صحيفة المرصد:تحدث الكاتب السعودي محمد آل الشيخ عن مستقبل الأزمة الخليجية واستمرار مقاطعة عدد من الدول الخليجية والعربية لدولة قطر بسبب سياستها التخريبية في المنطقة. وتحت عنوان “هل يتحمل حمد العواقب ويترك قطر” كشف الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة “الجزيرة” مفتاح الحل لهذه الأزمة المتفجرة منذ عدة أشهر. وأشار الكاتب إلى أن قطر لا يمكنها أن تستعين بالغاز وحده فقط لكي تعيش وحيدة منبوذة ومعزولة عن دول جوارها كما هو الحادث الان في ظل المقاطعة. وأضاف: . وليس لدي أدنى شك أن الوقت يسير في اتجاه العزلة أكثر ومن يتولون قرار السلطة فيها يصرون على العناد والمكابرة. ولا يمكن -أيضا- أن تكون أربع دول تقاطعها مقاطعة تامة على خطأ والسلطة القطرية الحاكمة على صواب. وتابع بقوله: الأزمة القطرية الراهنة فجرها، طموحات حاكمها الحقيقي، والد حاكمها الحالي، حمد بن خليفة، الذي يطمح أن يبسط سلطته ونفوذه على غالب كل العربية، وليس الخليجية فحسب، غير أن هذا الطموح المجنون، والذي لا يمت للواقعية والعقلانية بصلة، أوقعه، وأوقع معه بلده الصغير، محدود الإمكانات، في ورطة حقيقية، لا أرى أن ثمة انفراجا لها يدور في الأفق . وكشف الكاتب أن هناك تذمرا بدأ يطفو على السطح، من قبل أفراد من أبناء الأسرة الحاكمة في قطر، وكثير من أفراد القيادات الأمنية، وأن حمد يتعامل معهم بالقمع والإسكات وتكميم الأفواه، ولا أعتقد أن هكذا سياسة ستجدي نفعا على المدى المتوسط والبعيد. وأشار إلى أن اعتقاد حمد ومستشاروه من عرب الشمال، أن الزمن كفيل بإنقاذه وإنقاذ بلده من مأزقها، هو تفكير رغبوي محض، لا علاقة له إطلاقا بالواقع والصيرورة التي تتجه إليها الأزمة، إذا ما نظرت إليها نظرة واقعية؛ فأن تبقى قطر في معزل عن محيطها الطبيعي الجغرافي هو افتراض وهمي بحت، أشبه ما يكون بأن تبقى سمكة على قيد الحياة خارج البحر؛ ومن نصح حمد، أو ولده تميم، بأن ذلك ممكن، فإنه يفترض أنه مغفل. كما أن الرهان على الخارج، وعلى إبرام العقود والصفقات مع دول الغرب لن يغير من الواقع شيئا، فالحل في الرياض، وليس في أي عاصمة أخرى، فالدول الغربية التي يحاول حمد أن يغدق عليها العقود والصفقات، وبالتالي الأموال، لها هي الأخرى أيضا مصالح وعلاقات تجارية مع دول المقاطعةكما أنهم على قناعة راسخة أن ورطة قطر هي نتيجة لطموحات مجنونة لحاكمها الذي أوقعها مع دول الجوار في هذه الورطة، وهم لا شك عقلاء، فضلا عن أنهم محكومون بمؤسسات، وهي من يصنع قراراتها. واختتم الكاتب مقاله مؤكدا أن حمد يدرك أن قبوله بالمطالب، يعني حكما أنه رفع الراية البيضاء، وأن أحلامه التي كان يعمل على تحقيقها، أضحت أضغاث أحلام، وأن هذا يعني حكما أن يتنحى حقيقة، وليس مراوغة، عن حكم قطر، وهذا ما يأباه حتى وإن أحرق قطر بمن فيها وقضها وقضيضها. وفي المقابل الدول الأربع المقاطعة ما كانت لتتخذ هذا الموقف الحازم، ثم تتنازل عنه، خاصة وأن ليس لديها ما تخسره جراء مقاطعتها لقطر. لذلك فإن الأزمة كما أراها لن تنتهي إلا إذا أذعن حمد، وتحمل منفردا عواقب حماقاته، وترك قطر لأهلها.
مشاركة :