أطعمة ومشروبات الحمية تزيد الوزن لا تنقصهغالبية المشروبات والأطعمة التي يعتمد عليها الإنسان في حميته الغذائية لأجل إنقاص الوزن والتخلص من الدهون، لا تساعد في ذلك مثلما كان يعتقد، بل على العكس تماما فهي قد تزيد الوزن أكثر كونها تسهم في تراكم الدهون في الجسم، ما يدخل الإنسان في مشكلة أكبر، حيث يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل داء السكري، بحسب دراسة حديثة.العرب [نُشر في 2017/08/21، العدد: 10729، ص(17)]نتائج عكسية غير مرجوة تسبب زيادة الوزن القاهرة – أكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة ييل الأميركية أن أطعمة ومشروبات الرجيم تزيد الوزن لا تنقصه، وأرجعت السبب في ذلك إلى أن العقل في هذه الحالات قد يسيء احتساب عدد السعرات الحرارية التي تتضمنها تلك الأغذية، وبالتالي يعاني الجسم من انخفاض نسبة الطاقة اللازمة للحركة، السبب الذي يترتب عليه تقاعس الإنسان عن الحركة وتراكم الدهون، ومن ثم حدوث نتيجة عكسية غير مرجوة بزيادة الوزن. وجاءت نتائج الدراسة صادمة للعلماء الذين يظنون أن الأطعمة والمشروبات المخصصة للرجيم قد تساعدهم فعلا في إنقاص وزنهم. وخلصت إلى أن مشروبات وأطعمة الرجيم قد تزيد من زيادة الوزن وليس العكس، والأخطر أنها قد تؤدي إلى داء السكري. وتوصل الباحثون إلى أن الجسم يتوقف عن حرق الطاقة من الطعام إذا كان هناك عدم تطابق بين حلاوة الطعام والسعرات الحرارية. ووضع الباحثون 15 شخصا تحت المراقبة، وطلبوا منهم تناول مشروبات الرجيم ثم مشروبات سكرية عادية، وأجروا مسحا بطريقة علمية معينة لعقولهم بهدف قياس معدل الأيض لديهم. وأكدت الدراسة أن العقل “يترجم” الأغذية السكرية العادية باعتبارها تحوي كمية كبيرة من السعرات الحرارية، أما أغذية الرجيم ذات المُحلّيات الصناعية فتسبب أزمة للمخ وتجعله يترجم الأمر بأن الطعام الحلو يرتبط بكمية أقل من السعرات الحرارية، ويؤدي ذلك إلى قيام المخ بإعطاء أوامر للجسم بخفض معدل الأيض الذي يرتبط بدوره بزيادة الوزن، وهو ما يؤدي أيضا إلى خطر داء السكري. ولفت الباحثون إلى أن النتيجة التي توصلوا إليها قد تساعد في تفسير أسباب دراسات سابقة أشارت إلى أن المُحلّيات الاصطناعية يمكن أن تزيد مستويات السكر في الدم وربما تؤدي إلى داء السكري. وقال مختصون لصحيفة الجارديان البريطانية إنه رغم أن الدراسة تظهر بشكل واضح أن هناك فوضى تسببها أغذية الرجيم للعقل، ويمكن أن تكون ذات تأثير سلبي على زيادة الوزن، والسكري، وأمراض القلب، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات قبل القول إن أغذية الرجيم مضرة. وتعليقا على نتائج تلك الدراسة، تقول الدكتورة ياسمين علام، استشاري التغذية “يعتقد الكثير ممن يعانون السمنة أن الحل يكمن في تناول بعض المشروبات والأطعمة، الأمر الذي قد يدفعهم إلى خسارة أوزانهم، ولكن يبدو أن الأمر على غير ذلك، فقد تبين مؤخرا أن غالبية المشروبات والأطعمة المعروف عنها إنقاص الوزن لا تساعد مطلقا على إنقاص فعلي له، بل قد تؤدي إلى زيادة سريعة فيه بصورة أكبر مما سبق، لأن عملها يرتبط بعمل المخ، فمن ضمن وظائف المخ أنه يقوم باحتساب عدد السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة.