عسكر.. قرية ساحلية تخنقها المصانع وضعف الرقابة يحولها مكبًّا للنفايات

  • 8/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عسكر القرية التي لها إطلالتان، إحداهما مشرقة من جهة البحر، والأخرى مظلمة تمثل المصانع وخطرها، وبسبب ما يشاع عن تلوث جوها لحقت بأبنائها الكثير من الأمراض المزمنة. ويوصف أهلها بين القرى المجاورة بأبناء الزمن الجميل حيث الأصالة والتراث، ولكنها اليوم - بحسب أبناء القرية - محرومة من الاهتمام وبحاجة ماسة لعرض مطالبها على الجهات المعنية فيما يتعلق بالخدمات الأساسية.وشهدت «الأيام» خلال زيارتها للمنطقة وجود جملة من المشكلات التي يجب التدخل بشكل عاجل لحلها. وتتمثل أبرز احتياجات المنطقة في: صيانة الملعب، وعدم قدرة العيادة الصحية الموجودة على استيعاب القرى الثلاث «جو، عسكر، الدور» بالإضافة الى النظر في وضع السكراب الذي تحول الى منطقة شبه عشوائية تشكل خطرا على حياة السكان. ولم تتوقف مشكلات القرية عند ما ذكرناه فالبحارة لا يزالون ينتظرون تخصيص مساحاتهم في مرفأ القرية، ولا تزال مجموعات الكلاب الضالة تجول فيها مسببة رعبا وهلعا للأهالي، علاوة على التلوث الذي تصدره المصانع القريبة لها. ويعاني أهل القرية من إزعاج الكسارات القريبة التي تقع بالقرب منهم، ويأملون في وضع حد لملف البيوت الآيلة للسقوط.مركز شبابي بحاجــة إلـــى صيانـــــةالمركز الوحيد بالمنطقة الذي كان مكانا لتجمع الأهالي، وملتقى بارز يتوافد عليه الصغير والكبير منهم حيث تقام فيه الأمسيات والفعاليات الرياضية وغيرها، أصبح اليوم مهجورا لا يزوره أحد، بسبب عمليات التخريب والتكسير التي لحقت به. وقال عدد من الأهالي إن الملعب الوحيد في المنطقة قد تعرض إلى التخريب في سنة 2014 من جهة مجهولة دون معرفة الأسباب، ومنذ ذلك الحين لم يخضع للصيانة. وقال أحد أهالي القرية: «قدمنا طلبا لزيارة الملعب لمعاينة الأضرار، وتمت الاستجابة لذلك من قبل وزارة شئون الشباب والرياضة قبل ثلاث سنوات من الآن، وبعد الزيارة وجه الوزير هشام بن محمد الجودر إلى تشكيل لجنة من أهالي المنطقة لمتابعة الموضوع وإصلاح الأضرار، وعلى الرغم من تشكيل اللجنة إلا أن لم يتم تنفيذ توصياتها، وعلى النقيض تماما أصبح الملعب يشكل خطرا على الأهالي لأنه بحكم المهجور».شبه مركز صحي يخدم ثلاث قرىأما عيادة القرية الصحية «عيادة عسكر وجو الطبية» فهي في الأصل وحدة سكينة صغيرة جدا، قدمتها وزارة الاسكان لتكون عيادة تخدم عسكر والقرى المجاورة لها، غير أنها تفتقر للمواقف والمعدات الصحية المتطورة وسيارات الإسعاف. واشتكى الأهالي من القدرة الاستعابية المحدودة للعيادة وعدم قدرتها على توفير الخدمات الصحية لجميع المراجعين، وذلك بسبب الكثافة السكانية الكبيرة المتركزة في تلك المناطق وكونها تخدم ثلاث قرى وهي عكسر وجو والدور. وأعرب أحد سكان القرية في حديثه لـ «الأيام» عن اعتقاده بأن العيادة ستكون غير قادرة على العمل في حال إلحاق سكان المدينة الجنوبية الجديدة بالعيادة، خصوصا أن المدينة ستضم 1541 وحدة سكنية. ولفت إلى أن قرب العيادة من المنطقة الصناعية هناك، يجعل