مستنقع الخيانة القطرية لا ينضب ففي كل يوم يتكشف الجديد من الأدوار المشبوه التي لعبتها قطر للإضرار بالمنطقة والجيران، لا مبالية ولا مراعية لأواصر الدم والأخوة والمصير المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص والمنطقتين العربية والإسلامية في التوصيف العام، ولعل التقرير الوثائقي الذي بثته قنوات التلفزة أمس كشف مدى السقوط القطري الممتد الذي حول الدوحة إلى مركز تدريب على العبث بأمن واستقرار الإمارات. وتضمن التقرير الذي حمل عنوان «ملفات قطر في دعم الإرهاب»، لقاء مع عيسى خليفة السويدي، وهو أحد الأعضاء السابقين في تنظيم الإخوان الإرهابي وعضو ما يسمى «مجلس شورى الجماعة»، بوصفه «شاهد عيان على دعم الدوحة للإرهاب». وكشفت اعترافات السويدي عن تبني الدوحة لمنظمات مشبوهة لها ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بأخرى دولية تعمل على تدريب الشباب، ومنهم إماراتيون، في دورات وملتقيات، على زعزعة استقرار وأمن دولهم، وإتاحتها لأعضاء التنظيم السري للإخوان الهاربين. واللافت أن التقرير بث مداخلة بالصوت والصورة لإحدى عضوات تنظيم الإخوان، (هاربة من الإمارات)، خلال إحدى هذه الدورات وهي تحرض على دولة الإمارات ورموزها، داعية إلى دعم تغيير النظام في الإمارات أو إسقاطه. وعرج العضو السابق في «التنظيم الإرهابي» السويدي على دور القطري المدعو محمود الجيدة الذي مثل إحدى أذرع قطر لتوفير الدعم المادي والمعنوي لأعضاء التنظيم الهاربين إلى الدوحة، مفنداً ادعاءاته بتعرضه للتعذيب خلال قضائه فترة عقوبته، وأكد أنه كان يتلقى خدمات ممتازة ويتواصل مع أهله.. فيما أتيح له استقبال السفير القطري لدى الدولة. يشار إلى أن المدعو «الجيدة» كان قد أدين في قضية «التنظيم السري» وحكم عليه بالسجن 7 سنوات والإبعاد عن الدولة بعد قضاء فترة العقوبة وصدر قرار بالعفو عنه وإبعاده، غير أنه زعم -عقب وصوله إلى الدوحة- أنه تعرض لمضايقات وحرم من زيارة أقاربه. رحلة الغرق وتحدث السويدي -المدان بالسجن 10 سنوات في قضية التنظيم السري- عن رحلة انضمامه للتنظيم الإرهابي و«بداية الغرق» في عام 1989، حيث أدى «البيعة» وتدرج في رحلة السقوط حتى نال عضوية ما يسمى «مجلس شورى التنظيم»، موضحاً أن عمل «الجماعة» مبني على السرية والكتمان ويتفرع إلى لجان تربوية واجتماعية وإعلامية والنساء والشباب. وكشف السويدي- الذي عمل في قطاع التعليم بقطر منذ العام 2009 - عن أحد ملامح المكر في استقطاب «التنظيم الإرهابي» لأعضائه، موضحاً أنه- وإن كان يعمل على استقطاب أفراد المجتمع بكافة المستويات- إلا أن هناك ما يسمى بـ «الاستقطاب النوعي» الذي يركز على خصوصية بعض الفئات . ومنها أبناء المسؤولين والتجار ووجهاء القبائل الذين يلقون عناية خاصة في استقطابهم وتربيتهم. وتحدث السويدي عن فلسفة «التنظيم الإرهابي» في تركيزه على العمل بقطاع التعليم بهدف التأثير على النشء ومن ثم استقطابهم لـ «الجماعة الإرهابية». وأكد أن «مدرسة الجزيرة» كانت مملوكة في تلك الفترة لحمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق ملقياً الضوء على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا الوقت لها ما يوضح متانة العلاقات بين قطر وإسرائيل. وكشف السويدي عن أن مسكنه في قطر تم استغلاله من قبل «التنظيم الإرهابي القطري» في عقد اجتماع تنظيمي مع «التنظيم السري» بالإمارات تحت مظلة ما يسمى بـ «التنسيق الخليجي»، وقال «اكتشفت بعد ذلك أنهم عقدوا لقاء تنظيمياً بين الإخوان في دولة الإمارات ونظيره في قطر ولا استغرب أن يعقد مثل هذا اللقاء لأن العلاقة بين التنظيمين قائمة وقديمة . وتأكد لي بعد ذلك أنه تم استغلال وجودي في قطر لخدمة أغراض تنظيمية وغيرها»، وأوضح عيسى خليفة السويدي أحد الأعضاء السابقين في تنظيم الإخوان الإرهابي وعضو ما يسمى بـ «مجلس شورى» الجماعة أن عمل الجماعة الإرهابية أو تنظيم الإخوان الإرهابي في الإمارات- مثله مثل باقي التنظيمات المتعلقة بالإخوان في العالم كله- مبني على السرية والكتمان والانضباط الإداري والهيكلي والتراتبية في العمل. ونوه بأنه كان هناك مكتب تنفيذي ومجلس شورى ولجان واجتماعات «كلها سرية» وتتخذ قرارات فيما يتعلق بسير عمل «الجماعة» ولجانها.. فيما كانت اللجان متعددة.. فهناك لجان تربوية واجتماعية وإعلامية وهناك جزء مختص بالنساء والشباب وميزانية تدعم هذا النشاط. ميزانية التنظيم ولفت إلى أن جل أموال هذه الميزانية كانت تأتي من خلال اشتراكات أعضاء التنظيم إضافة إلى تبرعات وهبات يتم جمعها من أفراد الجماعة وأقاربهم ومعارفهم، إضافة إلى بعض الاستثمارات على هيئة عقارات أو مشاركة في شركات وأسهم بعضها مسجل بأسماء أفراد من أعضاء التنظيم لأن التنظيم غير مرخص وأكبر واجهة للتنظيم هي «جمعية الإصلاح» -المنحلة بحكم القانون- وفروعها، حيث لها أكثر من فرع. وقال السويدي: هذه كانت الواجهات الرئيسية لتنظيم الإخوان الذي يطلق عليه أيضاً «دعوة الإصلاح» لكنه يحمل فكر «الإخوان الإرهابي» العالمي والمتعارف عليه. وأوضح أن التنظيم الإرهابي ينشط في استقطاب أفراد المجتمع بالمستويات كافة غير أن هناك خصوصية لبعض الفئات وهو ما يطلق عليه «الاستقطاب النوعي» ومن ذلك أبناء المسؤولين أو التجار أو القبائل المعروفة، الأمر الذي وصفه بأنه «استقطاب له ثقل أكثر داخل التنظيم»، مضيفاً «أن هناك عناية خاصة في عملية الاستقطاب وعملية التربية». ونوه العضو السابق في التنظيم الإرهابي بأنه استمر مع «الجماعة» حتى تم توقيفه وإحالته إلى المحاكمة، موضحاً أن الجماعة وقبل عملية التوقيف وتزامناً مع ما يسمى «ثورات الربيع العربي»- تحركت مع الموجة التي حدثت في بعض دول العالم العربي فيما أصبحت هناك جرأة في الحديث أو الخطاب خصوصاً مع دخول التواصل الاجتماعي كأداة لذلك حيث أصبح الكل يكتب ويغرد ويعقب دون انضباط. المساس بالرموز وفي هذا الصدد.. أكد أن كثيراً منهم «الإخوان» تكلم كلاماً غير مقبول يمس الدولة ورموزها وكان ذلك جزءاً كبيراً من هذا المخطط أعدته لجان تشرف على هذا العمل الإلكتروني والعمل الإعلامي صاحبه حديث مع منظمات حقوقية في العالم، بمساعدة أشخاص من خارج الدولة، ما يعني أن الدخول في المسألة المحلية البحتة، وأضاف «صدر عليّ حكم- مثل أغلب أعضاء «التنظيم»- بالسجن لمدة 10 سنوات وأمضيت الآن تقريبا 5 سنوات ووضعي الآن طبيعي عكس ما يثار كثيراً في وسائل إعلام من أن هناك معاملة سيئة للمسجونين وتعذيب وضرب وإيذاء». وفي هذا الإطار، أعرب عن استغرابه لكل هذه الأمور وتداولها، جازماً بأنها غير حقيقية منوهاً بأنه يتلقى العلاج داخل سجنه وسبق وأن تم تحويله إلى مستشفى مختص خارج السجن -مثل باقي المواطنين- وكان المراجعون مواطنين وفي المكان نفسه، مضيفاً «كما أن الطعام الموجود في السجن أفضل مما توقعت من حيث الجودة والتنوع والكمية والنظافة.. ولا أدري من أين يأتي الكلام عن سوء خدمات». وأشار إلى لقاءاته الدورية والمتواصلة بأهله عبر زيارات واتصالات هاتفية.. جازماً بأن الحديث عن تعذيب أو شيء من هذا القبيل هو محض كذب، مضيفاً «لي 5 سنوات هنا ما رأيت شيئاً من هذا أبداً». وعرج السويدي - في اعترافاته- على المدعو محمود عبدالرحمن الجيدة أحد عناصر تنظيم الإخوان القطري الإرهابي وأهم الداعمين الماليين للتنظيم وهو قطري الجنسية. وقال: «قضى معنا فترة نحو سنة ونصف أو سنتين.. وكان قريباً مني في السجن، وكان يتلقى نفس الخدمات التي نتلقاها.. وما رأينا في لحظة أنه تم تمييزنا، بالعكس كانت تقدم له كل الخدمات التي تقدم له من نظافة وزيارات واتصالات هاتفية وغيرها»، وأضاف: «بل كان يتميز علينا باستقباله السفير القطري لدى الدولة الذي كان يزوره في محبسه»، معرباً عن اعتقاده بأن هذا يفند كل الادعات التي قيلت بأن هناك معاملات سيئة له أو لغيره. «بوعسكور» كشف فيلم وثائقي بثه تلفزيون أبوظبي في وقت سابق قضية الحسابات الإلكترونية القطرية الوهمية باسم «بوعسكور» و«قناص الشمال» وحسابات أخرى، على موقعي «تويتر» و«إنستغرام»، التي توجه إساءات إلى دولة الإمارات ورموزها، وتنشر شائعات وأكاذيب، فضلاً عن استخدام ألفاظ بذيئة، أوضح الوثائقي الذي يتضمن تسجيلاً لضابط برتبة ملازم يعمل في جهاز أمن الدولة القطري، ويدعى «حمد علي محمد علي الحمادي»، أن كافة الحسابات الإلكترونية والصفحات المسيئة للإمارات على مواقع التواصل، أنشأها جهاز أمن الدولة القطري.
مشاركة :