باحثون: الجسم يتوقف عن حرق الطاقة من الطعام إذا كان هناك عدم تطابق بين حلاوة الطعام والسعرات الحرارية وعليه يبث إشارات للجسم بعدم الحركة نظرا لانخفاض نسبة الطاقة الموجودة بالجسم، وبالتالي لا يستطيع الإنسان المشي أو الجري بالصورة المطلوبة لحرق الدهون الزائدة طوال اليوم، الأمر الذي تترتب عليه زيادة نسبة الدهون بالجسم”. كذلك فإن الجسم لا يقوم بوظائفه كما ينبغي إذا كانت المشروبات والأطعمة التي يتناولها الإنسان تحتوي على نسبة عالية من السكريات، وفي المقابل لا تتضمن سعرات حرارية كافية، عند هذا يتوقف الجسم عن استخدام نسبة الطاقة الموجودة في تلك الأطعمة، الأمر الذي يترتب عليه تراكم الدهون في الجسم، ومن ثم زيادة الوزن. وبالتالي تؤدي غالبية مشروبات وأطعمة الرجيم إلى نتيجة عكسية في إنقاص الوزن، إذا ما أختيرت بطريقة خاطئة، فهناك بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، وفي المقابل أيضا تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، فقد يخطئ العقل في احتسابها، وبالتالي تتعطل الحركة التي من شأنها حرق الدهون الزائدة، كما أن تضمنها لنسبة عالية من الدهون تسهم بصورة أكبر في تراكمها وزيادة نسبتها بالجسم، الأمر الذي تترتب عليه الزيادة وليس الإنقاص في الوزن. من جانبه أوضح الدكتور أحمد السبكي، أستاذ علاج السمنة والنحافة بجامعة عين شمس، أنه عادة ما يترجم العقل الأطعمة المحلاة باعتبارها تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، وبالتالي يمكنها مد الجسم بالطاقة اللازمة لحرق الدهون الزائدة، ولكن بعض الأطعمة والمشروبات المخصصة لإنقاص الوزن، أو التي ينصح بها في حالة اتباع حميات غذائية من شأنها إنقاص الوزن، تكون من نوعية الأغذية المحلاة صناعيا، والتي تحدث خللا في أداء المخ، فتدفعه إلى ترجمة الأطعمة السكرية بأنها لا تحتوي على نسبة كافية من السعرات الحرارية اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة، وبالتالي يبث أوامره للجسم بالركون وعدم الحركة لانخفاض معدلات الطاقة به، ومن ثم تزيد فرص تراكم الدهون بالجسم، فيزداد الوزن بصورة تفوق ما عليه من زيادة، أو كما تسمى وفقا للدراسة الأميركية بشأن أطعمة الرجيم “أن المخ يوقف الجسم عن عملية الأيض، المرتبطة بزيادة وزن الجسم”، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري. ومن المعلوم ارتباط هذا الداء بزيادة الوزن وتراكم الدهون بالجسم، كما تتسبب هذه الإشكالية في قصور عمل القلب لارتباط الدهون بسلامة الدورة الدموية وضخ الدماء من وإلى القلب، وبالتالي يكون الإنسان في حالة اعتماده على هذه النوعية من الأطعمة عرضة للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. وأشار السبكي إلى أهمية البعد قليلا عن أطعمة الرجيم لكونها تحدث الكثير من الفوضى داخل العقل، ويفضل الاعتماد عليها بصورة متقطعة وليست دائمة، فليس هناك ما يمنع من تناول بعض الأطعمة الصحية في أيام تتخلل الحمية الغذائية المتضمنة أغذية ومشروبات الرجيم، حتى تقوم بإصلاح الخلل الذي تلحقه بالمخ، وبالتالي يضمن الإنسان الحصول على سعرات حرارية كافية للحركة، وضمان عمل الجسم على إنقاص الوزن وحرق الدهون، خاصة وأنها تؤدي إلى الإصابة بما هو أبعد من السكري والقلب، فقد تساهم في الإصابة بالأورام السرطانية، لكونها تعتمد على نوعية الأغذية المحلاة صناعيا، والتي تسهم بدورها في تراكم السموم بالجسم، ما يترتب عليها تكوين الأورام السرطانية، لذلك ينصح بالتقليل من تناول الأغذية المحلاة صناعيا، واستبدالها بنوعية الأطعمة الصحية التي تتطابق فيها نسبة السعرات الحرارية مع السكريات.
مشاركة :