الكثير من الآسيويين والعمال يفدون إليها مما يشكل ضغطا كبيرا على العاملين فيها من أطباء وموظفين وعلى المرضى بشكل خاص بسبب عدم وجود أماكن للانتظار، ومحدودية المواعيد. وذكر بعض الأهالي ممن التقت بهم «الأيام» في جولتها بأن ممثلين عن وزارة الصحة زاروا العيادة والتقوا بعض المراجعين من أهل القرية، ووعد ممثلو الوزارة بإيجاد حلول لتحسين الخدمات الصحية غير أن شيئا جديدا لم يحدث. وطالب الأهالي بتخصيص أرض لإنشاء مركز صحي جديد يكون قادرا على استيعاب العدد الكبير من السكان، وأن يكون مجهزًا بجميع الخدمات الطبية الحديثة. وأعربوا عن أملهم أيضا في تمديد عمل المركز الصحي لساعات أطول، وتوفير عدد من سيارات الإسعاف.مرفأ مع وقف التنفيذواشتهرت عسكر وأبناؤها منذ قديم الزمان بركبوب البحر ومهنة الصيد وهي بالإساس منطقة يعتمد أهلها على البحر للعيش وطلب الرزق، وكان مطلبهم الأساسي إنشاء مرفأ يجمع السفن ومعداتها، وبعد عدة سنوات من المتابعة والمناشدات تم التخطيط له وإنشائه غير أن الجهات المعنية لم تقم بتخصيصه للبحارة. وأفاد بحارة منطقة عسكر بأن المرفأ من أهم المشاريع التي نفذت من قبل وزارة البلديات والثروة السمكية في المنطقة، خصوصا أن الكثير من أهالي عسكر يمارسون مهنة الصيد، ولكن بعد الانتهاء وتجهيز للمرفأ، ليومنا هذا لم يتم توزيع المواقف والخدمات على البحارة في المنطقة. وقال عضو المجلس البلدي للمنطقة إن هناك اجتماعات ومراسلات جرت في عام 2014 مع إدارة الثروة السمكية والنائب عن المنطقة ذياب النعيمي إضافة إلى العضو البلدي واللجنة الأهلية المسؤولة عن المرفأ، وتم تشكيل هذه اللجنة لمناقشة وضع المرفأ وسبب تأخير تسليمه للبحارة، وكان رد الثروة السمكية على اللجنة التي شكلت إننا سنقوم بالإجراءات الإدارية وبتجهيز العقود السنوية للبحارة، ولكن لم تجهز العقود لحد هذا اليوم. وذكر البحارة أنهم يضعون معدات الإبحار والصيد الخاصة بهم في البيوت ومواقفها، بينما هجر المرفأ وبات يستخدم لغير الأغراض التي شيد لأجلها. وناشد البحارة الثروة السمكية والجهات المعنية تسليم المرفأ للبحارة في أقرب فرصة علما بأن المرفأ يحتوي على 125 موقفا و130 مخزنا وهناك محلات به للإيجار.«كسارات» بلا حلعندما تزور بعض البيوت في المنطقة القريبة من الكسارات، ترى تأثيراتها واضحة جدا على واجهات المنازل، من حيث تصدع الجدران وتكسر بعض الطوب والمزيد المزيد من الأضرار، لذلك مطلب ايجاد حل للكسارات يكبر يوما بعد يوم على أمل ان يتحقق الحلم بنقل موقعهم. وقال الأهالي إن منطقة (الكسارات) التي تقع بالقرب من المدينة الجنوبية الحديثة تشكل ضررا كبيرا على سكان المنطقة من حيث كميات الغبار المتطاير، علاوة على الضجيج المتعالي من عمليات التكسير. وذكر أحد الأهالي أن منزله القديم قد تعرض للتضرر لأن «الكسارات» تعمل وفقا للطريقة القديمة مستخدمة الدنميت للتفجير وغيرها من الوسائل التي تلحق ضررا بالمنازل والسكان القريبين منها. وأكد عضو المجلس البلدي أن هناك اتصالات مع الجهات المعنية لتفهم وضع سكان المنطقة وإيجاد حل يرعى مصالحهم ويخفف هذا العبء الكبير عنهم.