سطوة القدم اليسرى مع الأمير أسينسيو بقلم: مراد البرهومي

  • 8/20/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ستكون هذه القدم اليسرى الرهيبة عنوان نجاح الفتى أسينسيو في قادم المباريات، وستفرض على المدرب زين الدين زيدان إعادة التفكير في تركيبة التشكيل الأساسي للفريق.العرب مراد البرهومي [نُشر في 2017/08/20، العدد: 10728، ص(23)] هو بالفعل الأمير الجديد في قلعة ريال مدريد البيضاء. هو اللاعب المدهش والمبدع والممتع وملهم كل الشباب المولعين بالفريق الملكي والطامحين إلى تتويجات جديدة معه في الموسم الجديد. الحديث هنا يتعلق بالموهبة الإسبانية الصاعدة ماركو أسينسيو، هذا النجم الساطع القادم بسرعة في سماء الكرة الإسبانية والأوروبية على حد سواء. ما حققه هذا الفتى صاحب الحادية والعشرين سنة خلال مباراتي كأس السوبر الإسبانية بين فريقه ريال مدريد وبرشلونة يثبت حقا أنه لاعب استثنائي سيكون له شأن كبير في قادم المواسم، وربما يكون من أكثر اللاعبين المؤهلين مستقبلا لخلافة رونالدو وميسي في سباق الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم. لقد سجل في لقاء الذهاب على ملعب "الكامب نو" هدفا أسطوريا رائعا دك به حصون الحارس تير شتيغن وأمّن به فوز فريقه بثلاثية عبّدت طريقه في الحصول على لقب السوبر. لقد كانت عملية الهدف الثالث أشبه بمن مسك الكرة بيديه ووضعها بكل ثقة وهدوء في المرمى، رغم أنه تلقى تمريرة صعبة نسبيا قبل أن يستدير ويروض الكرة ثم يطلقها بساق يسرى عجيبة مثل “الطلقة الصاروخية” التي تهادت بقوة وعنف في الزاوية التسعين لمرمى برشلونة. لم يكتف أسينسيو بما تحقق في مباراة الذهاب، ليفتك الأضواء مجددا خلال لقاء العودة على ملعب "البيرنابيو"، عندما أدهش جميع الحضور والمشاهدين بهدف أكثر روعة من هدفه في مباراة الذهاب. لقد انسل هذا اللاعب الرائع من الجميع قبل أن يفتح زاوية التسديد ثم صوّب الكرة بساقه اليسرى الساحرة من مسافة بعيدة أصاب بها حارس برشلونة في مقتل مرة أخرى بطريقة فيها الكثير من الإبداع والروعة، سالبا من الجميع “الآهات” وكل عبارات الدهشة والإعجاب. نعم، هكذا فعل أسينسيو الذي افتك النجومية من ميسي ورونالدو ومن كل بقية اللاعبين في ذلك الحوار بلقاء "السوبر" الذي عاد في نهاية المطاف إلى الريال. لقد نثر إبداعا وتوهّجا فأكد أنه "لؤلؤة" القلعة البيضاء الجديد، بل وبعث برسائل طمأنة واضحة على أن مستقبل الريال يبشّر بكل خير في ظل وجود موهبة قادرة على كسر كل الحصون بتلك القدم اليسرى الساحرة التي فرضت سطوتها وسيطرتها في “كلاسيكو الأرض” الذي كان افتتح الموسم الجديد في إسبانيا. ستكون هذه القدم اليسرى الرهيبة عنوان نجاح الفتى أسينسيو في قادم المباريات، وستفرض على المدرب زين الدين زيدان إعادة التفكير في تركيبة التشكيل الأساسي للفريق، فمادام الحل متوفرا في هذه اليسرى الرائعة لا داعي للقلق، ووجود هذا اللاعب الموهوب بات أكثر ضرورة كي يزيد الريال قوة وعنفوانا حتى وإن غاب رونالدو وإيسكو وبيل وبنزيمة.. فأسينسيو الذي قدم خلال الموسم الماضي، بعد تجربة قصيرة مع إسبانيول، لفت الانتباه ونال إعجاب زيدان الذي راهن عليه ودفع به في العديد من المباريات القوية خلال الموسم الماضي، وفي كل مرة ينجح "الأمير" الجديد ويسجل أهدافا رائعة بتلك القدم المرعبة، وكأنه وقّع بقدمه اليسرى صك ضمان البقاء والصعود إلى القمة مع الريال. والأكثر من ذلك، أن تألقه خلال الموسم الماضي فتح له أبواب الانضمام للمنتخب الإسباني للشباب قبل أن يطرق الباب بقوة وبكل ثبات للانضمام إلى المنتخب الأول، مؤكدا أنه بدأ يسير بالسرعة القصوى في طريق النجومية العالمية. اليوم ستكون لأسينسيو مكانة مرموقة في الفريق، وستقرأ كل الفرق المنافسة ألف حساب له، فالخشية ستكون شعار كل الحراس المنافسين والخوف سيسكن قلوب كل المدافعين الذين سيعترضون طريق هذا اللاعب، والكل سيتمنى ألا يصطدم بتلك القدم اليسرى صاحبة السطوة والقوة العجيبة. سيتعين على أسينسيو أن يثبت للجميع أنه أكثر اللاعبين الصاعدين قدرة على مزاحمة كبار اللعبة في العالم، وربما قد ينتظر لبعض الوقت حتى يصبح قادرا على المنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم، لكن مع تقدم نجوم الصف الأول الحاليين في السن على غرار ميسي ورونالدو يمكن لأسينسيو أن يطمح لأن يكون اللاعب الأول عالميا بعد سنوات قليلة. في هذا الخضم بدأت إدارة الريال تفكر جديا في تحصين لاعبها، فسيناريو هروب نيمار من معسكر الغريم البرشلوني دفع الجميع إلى اتخاذ قرارات تهدف إلى إبعاد اللاعبين المؤثرين والموهوبين من إغراءات بقية الفرق، ولهذا السبب سيرتبط أسينسيو مع القلعة البيضاء بعقد طويل المدى وبشرط جزائي تعجيزي. فالمبدأ الأساسي الذي يتم وفقه تنصيب كل أمير جديد هو توفير كل سبل الراحة والنجاح أمامه، وهو ما حصل مع أسينسيو الذي سيكون حتما من أبرز المواهب القادرة على التألق في مونديال روسيا منتصف العام القادم. في تلك البطولة العالمية ستقف كل إسبانيا خلف منتخب بلادها، وستتوحد كل الجماهير الإسبانية من أجل دعم هذا المنتخب علّه ينجح في تجديد العهد مع التتويجات، وبوجود الأمير أسينسيو صاحب القدم اليسرى السحرية قد يحق لكل إسباني أن يحلم بمعانقة اللقب العالمي مرة أخرى. كاتب صحافي تونسيمراد البرهومي

مشاركة :