السفير فهد العوضي لـ«القبس»: برلمان نيودلهي يضغط لتحسين أوضاع هنود الكويت

  • 8/19/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

محمود حربي | أعلن سفير الكويت لدى الهند فهد العوضي عن توسعة آفاق التعاون المشترك بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية راسخة، كاشفاً عن أن رئيس وزراء الهند سيزور الكويت قريبًا وستعقد اللجنة الكويتية الهندية المشتركة اجتمعاتها قبل نهاية العام. وشدد في تصريحات لـ القبس على أهمية استفادة الكويت من التطور الهندي في مجال البرمجيات والاتصالات، مشيرًا إلى اتخاذ شركات كويتية خطوات متقدمة في هذا المجال. وتطرق إلى علاقات الهند الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون كما استعرض ذكرياته الدبلوماسية في تونس وسوريا والسودان، مبيناً أن علاقات الكويت بالهند تمتد لمئات السنين خاصة في الجانب التجاري، وحالياً نحن أمام علاقات استثنائية ناتجة عن دور الهند الاقتصادي الكبير في آسيا والعالم، إضافة إلى دور الكويت في الإقليم وإمكاناتها الاقتصادية الهائلة. مشاكل العمالة وحول أبرز المشاكل التي يقابلها في الهند قال العوض: مشاكل العمالة الهندية في الكويت لا سيما خادمات المنازل من أكثر الموضوعات التي يتم تضخيمها في وسائل الإعلام، كما يناقشها البرلمان الهندي الذي يضغط على الحكومة سياسياً لتحسين أوضاع العمالة، نظرًا لكثرة العدد الذي يصل إلى حوالي مليون شخص في الكويت، ورغم محاولات الحكومتين حل مشاكل بعض الحالات البسيطة وتقدم القوانين الخاصة بحقوق العمالة في الكويت وتوافقها مع القوانين الدولية واتساقها مع حقوق الإنسان، لكن تسليط الضوء على بعض التجاوزات يترك آثاراً سلبية يتم حصارها بالتعاون المستمر بين البلدين. التكنولوجيا الهندية وحول استفادة الكويت من التطور التكنولوجي الهندي، لا سيما في البرمجيات قال العوضي: الدول العظمى مثل أميركا تحرص على الاستفادة من التطور الهندي في هذا المجال إما بتوظيف الهنود في المؤسسات الأميركية المختلفة ومنها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، أو الاستفادة منهم داخل الهند بتعاقدات خاصة، مشيرًا إلى أن شركات كويتية بدأت في التعاون مع نظيرتها الهندية لنقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر الكويتية في هذه المجالات. التعاون السياحي وحول التدفق السياحي الخليجي إلى الهند أشار إلى أن حجم السياحة الخليجية جيد لكنه لا يقارن بالتوجه إلى أوروبا إلا أن المؤشرات تشير إلى تزايد التدفق السياحي في الهند ما دفع الخطوط الجوية الكويتية إلى تسيير رحلتين يوميًا إلى الهند. كويتي أسس المسرح الهندي وحول التأتثير الثقافي والعلاقات القديمة أشار إلى التواجد القديم لبعض العائلات الكويتية في بومباي وإنشاء المدرسة العربية التي أصبحت مبنى القنصلية في ما بعد ومازال أبناء وأحفاد المؤسسين يزورون بومباي إلى اليوم، وقال إن شخصية كويتية هي إبراهيم القاضي هو مؤسس الحركة المسرحية الحديثة في الهند ويتم الاحتفاء به وتكريمه في المهرجانات المختلفة. القضية الفلسطينية وحول موقف الهند من القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين قال: للهند موقف تاريخي في دعم القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية انطلاقًا من كونها إحدى الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، رغم أن العلاقات الهندية الإسرائيلية شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة بسبب سعى الهند للحصول على التكنولوجيا المتطورة خاصة في المجال النووي وحرصها على نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة من إسرائيل المتقدمة في هذا المجال، لكنه أضاف بقوله «رغم ذلك فإن الحكومة الهندية تؤكد باستمرار أن تعاونها الفني مع إسرائيل لا يؤثر في موقفها الثابت من القضية الفلسطينية». الوضع السوري تطرق العوضي إلى الوضع السوري بالقول: خدمت كسفير للكويت في دمشق، وعندما أتابع الأوضاع المأساوية التي حدثت هناك والدماء التي سالت من دون هدف واضح أحزن كثيراً، متمنياً أن يعم الاستقرار ربوع سوريا، فليس لأحد مصلحة في تدمير هذا البلد العربي. وأشار إلى أن الكويت وانطلاقًا من التزامها العربي والإنساني وفي إطار المنهج الدبلوماسي الكويتي الذي أسسه سمو الأمير منذ أن كان وزيرًا للخارجية في ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية والانحياز لقضايا الشعوب والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، جاءت مبادرات إقامة مؤتمرات إعمار سوريا وتوفير الدعم المادي اللازم الذي أثار إعجاب العالم والأمم المتحدة التي باركت هذه المبادرات وأطلقت على سمو الأمير لقب قائد إنساني عالمي، لافتاً إلى أن الكويت أنقذت ملايين المشردين والنازحين. علاقات تاريخية أكد السفير فهد العوضي أن العلاقات الكويتية الهندية راسخة وضاربة في جذور التاريخ، لافتاً إلى أن الرعيل الأول من الآباء والأجداد الكويتيين كانت لهم بصماتهم في الهند عبر الرحلات التجارية، وهناك عائلات كويتية تقيم في بومباي منذ قديم الزمان، مبيناً أن التعاون بين البلدين يشهد المزيد من التقدم. ذكريات الرحلة الدبلوماسية تطرق السفير العوضي إلى بعض الذكريات التي يحملها خلال عمله سفيراً في السودان وسوريا وتونس. بالنسبة لتونس قال قضيت بها 6 سنوات وشهدت انطلاقة الربيع العربي في هذا البلد الشقيق، مشيرًا إلى أنه تعامل مع 5 رؤساء للجمهورية «من الرئيس علي زين العابدين إلى الرئيس الحالي الباجي السبسي». وعن تمثيله للكويت في السودان قال: كنت أول سفير كويتي يذهب للسودان بعد تحرير الكويت، وذهبت عام 2000 لمدة 4 سنوات وكانت مهمتي ترميم العلاقات التاريخية مع البلد الشقيق بعد جفاء جراء تداعيات الغزو الغاشم، فالكويت من أوائل الدول العربية التي اهتمت بالسودان لا سيما الجنوب، ففي سبعينات القرن الماضي قام أمير الكويت سمو الشيخ صباح السالم بزيارة جوبا عاصمة جنوب السودان كأول زعيم عربي يهتم بالجنوب وأمر بفتح مكتب لهيئة الخليج والجنوب العربي، والجنوب يحفظون للكويت هذا الجميل.

مشاركة :