«السكراب» قنبلة موقوتة تنتشر في القرية الساحلية المخالفات الضارة، فلا وجود لحراس أمن أو مراقبين فأصبحت المنطقة أشبه بمكب النفايات. ويعد «السكراب» الذي لا يبعد كثيرا عن القرية منطقة شبه عشوائية تحتوي على كل المخلفات بكافة أنواعها وأصنافها. وعلى الرغم من أن «السكراب» عادة يختص بمواد معينة كالسيارات والشاحنات المتهالكة والآلات القديمة، ولكن هذه المنطقة أصبحت تحتوي جميع أنواع المخلفات، نحو: المخلفات الإلكترونية، والزيوت، وأنواع البلاستيك، والمواد المشعة، ومخلفات المصانع وغيرها. وأفاد العضو البلدي للمنطقة بدر التميمي بأن«هناك خطرا كبيرا على السكان بسبب هذا السكراب الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن حقل النفط الموجود، فهو أشبه بالقنبلة الموقوتة التي قد تسبب أضرارا لا يحمد عقباها». ورأى«عدم وجود أية رقابة أو حراس أمن في المنطقة حفز البعض على إضافة المزيد من المخلفات وأصبح (السكراب) مكبا لكل أنواع المخلفات والنفايات». وقال التميمي:«خلال السنوات الأربع الأخيرة كان هناك 8 حوادث حريق، وقد قام المجلس منذ تأسيسه في عام 2002 قام بمخاطبة الجهات المعنية لتخصيص أرض ووضع اشتراطات لضمان السلامة فيها، وتمت مناقشة هذا الموضوع مع وزارة العمل وشؤون البلديات والتخطيط العمراني وتمت تخصيص أرض ولكنها تفتقر للخدمات العامة». وطالب العضو البلدي بإيجاد حل للاستفادة من الأرض الجديدة وتجهيزها بمقومات السلامة لاستخدامها بالشكل المناسب، إضافة إلى وجود رقابة ومتابعة لكافة شؤون السكراب.التلوث والكلاب الضالة خطر محدقمجموعات من الكلاب الضالة المفترسة تجوب المناطق ليل نهار، مع نباحها المخيف والمزعج وأعدادها المهولة المنتشرة هنا وهناك، تسبب إزعاجا للأهالي وترعب نساءهم وأطفالهم. وقال أحد الأهالي «إنني أشعر بالخوف عندما أقصد المسجد فجرا لأداء صلاة الصبح بسبب تجمعات الكلاب الضالة بالقرب من الطريق المؤدي إلى المسجد». وطالب الأهالي بضرورة معالجة مشكلة الكلاب السائبة التي باتت تهدد سلامة سكان القرية. وفي خط مواز اشتكى الأعالي من «غازات المصانع» واستخدام الطرق التقليدية في حرق النفايات التي أدت إلى تلوث الجو، وهو الأمر الذي أسهم في تفشي الأمراض لدى سكان القرية.النعيمي والتميمي يطالبان بالالتفات للقريةوناشد عضو مجلس النواب عن المحافظة الجنوبية ذياب النعيمي وعضو المجلس البلدي للجنوبية بدر التميمي الحكومة بالتدخل وتوجيه المعنيين لتنفيذ مطالب أهالي الدائرة، وذلك بالاهتمام بالمنطقة بما ينفعها ويسير مصالحها. وأكدا أن تقاذف المسئولية بين الوزارات أضر بها، وعطل تطويرها، مما أدى لعدم توفير مطالب أهلها بالشكل المناسب. مشيرين إلى أنه يمكن تلخيص المطالب في مجموعة نقاط وهي:تطوير شارع جرادة ومجمع 909 في الرفاع الشرقي، وتفعيل برنامج البيوت الآيلة للسقوط، وصيانة ملعب عسكر، وكذلك توزيع مواقف مرفاء عسكر، إضافة إلى معالجة التلوث الذي تعاني منه المنطقة بسبب المصانع، ونقل السكراب من مكانه الحالي، وأخيرا حاجة المنطقة لمركز صحي خصوصا في ظل العمل على مشروع المدينة الجنوبية.

مشاركة :