«وول ستريت جورنال»: ترامب يواجه مخاطر الصين وكوريا الشمالية

  • 8/17/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب عليه مواجهة أثنتين من المشاكل الأكثر تعقيدا والتي تعرقل العلاقات الأمريكية-الصينية، وذلك بعد فرضه أولى الاجراءات التجارية ضد بكين لإجبار القادة الصينيين على كبح جماح التهديد النووي لكوريا الشمالية. وقالت الصحيفة- في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- إن ثمة مؤشرات لاحت في الأفق حول إمكانية أن تتمخض استراتيجية ترامب في هذا الشأن عن نتائج – على الأقل في المدى القريب، فبعد تهديد بيونج يانج بإطلاق صواريخ تجاه جزيرة “جوام” الأمريكية في المحيط الهادئ،ابدت الشمال تراجعا مفاجئا عن هذا التهديد يوم أمس الثلاثاء بينما وقعت الصين على قائمة عقوبات الأمم المتحدة، مما سيخفض الإيرادات الأجنبية الضئيلة بالفعل لكوريا الشمالية بمقدار مليار دولار أمريكي. وأضافت: ” مع ذلك، فإن استراتيجية ترامب لا تخلو من المخاطر؛ فكلا القضيتين – المتعلقتين بالتجارة وبملف كوريا الشمالية- تنطويان على تقلبات من شأنها الاضرار بالعلاقات بين البلدين “. ورأت الصحيفة أن سوء إدارة هاتين القضيتين يمكن أن تشعل حربا تجارية، بينما تنطوي أيضا على سيناريوهات أكثر قتامة قد تؤدي إلى اندلاع نزاع عسكري. ودعت الصحيفة، لكي يتم تجنب هذه المخاطر، كلا الجانبين الصيني والأمريكي إلى تسوية وجهات النظر المختلفة بشأن قضية أمن آسيا، التي شكلت سياسات متباينة لكل منهما تجاه كوريا الشمالية، بجانب تسوية النظم الاقتصادية غير المتوافقة والتي طالما أدت إلى مناوشات تجارية. وتابعت الصحيفة تقول:” إن واشنطن قد اهدرت بالفعل العديد من الفرص منذ وقت طويل عندما كانت تمتلك نفوذا أكبر فالاقتصاد الصيني اصبح قويا الآن بما يجعله يتصدى لأي عقوبات تجارية ؛ فهو أضحى اقل اعتمادا على الوارات، بينما أصبحت الشركات الأمريكية أكثر اعتمادا من أي وقت مضى على الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية في الصين، لذا فإن اندلاع حرب تجارية يمكن أن يلحق بأضرار جسيمة على كلا الجانبين، ويلقي ايضا بظلال سلبية على أصدقاء واشنطن وحلفاءها لاسيما فيما يخص سلاسل التوريد العالمية التي تمر عبر الصين”. واعتبرت الصحيفة: “أنه في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الصيني شي جين بينج إلى تقليل التواجد الأمريكي في آسيا وإضعاف تحالفها، تتجلى حقيقة أنه لا يملك أي مصلحة في اعادة توحيد وترتيب شبه جزيرة كوريا، مما قد يؤدي إلى تقوية الموقف الأمريكي هناك ولفت انتباه واشنطن إلى قضايا اخرى في المنطقة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي”. في السياق ذاته، أكد مسئولو البيت الأبيض عدم وجود علاقة بين قضية كوريا الشمالية وقرار الرئيس ترامب أمس الأول لبحث ما إذا كان هناك ما يبرر إجراء تحقيق في طلب الصين بضرورة أن تتخلى الشركات الأمريكية عن التكنولوجيا مقابل الوصول إلى الأسواق الصينية، فضلا عن سرقة الملكية الفكرية. كما تصر الصين أيضا على أن النزاعات التجارية مع واشنطن والتوترات الكورية الشمالية قضايا منفصلة. ومع ذلك، أظهر ترامب نفسه وبشكل مباشر وجود علاقة بين القضيتين وتمثل هذا الأمر في الصفقة التي ابرمها ترامب مع الرئيس الصيني وتدور حول: ربط مساعدة الصين لواشنطن في كوريا الشمالية، بحصولها على تسهيلات تجارية. وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية: “إن الرئيس ترامب يتصرف بحذر وبشكل متعمد، على الرغم من كراهية خطابه العدائي. فربما تستغرق مسألة التحقيق في الانتهاكات التجارية للصين عاما على الأقل، مما يفتح الطريق امام ابرام التسويات والصفقات مع الجانب الصيني”.

مشاركة :