تخلّص الحجاج القطريون من وصاية تنظيم الحمدين الذي استخدم ملف الحج للإساءة إلى المملكة العربية السعودية في محاولة لتدويل ملف الحج وتسييسه، إذ استقبلت المملكة أفواجاً من الحجاج القطريين في منفذ سلوى الحدودي، بعد ساعات من قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز السماح لحجاج دولة قطر بدخول السعودية عبر المنفذ البري دون تصاريح إلكترونية، ونقل كل الحجاج القطريين على ضيافته. وبهذه الخطوة، فقد تنظيم الحمدين ورقة تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية عدم وصول الحجاج القطريين الذين عانوا مدة أسابيع عرقلات وضعتها الدوحة أمامهم، من أجل استغلال الملف ضد المملكة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث كان الحجاج القطريون أشبه برهائن لدى القيادة القطرية. وأشاد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بمبادرة الملك سلمان بن عبد العزيز. وكتب معاليه في تغريدة على «تويتر»: «تثبت السعودية كل يوم كم هي كبيرة، ولغط قطر وتسييسها للحج يجب أن ينتهيا بعد مبادرة الملك سلمان الحليمة والكريمة، هناك أمور أسمى من السياسة». بدوره، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن «قرار خادم الحرمين الشريفين بتسهيل أمور حجاج قطر إلى أبعد حد خطوات لم تحصل عليها أي دولة إسلامية من قبل حتى في الظروف العادية». وأضاف في تغريدات على «تويتر»: «رعاية خادم الحرمين الشريفين للحجاج ومصالحهم هي مسؤولية تاريخية كبرى تولتها المملكة العربية السعودية لجميع الشعوب ولا يطعن فيها إلا ناكر». وأردف: «هذا التجني على رعاية خادم الحرمين الشريفين لحجاج العالم أجمع لا يسيء إليها ويرفضها إلا من انتهج الكذب والإساءة ومعاداة الإسلام». وذكرت تقارير إخبارية سعودية أن ما يقارب 120 حاجاً قطرياً دخلوا عبر المنفذ البري مع استمرار برنامج استقبال الحجاج في منفذ سلوى. وأشاد الحجاج القطريون بالتسهيلات، إذ نقلت فضائيات سعودية عن العديد منهم شهادات تؤكد سلاسة التعامل، وأن إجراءات الدخول استغرقت 20 دقيقة فقط. وأوضح المشرف الطبي في منفذ سلوى محمد البخيت، تصريحاً لموقع «العربية.نت»، أن الحجاج القطريين توافدوا على مركز المراقبة الصحية في منفذ سلوى، حيث يتم تحصين الحجاج وضمان المراقبة الوبائية لكي يحصلوا على الشهادة الصحية، وتم تجهيز المنفذ بطاقم صحي متكامل يعمل على مدار 24 ساعة لإجراء الفحوص وتطعيم الحجاج والكشف عن حالتهم الصحية. وفور صدور توجيهات خادم الحرمين، سارعت أمانة الإحساء إلى تنفيذ التوجيه بإنجاز كل ما يتعلق بتيسير دخول الحجاج القطريين. وبهذا الإجراء الإنساني من مكرمات خادم الحرمين الشريفين، تعرضت مساعي الدوحة في «تدويل الحج» إلى ضربة قاضية، أربكت صناع القرار في قطر الذين حاولوا بشتى السبل التقليل من هذه المكرمة، بل عمدوا إلى تسييس السماح بدخول الحجاج القطريين عبر المنفذ البري. وعبر وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تحفظه عن تسهيلات المملكة للحجاج القطريين، زاعماً أن الأمر يعود إلى «دوافع سياسية». ويشير التحفظ القطري إلى خسارة تنظيم الحمدين واحدة من أهم أوراقه في الحملة الإعلامية التي يشنّها ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فلجأت إلى محاولة «تسييس التسهيلات»، بعد أن كان التركيز على ما زعمت أنه «تسييس الحج». في غضون ذلك، تصدر هاشتاغ «#الملك_سلمان_يستضيف_حجاج_قطر»، ترند موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بدول الخليج، حيث احتل المراكز الأولى في كل من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولاقى تفاعلاً من مغردين حول العالم، معبرين من خلال الوسم عن مدى امتنانهم لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وكتب وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد بن صالح العواد في تغريدة: وقوف سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه بجانب حجاج قطر غير مستغرب على من نذر نفسه لخدمة الحرمين وقاصديهما. وغردت هيئة كبار العلماء السعودية على تويتر: «نسأل الله تعالى أن يحفظه ونائبه ذخراً للإسلام والمسلمين، ورعاة لمشاعرهم ومقدساتهم، وأن يجزيهم خيراً». وخاطب عبدالعزيز الخميس القطريين بالقول: «تريدون حل أزمتكم، اعتمدوا على الحكماء منكم، واضغطوا على السفهاء كي يتخلوا عن الحكم، لن ينفعوكم». وكتبت نورة محمد آل ثاني: «عندما منعت قطر الحجاج من أداء فريضة الحج تكفل قائد الأمة بالحجاج شكراً سلمان على المكرمة». وكتب علي العنزي في تغريدة: «حفظ الله حكومتنا الرشيدة التي تقدم الخير لحجاج بيت الله الحرام من جميع أقطار العالم وماهي غريبة من دولة يحكمها سلمان». وأضاف: «حكمة ملكنا سلمان استطاعت لجم أفواه الذين يشككون في حبه للشعب قطري وتبين أن حكومة قطر هي السبب لنشر الأكاذيب». أما الدكتور علي العراقي فكتب: «استقتلت خلايا عزمي ومرتزقة قطر للإساءة للسعودية بأنها تمنع حجاج قطر من الدخول وكان الرد بأن #الملك_سلمان_يستضيف_حجاج_قطر بنفسه». وكتب بن عويد: «مليارات وجولات لدول العالم ومؤتمرات وخطابات اختصرها الشيخ عبدالله بن علي بزيارة. قلناها الحل في الرياض فقط». وغرد عبدالعزيز بن سمران: «ملك ألجم بقراره أصحاب النوايا السيئة ومن ينتمي إلى أبواق الإعلام ليثبت أن سياسة الحكمة دائماً ما ننتصر».
مشاركة :