر”. وأضاف “كما فاز التحالف بـ25 مقعداً في مجالس المحافظات اللامركزية من أصل 48 تقدم لها وبما نسبته 52 بالمئة في 8 محافظات، و5 أشخاص فازوا بعضوية مجلس أمانة عمان الكبرى من أصل 12 مرشحا قدمهم التحالف”. ومضى قائلا “على مستوى المجالس البلدية، تحقق الفوز بـ41 مقعداً من أصل 88 ترشحوا لهذه المجالس”. ولم تقتصر المفاجأة فقط على الإخوان بل أيضا على حزب الوسط الإسلامي الذي تمكّن من اقتناص 32 مقعدا من ضمنهم رئاسة ثلاث بلديات، وفق بيان له. ويرى متابعون أن الفوز الذي حققه الإسلاميون في هذه الانتخابات يعود إلى عدة عوامل من بينها خواء الساحة الحزبية في الأردن، حيث إن الأحزاب المدنية تكاد تكون غير موجودة في المشهد، في ظل انشغالها في صراعاتها الضيقة، وعدم قدرتها على بناء آليات تواصل مع الشارع الأردني، وتمسكها بخطاب لم يعد مجديا. ويضيف المتابعون أن الحالة العاصفة التي يمر بها الإقليم لعبت دورها في التأثير على مواقف المواطن الأردني، حيث بات هناك ميل واضح للإسلاميين. ويشهد الأردن صراعات دامية على جنباته اتخذت عدة أبعاد لعل أخطرها الطائفية والتعصب الديني، وهذا بالتأكيد له تأثير كبير على طبيعة المجتمع الأردني. ويشير هؤلاء إلى أن الجماعة بالتأكيد ستعمل على استغلال هذه النتيجة لإعادة مد حبل الود مع الدولة الأردنية، ولكن يبقى الأمر ليس بالسهولة المتوقعة، فصحيح أن النظام حريص على عدم إنهاء الحالة الإخوانية، ولكنه بالتأكيد سيُبقي على حركاتها تحت السيطرة.

مشاركة :