بنك السعادة والإيجابية وشيكات السعادة

  • 8/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أخي /‏ أختي، لا يذهب بالكم إلى (البعيد)، فأنا هنا لا أتحدث عن البنوك التي نعرفها أو التي اعتدنا على التعامل معها، فهي على حد علمي المتواضع غالبًا ما تكون بدايتها جميلة ورائعة وخصوصا حين تتأكد من استلامك النقود وأنها أصبحت في حسابك، وقتها فقط يكمن الفرح والسرور، ولكن بعد مضي بعض الوقت وحينما يصبح رصيد الحساب صفرا (يكرش) من الفلوس وحان وقت السداد، هنا تتحول البدايات الجميلة والسعيدة إلى لحظات كئيبة وتعيسة. كما أني هنا أيضا لا أشير إلى شيكات الإعلامي المتألق مصطفى الآغا اليومية، التابعة لقناة الـ(mbc) الغنية عن التعريف التي تجعل من يشارك في مسابقاتهم في حالة هستيرية فاقدا للواقع والوقت معًا لحين وقت الإعلان عن الرابح فيها، هنا فقط تحين لحظة الاستيقاظ من حلم اليقظة والاستعداد لدفع قيمة فاتورة الاتصال والمشاركة (الباهضة) التي لا أبالغ إن قلت إنها (تكسر الظهر). إن عنوان البنك الذي قصدته يقع في دولة الإمارات العربية المتحدة وبالأخص في إمارة دبي التي أصبحت، بفضل من الله ثم من رؤية وعزم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، سباقة في تحقيق الصدارة وتبوؤ المراكز الأولى في شتى المجالات، ومنها في (الأداء الحكومي)، وإن شئنا أن نعرج قليلاً على التاريخ القريب لنا فلقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة (2016) بإنشاء وزارة جديدة خاصة بالسعادة سميت (وزارة السعادة) التي كان من أبرز مهامها وسياساتها تحقيق سعادة المجتمع من خلال أداء حكومي متميز قادر على تطبيق هذه المهام والسياسات، وفي سنة (2017)، وبما أن الحكومة المتميزة دائمًا تحتاج إلى موظفين على درجة من التميز لإدارتها والنهوض بها، فلم يكن من المستغرب أن تكون الخطوة التالية لإمارة «دبي» التفكير في إنشاء بنك معني بإدخال الإيجابية والسعادة في نفوس (الموظفين). فتم إنشاء بنك خاص بالموظفين هو بنك «السعادة والإيجابية» في مركز دبي للإحصاء، الذي يقوم بتقديم شيكات سعادة وبهجة، ليس كالمتعارف عليه، ولكن من نوع آخر، إذ يقوم هذا البنك بتقديم شيكات لكن من نوع آخر، هدفها إدخال السعادة على نفوس الموظفين، إذ أطلق البنك عليها اسم «شيكات السعادة»، والتي خلقت جوا تنافسيا بين الموظفين ولاقت استحسان الجميع. ويستطيع المديرون ورؤساء الأقسام أن يمنحوا موظفيهم هذا النوع من الشيكات، إذ تتضمن إجازة أو عددًا من الساعات تمكن الموظف من التأخر عن الحضور إلى العمل، لقضاء وقت مع عائلته أو الجلوس في مكان عام قبل القدوم إلى مقر العمل، وتقدم هذه الشيكات إلى المجتهدين فقط ومن يعطي جهدًا إضافيًا في العمل. أخيرًا لا أقصد التقليل من شأننا، ولكني لأتمنى أن نحذو حذو أشقائنا في «دبي»، والمنطلق أساسا من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فكما أسلفت سابقًا فإن أي حكومة تطمح في التميز يجب عليها الاهتمام بالنواة، ألا وهي (الموظف)، فإن كان يتسم بالسلبية وعدم المبالاة (فعلى الدنيا السلام) ولن نستطيع مواكبة هذا التطور الهائل والسريع الذي نعيشه في يومنا هذا، ولن يتقدم أداؤنا قيد أنملة، لذلك فإنه ليس من العيب الالتفات والاستفادة من التجارب الإيجابية للآخرين في هذا الشأن. ] حمد قاسم المالود

مشاركة :