نيكولاس كولاس على الرغم من أن المركباتِ ذاتيةَ القيادة، والتي ربما تكون كهربائية، ستكون عرْضاً شعبياً ذات يوم، فإن مِن شبه المؤكد أن ذلك التاريخ، أبعد مما توحي به تقييمات السوق الحالية. فقد بلغت مبيعات النصف الأول من هذا العام، من السيارات الكهربائية التي يمكن وصلها بقابس كهربائي، في الولايات المتحدة، أقل من 90 ألف وحدة، مقابل إجمالي مبيعات السيارات الذي بلغ 8.4 مليون سيارة. والتنظيم الحكومي للسيارات ذاتية القيادة بطيء ومجزأ، ويجري على أساس كل ولاية على حدة. ونتيجة لذلك، تبقى هذه الميزة (أو ما يشبهها) مقصورة على حفنة من المركبات غالية الثمن. والنتيجة بسيطة: قد تُعاقب الأسواق شركات صناعة السيارات القديمة وتكافئ الشركات المعرقِلة للنظام القديم، ولكن الحقائق لا تتفق تماماً مع هذا النموذج. فلايزال هنالك وقت لدى منتجي الخط القديم للاستفادة من قوتهم السوقية، وتطوير استجابات تنافسية للتحديات التي يواجهونها. وإذا فشل ذلك، فإن عدد وحداتهم المستعملة حالياً، في التصميم والتصنيع والتوزيع والخدمة، سيظل جذاباً للمنافسين البارعين تكنولوجياً. وإذا كانت شركة أمازون، يمكن أن تشتري شركة «هول فودْس»، فمَن يستطيع القول إن قيام غوغل/ أبل/ تيسْلا، بشراء فورْد/ جنرال موتورز/ بي أم دبليو/ هوندا ليس ممكناً بالقدر ذاته؟ والآن: كيف نبالغ في قلة القلق؟ إذا كانت الوتيرة المتسارعة الأخيرة للتغير التكنولوجي قد علمتنا شيئاً، فهو أن نماذج الأعمال التي تعود إلى قرن من الزمن يمكن أن تفشل في عقد أو أقل منه، عندما تواجه تغييراً معرقِلاً ساحقاً. فهل تتفق هذه الملاحظة مع تداول شركات «إس. آند. بي-500» بمضاعفات أرباح مرتفعة بشكل غير عادي؟ الجواب هو «لا» مُدوّية. إن تقييمات الأسهم، تعتمد دائماً وفي كل مكان على التدفقات النقدية وأسعار الفائدة المستقبلية. وفي حين أن الأخيرة تبقى منخفضة، فإن الشكوك إزاء السابقة في مواجهة هجمة تغيير مدمر مموَّل من رأس المال الاستثماري، تتزايد بشكل واضح. إن العرقلة فوضوية وغير قابلة للتنبؤ، وذلك ليس الوصفة المضمونة لأرباح الشركات التي يمكن التنبؤ بها هيكلياً. وفي الوقت ذاته، نادراً ما يحدث التغير المجتمعي بالوتيرة التي يتوقعها الخبراء. ففي يوم من الأيام، ربما نتقاسم جميعاً أسطولاً من السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، ولكن ذلك اليوم، ليس اليومَ، أو غداً، أو في السنوات القليلة القادمة. وبالنسبة إلى المستثمرين الذين يشعرون بميل إلى القلق إزاء ما قد يحدث من خطأ في الأسواق الأمريكية، أذكّر بأن الجواب يتماشى مع هذا المسار. حتى الآن، ظلت «الأمْزَنة» (Amazon-ing ) مقتصرة على شركات تجارة التجزئة التقليدية، التي تملك مواقع مادية للبيْع، والتحمّس إزاء تيسلا، لم يؤذِ إلا تقييمات شركات صناعة السيارات. ولكن ماذا يحدث عندما تموّل رؤوس الأموال الاستثمارية مزيداً من العرقلة في كل مكان، من الخدمات المالية إلى الرعاية الصحية؟ مثل هذه الاستثمارات غير متاحة إلى حدٍّ كبير للمستثمرين في السوق العامة، الذين لا يستطيعون عموماً إلاّ الحفاظ على أهداف دورة من الابتكارات المعرقِلة متزايدة باستمرار. لقد شهدت أسواق الأسهم ظل العرقلة يمتد خلال السنوات القليلة الماضية. وهي تعرف الأثر الذي يمكن أن يُخلفه، وأن هذا الاتجاه، لايزال أمامه شوط أطول يقطعه.
مشاركة :