قطر.. مركز تدريب للعبث بأمن الإمارات

  • 8/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير وثائقي جديد بثّته القنوات التلفزيونية في الدولة، ظهر أمس الجمعة، عن تحول الدوحة إلى «مركز تدريب» على العبث بأمن واستقرار الإمارات، ضمن ملف جديد من «ملفات قطر.. في دعم الإرهاب».وأورد التقرير المتلفز، الذي امتد لنحو نصف ساعة، وحقق نسب مشاهدة قياسية، اعترافات عيسى خليفة السويدي؛ أحد الأعضاء السابقين في تنظيم «الإخوان» المسلمين الإرهابي، وعضو ما يسمى «مجلس شورى» الجماعة، كشاهد عيان على دعم الدوحة للإرهاب.وكشفت اعترافات السويدي عن تبنّي الدوحة ل«منظمات مشبوهة»، لها ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بأخرى دولية، تعمل على تدريب الشباب ومنهم إماراتيون على زعزعة استقرار وأمن دولهم، وإتاحتها الفرصة لأعضاء «التنظيم السري» الهاربين لحضور دورات وملتقيات. وكان لافتاً أن يبث التقرير مداخلة بالصوت والصورة لإحدى عضوات «التنظيم السري»، وهي هاربة من الإمارات، خلال إحدى هذه الدورات، وهي تحرض على دولة الإمارات ورموزها، داعية إلى دعم ما أسمته «تغيير النظام في الإمارات أو إسقاطه». وجزم السويدي بأن وصول «الفارين من الإمارات» إلى الدوحة لم يكن أمراً عشوائياً؛ بل تم عبر «خطة للطوارئ»، حيث استقر البعض منهم هناك، فيما وفّرت الدوحة للبعض الآخر «الممر الآمن» إلى دول أخرى «على الرغم من انتهاء فترات صلاحية جوازات سفرهم». وعرّج العضو السابق في «التنظيم الإرهابي» على القطري المدعو محمود الجيدة، الذي مثّل أحد أذرع قطر لتوفير الدعم المادي والمعنوي لأعضاء التنظيم الهاربين إلى الدوحة، مفنّداً ادعاءاته بتعرضه للتعذيب خلال قضائه فترة عقوبته، وأكد أنه كان يتلقّى خدمات ممتازة ويتواصل مع أهله، فيما أتيح له استقبال السفير القطري لدى الدولة.وتحدث السويدي المدان بالسجن 10 سنوات في قضية التنظيم السري عن رحلة انضمامه للتنظيم الإرهابي، و«بداية الغرق» عام 1989، حيث أدى «البيعة» وتدرّج في رحلة السقوط حتى نال عضوية ما يسمى «مجلس شورى التنظيم».وكشف عن الميزانية التي كانت مرصودة للتنظيم الإرهابي، والمموّلة من اشتراكات أعضائه والتبرعات والهبات، إضافة إلى امتلاك «الجماعة الإرهابية» استثمارات عقارية وشركات وأسهم، واصفاً «جمعية الإصلاح» المنحلّة بحكم القانون، بأنها كانت الواجهة الأكبر للتنظيم في الإمارات.وتحدث عن فلسفة «التنظيم الإرهابي» في تركيزه على العمل في قطاع التعليم، بهدف التأثير على النشء، ومن ثم استقطابهم ل«الجماعة الإرهابية». وفي هذا الصدد أكد أن «مدرسة الجزيرة» كانت مملوكة في تلك الفترة لحمد بن جاسم، رئيس الوزراء، ووزير الخارجية القطري السابق، مُلقياً الضوء على زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» في ذاك الوقت لها.وكشف السويدي عن أن مسكنه في قطر تم استغلاله من قبل «التنظيم الإرهابي القطري»، في عقد اجتماع تنظيمي مع «التنظيم السري» بالإمارات، تحت مظلة ما يسمى ب«التنسيق الخليجي». وفي التفاصيل أوضح عيسى خليفة السويدي؛ أحد الأعضاء السابقين في تنظيم «الإخوان» المسلمين الإرهابي، وعضو ما يسمى ب«مجلس شورى» الجماعة، أن «عمل» الجماعة الإرهابية أو تنظيم «الإخوان» الإرهابي «في الإمارات مثله مثل باقي التنظيمات المتعلقة» ب «الإخوان» «في العالم كله، وهو مبني على السرية والكتمان، والانضباط الإداري والهيكلي والتراتبية في العمل«. ميزانية التنظيم ولفت إلى أن جل أموال هذه الميزانية يأتي من خلال اشتراكات أعضاء»التنظيم«، إضافة إلى تبرعات وهبات يتم جمعها من أفراد الجماعة وأقاربهم ومعارفهم، فضلاً عن بعض الاستثمارات على هيئة عقارات، أو مشاركة في شركات وأسهم بعضها مسجل بأسماء أفراد من أعضاءالتنظيم؛ لأن التنظيم غير مرخص، وأكبر واجهة للتنظيم هي:»جمعية الإصلاح«المنحلة بحكم القانون، وفروعها، حيث لها أكثر من فرع.وقال السويدي: «هذه كانت الواجهات الرئيسية لتنظيم «الإخوان» الذي يطلق عليه أيضاً «دعوة الإصلاح»، لكنه يحمل فكر «الإخوان» المسلمين الإرهابي العالمي والمتعارف عليه». المساس بالرموز وأكد أن «كثيراً منهم (الإخوان) تكلّم كلاماً غير مقبول يمس الدولة ورموزها، وكان ذلك جزءاً كبيراً من هذا المخطط أعدته لجان تشرف على هذا العمل الإلكتروني، والعمل الإعلامي صاحبه حديث مع المنظمات الحقوقية في العالم، بمساعدة أشخاص من خارج الدولة، ما يعني التدخل في المسألة المحلية البحتة». وقال: «صدر علي حكم، مثل أغلب أعضاء «التنظيم» بالسجن لمدة 10 سنوات، وأمضيت الآن تقريباً 5 سنوات ووضعي الآن طبيعي، عكس ما يُثار كثيراً في وسائل إعلام من أن هناك معاملة سيئة للمسجونين وتعذيب وضرب وإيذاء».وفي هذا الإطار، أعرب عن استغرابه لكل هذه الأمور وتداولها، جازماً بأنها غير حقيقية، منوهاً بأنه يتلقى العلاج داخل سجنه وسبق أن تم تحويله إلى مستشفى مختص خارج السجن، مثل باقي المواطنين، مضيفاً: «كما أن الطعام الموجود في السجن أفضل مما توقعت من حيث الجودة والتنوع والكمية والنظافة، ولا أدري من أين يأتي الكلام عن سوء الخدمات». كذب الجيدة وعرج السويدي في اعترافاته، على المدعو محمود عبد الرحمن الجيدة؛ أحد عناصر تنظيم «الإخوان» المسلمين القطري الإرهابي، وأهم الداعمين الماليين للتنظيم، وهو قطري الجنسية.وقال: «قضى معنا فترة نحو سنة ونصف السنة أو سنتين، وكان قريباً منّي في السجن، وكان يتلقى نفس الخدمات التي نتلقاها. وما رأينا في لحظة أنه تم تمييزنا. بالعكس كانت تقدّم له كل الخدمات التي تقدّم لنا من نظافة، وزيارات واتصالات هاتفية وغيرها». وأضاف: «بل كان يتميز علينا باستقباله السفير القطري لدى الدولة، الذي كان يزوره في محبسه». رحلة الغرق وأضاف: «في فترة وجودي بقطر اتصل بي أحد المدانين في «التنظيم السري» طالباً استخدام شقتي الخاصة، وأعطيته المفتاح لاستخدامها؛ لأكتشف بعدها أن سبب الطلب هو عقد لقاء تنظيمي بين تنظيم «الإخوان» في الإمارات وتنظيم «الإخوان» في قطر».