الدوحة – أظهر تعامل الدوحة مع ملف الحجاج القطريين الذين وفرت لهم السعودية كل التسهيلات لأداء المناسك لهذا العام بما في ذلك تيسير دخولهم عبر معبر سلوى الحدودي أو بتوفير طائرات تنقلهم على نفقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز من مطار حمد الدولي إلى مكة، نواياها السيئة بتوظيفها لهذا الملف في سياق محاولاتها اليائسة لفك عزلة قيادتها، لتقدم بذلك مصلحة القيادة على مصلحة الشعب حتى لو اضطرت لحرمان الحجيج من أداء المناسك. ومع أن قرارات العاهل السعودي استهدفت بالأساس استبعاد ملف الحج عن محاولات التسييس القطرية، اختارت الدوحة على الطريقة الإيرانية خلط المسائل للإفلات من الحرج الذي تواجهه في الشارع القطري. والواضح أيضا أن القيادة القطرية باتت أبعد ما يكون عن مشاغل الشعب القطري أو أنها فقدت التواصل أصلا مع شعبها بعد خطوات حسن النية التي أبدتها السعودية بالفصل بين ملف الحجاج القطريين وقرارات المقاطعة وهي قرارات سيادية اتخذتها مع الدول الثلاث الأخرى (الامارات والبحرين ومصر) لحماية الأمن الخليجي والعربي في مواجهة دعم قطر للإرهاب. والاثنين انتقدت قطر عرضا من السعودية لنقل القطريين لأداء مناسك الحج على طائرات الخطوط الجوية السعودية بدلا من السماح للخطوط الجوية القطرية أو شركات أخرى بنقلهم إلى مكة. وقطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر روابط النقل والعلاقات التجارية والدبلوماسية مع قطر في يونيو/حزيران بسبب تمويل الدوحة للإرهاب وتقاربها مع إيران. وقالت الرياض الأسبوع الماضي إنها ستساعد في سفر القطريين لأداء فريضة الحج في تحرك رحبت به الدوحة في بداية الأمر لكن السعودية شكت الأحد من أن طائراتها لم تحصل بعد على تصاريح بالهبوط من أجل بداية الشعائر في نهاية أغسطس/آب. وقال أحمد الرميحي مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية "المعتاد والمتعارف عليه أن يتم نقل الحجاج من أي دولة عن طريق وسائل النقل الوطنية الجوية والبرية والبحرية في تلك الدولة". وأضاف أن على السعودية "رفع الحصار عن دولة قطر دون قيد أو شرط... وتمكين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية من تسيير بعثة الحج القطرية ونقل الحجاج القطريين حسب خياراتهم من خطوط الطيران سواء كانت الخطوط الجوية القطرية أو غيرها". وتسلط تصريحات الرميحي الضوء على أساليب قطر الالتوائية في توظيف ملف الحجاج القطريين بعد عجزها عن الخروج من ورطتها واصرارها على المكابرة والتنكر لالتزاماتها حيال شعبها وجيرانها. وتشبه التصرفات القطرية إلى حد كبير تصرفات إيران في العام الماضي حين حاولت تسييس ملف الحج بأن قدمت لائحة شروط لم تقبلها الرياض لأنها كانت تشكل خطرا على أمن المملكة وعلى سلامة الحجاج. فالدوحة تريد أن تكسر حاجز العزلة الاقليمية بتسيير رحلات الحجاج بنفسها وهي تعلم جيدا أن لا تراجع عربيا عن قرار عزلها ما لم تستجب لقائمة المطالب العربية وتدرك جيدا أن دول المقاطعة لن تقبل باشتراطاتها ومساوماتها. وقد جاءت قرارات الملك سلمان بتوفير كل سبل التيسير الكفيلة بأداء الحجاج القطريين لمناسكهم في أحسن الظروف لتقطع الطريق على المناورات القطرية ومحاولة تصدير أزمتها أو تسويقها على أنها تستهدف الشعب القطري. والروابط بين الشعب القطري وشعوب المنطقة أقوى وأكبر من أن تلتف عليها القيادة القطرية بإلقاء المسؤولية على السعودية. ولم تعد سياسة الخداع التي دأبت عليها الدوحة تنطلي على دول وشعوب المنطقة بعد أن ثبت بناء على شواهد سابقة كم أضرت بجيرانها وكم صبر قادة دول الخليج على أذاها حتى استنفدوا كل الجهود في سبيل دفعها لتصحيح سياستها قبل أن يقرروا في النهاية مقاطعتها.
مشاركة :