حذرت كوريا الشمالية الولايات المتحدة أمس، من أنها «تصب الزيت على النار» من خلال المناورات العسكرية المقرر أن تبدأ اليوم مع سول، فيما بلغ التوتر بين واشنطن وبيونج يانج ذروته.تبدأ سول وواشنطن اليوم مناورتهما العسكرية السنوية المشتركة، التي سيتدرب خلالها عشرات آلاف الجنود على حماية كوريا الجنوبية من هجوم كوري شمالي. وترى بيونج يانج أن هذه المناورات هي محاكاة استفزازية لاجتياح أراضيها، وفي كل سنة تلوح برد عسكري، وجاء في افتتاحية أمس لصحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم النظام، أن «هذه المناورات المشتركة هي التعبير الأكثر وضوحاً لعدائهما حيالنا، ولا يضمن أحد ألا تتطور هذه المناورة إلى معارك حقيقية». وأضافت أن «المناورات العسكرية المشتركة هي مثابة صب الزيت على النار، وستزيد من خطورة الوضع في شبه الجزيرة». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المناورات المشتركة التي ترقى إلى 1967، وتستند إلى حد كبير إلى المحاكاة الحاسوبية، ستجرى في موعدها المحدد. ورفضت القول ما إذا كان المسؤولون سيقلصون من حجمها حرصاً على التهدئة، لكن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أعلنت عن مشاركة 17،500 جندي، وهذا ما يعد خفضاً بالمقارنة مع 25 ألفاً من مشاة البحرية الأميركية في مناورات 2016. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الحليفين يدرسان إمكانية توسيع مشروعهما الأساسي من خلال نشر حاملتي طائرات قرب شبه الجزيرة في إطار هذه المناورات. وفي المقابل، رأى الجنرال جونغ كيونغ-دو رئيس أركان الجيوش، أن الوضع الراهن «أخطر من أي وقت مضى»، وحذر بيونج يانج من أنها تعرض نفسها لعمليات انتقامية غير مسبوقة إذا ما شنت هجوماً. وقال: «إذا قام العدو باستفزاز، فسيتخذ جيشنا تدابير انتقامية قوية وحازمة تجعله يندم». تدريبات إخلاء وعلى صعيد متصل أجرى سكان بلدة على الساحل الياباني تدريبات على الإخلاء أمس الأول تحسباً لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ صوب جزيرة جوام الأميركية بالمحيط الهادي مروراً بمنطقتهم. وفور انطلاق صفارات الإنذار عبر مكبرات الصوت في بلدة كوتورا، هرع أطفال كانوا يلعبون كرة القدم في الخلاء إلى داخل مدرسة برفقة ذويهم ومدربهم. وقال المدرب أكيرا هاماكاوا (38 عاماً): «يتملكني القلق كل يوم من أن يسقط شيء أو يسقط صاروخ في مكان غير متوقع». وذكر مسؤول بالبلدة التي يقطنها 18 ألف نسمة أن ما يقرب من 130 شخصاً شاركوا في التدريب. وعلى مدى عشر دقائق، انبطح أناس أرضاً ووضعوا أيديهم على رؤوسهم. وقال كثير من المشاركين إنهم شعروا بالقلق بالفعل، وتنشر السلطات نصائح بالصحف وعلى قنوات التلفزيون والإنترنت بالاحتماء بالمباني القوية والابتعاد عن النوافذ في حالة سقوط صواريخ. غير أن التدريب على الإخلاء لم يجرِ إلا في بلدات نائية مثل كوتورا.;
مشاركة :