وقال: «صراحة.. لا أستغرب عقد مثل هذا اللقاء؛ لأن العلاقة موجودة بين التنظيمين وقديمة، وحتى من خلال مؤسسة أكبر وهي «التنسيق الخليجي». بوابة الهروبوتحت عنوان: «قطر.. بوابة الهروب»، واصل السويدي حديثه بالقول: «عدت من قطر إلى الإمارات قبل التوقيف بنحو 3 أشهر، فيما غادر بعض قيادات وأعضاء التنظيم السري مع بدء عمليات التوقيف، ومنهم من هرب إلى قطر، وبعضهم هرب إلى الدوحة ثم إلى دول أخرى».وعلق على ذلك بقوله: «لم يكن ذلك أمراً عشوائياً؛ بل جزء من خطة للطوارئ موضوعه مسبقاً؛ لأن تنظيماً محكماً مثل «الإخوان» لديه بدائل وخيارات في حالة توقيف قياداته، ومنها تشكيل قيادة جديدة داخلية أو خارجية حسب تقديره للأمر»، مضيفاً: «هي مسألة منظمة وليست عشوائية. وبالفعل غادروا إلى قطر وهناك تلقّوا كثيراً من الدعم المادي والمعنوي بما في ذلك الحصول على المرور الآمن إلى دول أخرى، على الرغم من أن جوازات سفرهم منتهية، ما يؤكد الدعم الذي تلقّوه في هذه المسألة. الدعم المشبوه وبعنوان: «الدعم المشبوه»، أورد التقرير تفاصيل الدعم القطري ل«الإخوان»، حيث قال السويدي: «بعد هروب «الإخوان» من الإمارات إلى قطر، وفّر التنظيم القطري أشكالاً عديدة من الدعم لهم مادياً ومعنوياً، وذلك لاستقرارهم في تلك الفترة بقطر، فيما كلّف المدعو محمود الجيدة، بجلب مبالغ مالية من الإمارات إلى هناك لتقديمها إلى أعضاء التنظيم الهاربين». دورات تدريبية وأضاف: «لم يقتصر دخول هذه الدورات على الذكور من الشباب خاصة من شباب«الإخوان»، حيث شهدنا حضور فتيات ومنهم المدعوة آلاء صديق، التي تحدثت عن أمور تتعلق بشأن التغيير داخل الإمارات، وتدعو إلى تغيير النظام فيها، ما يؤكد حجم التفاعل مع مثل هذه الدورات». وفي هذا الصدد، عرض التقرير الوثائقي بالصوت والصورة مداخلة للمدعوة آلاء صديق، وهي إحدى عضوات التنظيم السري الهاربات إلى الخارج خلال إحدى الدورات، توضح فيها حاجتها إلى تحقيق ما سمته فكرة التغيير في أذهان الناس، ثم الانتقال إلى إقناعهم بمسألة كيف يتم تغيير أو إسقاط النظام. منابر الإرهاب وتحت عنوان «منابر الإرهاب»، أورد التقرير ما قاله السويدي من أن الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه أعضاء التنظيم السري الهاربون إلى قطر، كان الدعم الإعلامي، حيث فتحت لهم قناة «الجزيرة» شاشاتها للظهور.وعلق على ذلك بالقول: «هذا يعني في رأيي الشخصي التأجيج الكبير جداً؛ لأن من المعروف عن هذه القناة قيامها بالعمليات التحريضية من خلال استضافة مشبوهين مطلوبين وإرهابيين»، مضيفاً: «هذه كانت أداة كبيرة قُدّمت لهم، وخدمة لهم ليظهروا على منبر إعلامي».وتطرق عضو «شورى التنظيم الإرهابي، إلى استضافة قناة «الجزيرة» المشبوهة لكثير من رجال الدين، الذين يحضّون على خراب بعض الدول، ومن ذلك استضافتها الدائمة ليوسف القرضاوي، الذي ساءني حديثه عن دولة الإمارات».وحذّر السويدي من الفتاوى التي تروّج عبر «الجزيرة» لعموم الناس، والتي لو ناقشها اثنان من العلماء لاختلفا فيها، وتتحدث عن جواز العمليات الانتحارية وقتل الآخرين، معلّقاً بالقول: «تصوروا لو تلقّف هذا الكلام جاهل، فمن الممكن أن يقتل أمه أو أبوه. هذا عمل مشبوه وضار وخطير، والمصيبة الأكبر أن يقال عبر الإعلام ويتم تداوله عبر الإنترنت والهواتف المحمولة، ويتم التراسل بهذه المقاطع وتمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعني أن الخطر صار أعظم وأعظم».