أكدت قطاعات الأعمال المختلفة على نجاح قطر في التصدي للحصار المفروض عليها، وإدارتها للأزمة الحالية بكفاءة عالية، وأشاروا إلى المبادرات الجديدة التي طرحتها الحكومة والتي تمثّل فرصاً استثمارية جيدة للقطاع الخاص. وشدّدت القطاعات المصرفية والمالية على أن قطر ستخرج من تداعيات الحصار -المفروض عليها منذ الخامس من يونيو الماضي- أقوى مما كانت في السابق، من خلال تحقيقها للاكتفاء الذاتي، ودخولها إلى أسواق جديدة.جاء ذلك خلال ندوة «فرص الاستثمار القيمة في قطر» والتي نظّمها بنك الدوحة، بحضور لفيف من كبار الشخصيات القطرية البارزة، يتقدّمهم سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، وسعادة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن جبر آل ثاني العضو المنتدب لبنك الدوحة، وكبار قيادات العمل المصرفي والمالي في الدولة، ونخبة من رجال الأعمال المحليين، وممثلي السفارات الأجنبية في قطر. استضافت الندوة كلاً من السيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال، والسيد راشد علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر، والسيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية. وقد تحدث السادة المسؤولون عن نجاح قطر في ضرب الحصار المفروض عليها من خلال الإجراءات والمبادرات التي اتخذتها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. البورصة وأكد السيد راشد علي المنصوري، الرئيس التنفيذي لبورصة قطر أن الأخيرة مفتوحة أمام المستثمرين الخليجيين والأجانب بمنتجاتها المطروحة حديثاً، وبيّن أن البورصة تُولي تركيزاً على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعمل على إطلاق منتجي التداول بالهوامش والبيع على المكشوف، بالإضافة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي ستحظى باهتمام المستثمرين. وأضاف بأن البورصة تعمل أيضاً على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين؛ حيث سيكون للتغيير الذي أقرته على حجم الحصة المملوكة في البورصة أثر إيجابي على بعض الأسهم، كما أن من شأن القواعد الجديدة تحسين الحوكمة والشفافية. بنية تحتية صلبة من جهته، قال السيد يوسف محمد الجيدة، الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال: «أثبتت قطر نجاحها في التصدي للأزمة الاقتصادية الأخيرة، فهي تحتل المركز الأول عالمياً في إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهي واحدة من أغنى الدول في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياطي النقدي للدولة الذي يتجاوز 250 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهي عوامل توفر مجتمعةً بنية تحتية صلبة لتعزيز اقتصادها». وأضاف السيد الجيدة: «ستخرج قطر من أزمتها أقوى مما كانت في السابق من خلال تحقيقها للاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى دخولها لأسواق جديدة والمضي قدماً في تنفيذ استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها.» واختتم الجيدة كلامه قائلاً: «إن الاستمرار في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تبلغ مليارات الدولارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل النقل والمواصلات والرعاية الصحية والتعليم والرياضة، يعني أن قطر ستواصل النمو الاقتصادي القوي وفق خططها المعتمدة، وستبقى واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم». مبادرة إنشاء المزارع المحلية وفي كلمته التي ألقاها في الندوة، تناول الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية السيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مثل الحصول على المعلومات والتمويل والفرص. مؤكداً على الجهود التي يبذلها البنك لتذليل هذه التحديات وتوفير الفرص أمام مؤسسات القطاع، ومتطرقاً في الوقت نفسه إلى المبادرات التي تم إطلاقها خلال الأعوام الأخيرة. وأضاف بأن الحصار يوفر العديد من الفرص دولياً ومحلياً؛ حيث أثبت هذا الحصار جدية البلاد فيما يتعلق بمزاولة الأعمال التي ما زالت تجري كالمعتاد. وختم بالإشارة إلى المنافع المتحققة على الصعيد المحلي فيما يتعلق بمبادرة إنشاء المزارع المحلية. الودائع وتحدث الدكتور ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، عن الاقتصاد القطري، وعرض مختلف التطورات في قطر منذ بداية الحصار وكيف تمكنت قطر من إدارة الوضع الحالي. وأشار إلى أن قطر تمتلك احتياطي نقدي بقيمة 340 مليار دولار، بما في ذلك أصول صندوق الثروة السيادية، ويحتفظ المصرف المركزي باحتياطات نقدية كبيرة بالإضافة إلى احتياطات الذهب. وتمثّل قيمة الاحتياطيات الحالية أكثر من %200 من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر. وقد بلغت نسبة نمو الأصول في القطاع المصرفي القطري نحو %3 حتى يونيو 2017، في حين بلغت نسبة نمو الإقراض الإجمالي 4 % حتى يونيو 2017. وقد شهدت الودائع نمواً بنحو 6 % منذ بداية العام وحتى يونيو 2017. كما بلغ صافي الفائض التجاري في قطر في شهر يونيو هذا العام 3.45 مليار دولار أميركي. وقد أدار الدكتور ر. سيتارامان جلسة النقاش التي شهدت العديد من المناقشات الساخنة المتعلقة بالمستثمرين الأجانب، وتطورات سوق رأس المال، والإصلاحات التنظيمية، وقطاع الأمن الغذائي، وقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة». وأضاف الدكتور ر. سيتارامان: «يتيح الحصار الاقتصادي الحالي فرصة أمام قطر لتطوير اقتصاد مستدام، كونه لن يؤثر على متانة الاقتصاد واستقراره المالي على المدى الطويل». وأضاف سيتارامان «وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي في يوليو 2017، فمن المتوقَع أن ينمو النشاط الاقتصادي في كل من الاقتصاديات المتقدمة والاقتصادات الناشئة والنامية بوتيرة أسرع هذا العام بنسبة %2 و%4.6 على التوالي، مع توقعات بارتفاع نسبة النمو العالمي بنسبة %3.5 على الرغم من أن وتيرة النمو لا تزال أضعف من المستوى المنشود». تكريم وفي ختام الندوة، قام سعادة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن جبر آل ثاني، العضو المنتدب لبنك الدوحة، بتكريم سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، باعتباره ضيف الشرف للندوة وعلى جهوده في دعم القطاع المصرفي في الدولة، ودور «قطر المركزي» في التصدي للحصار المفروض على قطر.;
مشاركة :