يَعرف المستثمرون في الأسهم، أنه يجب عليهم دمج خطر العرقلة (أو التعطيل، أو التمزيق Disruption) الذي ينجم عن الابتكار، مع كل شيء، بدءاً من تقييمات الأسهم كلٍّ على حدة، إلى جاذبية العروض العامة الأولية (أول بيع للأسهم العادية للشركة، للمستثمرين العامين). والنموّ التاريخي في الإيرادات والأرباح، مع توقعات وردية على المدى القريب، لم تعُد كافية بعد الآن. يجب على الشركات إثبات قدرتها على الصمود للمنافسة التي يشكلها المنافسون الجدد المُعرقِلون، حتى لو كانت الشركات تملك حالياً ميزات واضحة من حيث الحجم والنطاق. ومن دراسات الحالة، الرائعة في هذه المجال، منافسة شركة تيسلا ضدّ شركات صناعة السيارات التقليدية مثل فورد وجنرال موتورز. فعلى الرغم من أن تيسلا، تخسر أموالاً وتنتج عدداً من المركبات أقل بكثير؛ فإن قيمتها السوقية تساوي أو تزيد على، أي من الشركات الأخرى لصناعة السيارات في الولايات المتحدة. لماذا؟ لأن أسواق الأسهم تعتقد أن هذه الشركة التي برزت حديثاً، لديها النموذج الصحيح للنمو المستقبلي في السيارات الكهربائية، والسيارات والشاحنات ذاتية القيادة، أمّا الشركات المصنعة للسيارات بالأسلوب القديم، فليس لديها هذا النموذج. والخوف من العرقلة المحتملة، يلقي بظلاله على مجموعة من قطاعات سوق الأسهم. وعلى سبيل المثال، يؤذي الخوف المَرَضي من شركة اوبَر، معنويات المستثمرين في سلاسل تأجير السيارات، وبدرجة أقل، شركات صناعة السيارات. والمجمعات التجارية، وصناديق الاستثمار العقاري التي تركز على متاجر التجزئة، تتعرض للضغط بسبب تحول المستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت. وقد تأثرت شركات إدارة أموال الأسهم الناشطة، بالتحويل الإلكتروني للأموال. وفي الوقت نفسه، فإن الوقوع الحالي تحت هاجس قدرة التكنولوجيا الجديدة على عرقلة النظم القديمة، يخلّف بقعتيْن عمياويْن كبيرتين، في رؤية السوق: وهما أننا نبالغ في كثرة القلق، وفي قلته، إزاء التغيرات في التجارة والمجتمع ككل. كيف نبالغ في كثرة القلق؟ خذ مثال صناعة السيارات. إن تصميم وتصنيع سيارات الركاب مسعىً شديد التعقيد. إنها صناعة خاضعة للتنظيم المكثف، وهي كثيفة في رأس المال، وكثيفة في العمالة، وتخضع لطلب دوْري ودورات مُنتَج طويلة، مع شبكة توزيع مجزأة ونظام لدعم ما بعد البيع أكثر تشتتاً. ولا شيء يحدث سريعاً في هذه الصناعة.نيكولاس كولاس
مشاركة :