وأشار السويدي إلى منصة موقع «إسلام أون لاين»، الذي وصفه بالمنصة التفاعلية ذات الإمكانات التي يُديرها المدعو جاسم سلطان، مسؤول تنظيم «الإخوان» المسلمين الإرهابي في قطر.وأعرب عضو التنظيم الإرهابي السابق عن استيائه الشديد لما سمعه ورآه من حملة إعلامية شعواء على دولة الإمارات، بطريقة غير مسبوقة، وحديث الكذب والافتراء والمبالغات، متسائلاً عن هدف مثل هذه الحملات، وكيف تسيئ لدولة تعاملت مع قطر بطريقة ملأى بالأخوة والخير والنعمة، منوهاً بما قدّمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من دعم سياسي ومعنوي ومادي كبير لدولة قطر؛ الأمر الذي لا يُنكره القطريون أنفسهم.وتابع: «لكن كيف يكون الرد بهذا الشكل والإساءة للدولة، والراحل الشيخ زايد الذي أفنى عمره في توحيد وجمع ومساعدة الجميع، وغض الطرف عن ادعاءاتهم وتُهمهم». وقال: «حقيقة أنا مصاب بالذهول جداً من حجم الافتراءات التي تُكال لدولة الإمارات من مؤسسات ووسائل إعلام حكومية في قطر، ومواقع وحسابات إلكترونية».وفي السياق ذاته أورد التقرير اعترافات المدعو حمد علي محمد الحمادي، ضابط المخابرات القطري، التي أكد خلالها أن الإدارة الرقمية في المخابرات القطرية، هي من أنشأت حسابي «بوعسكور» و«قناص الشمال» وغيرهما من الحسابات التي تُسيئ لدولة الإمارات، ومهاجمة رموزها وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيّب الله ثراه.وعلق عضو التنظيم السري السابق في هذا الصدد وقال: «لم أكن أتخيّل أن هناك جهة حكومية في دولة صديقة تتحدث بهذا الشكل عن الشيخ زايد، حتى سمعت ورأيت اعترافات ضابط الأمن القطري وما ذكره»، معرباً عن أمله في أن تكفّ الدوحة عن مثل هذه الأمور.وعرج السويدي على التقارب القطري الإيراني الذي هو قنبلة موقوته في المنطقة، موضحاً أن الدوحة استعانت بقوى خارجية منها طهران وتركيا؛ الأمر الذي أكد أن ذلك من شأنه ضررها وإبعادها أكثر عن منظومة مجلس التعاون الخليجي، خاصة على المدى البعيد.واختتم التقرير بكلمة وجّهها «الإخواني» السابق وطلب خلالها من الحكومة القطرية الخروج من المتاهات التي وضعت نفسها فيها، ومن ثم العمل على حل أزمتها في أقرب فرصة ممكنة قبل أن تتفاقم.يشار إلى أن عيسى خليفة السويدي، عضو سابق في تنظيم جماعة «الإخوان» المسلمين الإرهابية، في دولة الإمارات. وهو حاصل على البكالوريوس من الولايات المتحدة الأمريكية، والماجستير والدكتوراه في مجال التعليم من المملكة المتحدة، والتحق بقطاع التعليم الحكومي في أبوظبي لنحو 9 سنوات، ثم اتجه إلى القطاع الخاص والتحق بالشركة العربية لتطوير التعليم لنحو 7 سنوات أخرى، ليترك العمل بها عام 2009، ويلتحق بغيرها في دولة قطر. انضم السويدي إلى تنظيم «الإخوان» المسلمين الإرهابي عام 1989، وأدى «البيعة» له وتدرّج فيه حتى أصبح عضواً في مجلس شورى التنظيم.(وام)

مشاركة :