عندما عُرض الفيلم الإماراتي «الرجال فقط عند الدفن» للمخرج عبدالله الكعبي، في الدورة الفائتة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، ترك الفيلم انطباعاً بنقلة نوعية في طريقة صناعة الفيلم الإماراتي، بخاصة أن الفيلم يتناول تابوهات مجتمعية لم يتم التطرق لها في السينما المحلية من قبل. يومذاك نال هذا الفيلم جائزة المهر الإماراتي لأفضل فيلم طويل. وها هو يعرض حالياً في بعض صالات دبي. وللمناسبة، ها نحن هنا أمام خمسة أسباب تحتم على المتفرج أن يحجز مقعده لمشاهدة هذا العمل الغريب. الفيلم الذي ينطلق بأحداثه عندما تحاول أم كفيفة أن تكشف لابنتها عن سر دفين، ولكنها تُقتل قبل أن تتمكن من ذلك. خلال الجنازة تحاول ابنتاها التعامل مع الحادث وكشف سرها من خلال البحث عن أدلة لدى الزوار الوافدين لتعزية الأسرة. وخلال العزاء تنكـــشف التفاصيل مما يتسبب في تصاعد التوتر الدفين بين أفراد الأسرة إلى السطح تدريجياً أما الأسباب الخمسة التي تدفعنا هنا الى الدعوة لمشاهدة «الرجال فقط عند الدفن» فها نحن نجملها هنا، في انتظار العودة الى الحديث بتوسّع أكثر إسهاباً حول عمل سينمائي يحمل الكثير من الجدة في طياته: 1- فهنا ولأول مرة في تاريخ السينما الإماراتية يتم كسر بعض التابوهات أو المحظورات المجتمعية العربية، حيث يتم في شكل مباشر تناول أنواع من العلاقات بين البشر لم يتم تناولها بهذا الوضوح في أي عمل سينمائي من قبل. 2- يسلط الفيلم الضوء على علاقة المواطنين بأشقائهم الوافدين من كافة الدول التي تعيش على أرض الدولة ، تحديداً من خلال البحث عن أدلة السر الغامض لدى الزوار الوافدين لتعزية الأسرة. 3- اسم الفيلم بحد ذاته يعد عنواناً جاذباً بطرح السؤال: لماذا الرجال فقط عند الدفن؟ ومن الواضح أن الكعبي يقف في هذا الفيلم في صفّ جوار المرأة العربية، ليعبر عن الحصار الذي تشعر به، وبالتحديد حيث من خلال قصة الفيلم سنرى، كيف تُحرم ابنتان من حضور دفن أمهما، لينوب عنهما زوج إحداهما. 4- يجد المتلقي نفسه في الفيلم، أمام مشاهد تعتبر من الأجرأ في السينما الإماراتية والتي من خلالها تكشف عن المستور وعن الأسرار التي خبأتها الأم الراحلة ليطرح الكعبي بين طيّات فيلمه قصة حب خفية، تكتشفها الابنتان في رحلة بحثهما في ماضي والدتهما. 5- الأبعاد النفسية متعددة الطبقات، أحد العناصر القوية بالفيلم، الى جانب المفاجآت التي تتوالى على المتفرج أثناء المشاهدة، فتظهر التناقضات في الرغبات السرية. وقد اعتمد الكعبي على شخصية جابر ليكشف من خلالها عما يبدو في البداية كتناقضات، فهو رجل يحب امرأته، لكنه يعيش ماضياً مليئاً بالأسرار أيضاً.
مشاركة :