قالت نشرة «أخبار الساعة»، أمس، إن موجة الإرهاب الجبانة الجديدة التي أدمت أنحاء متفرقة من القارة الأوروبية أخيراً، أدمت معها قلوب الملايين من أخيار هذا العالم، الذين لا يلبثون أن ينسوا مشاهد القتل والترويع والدمار التي يتسبب بها الإرهاب في بقعة ما من العالم، حتى تعود يد الغدر والخسة لتضرب موقعاً آخر، موقعة مزيداً من الضحايا الأبرياء ببشاعة مماثلة أو أشد. وتحت عنوان «ضرورة رص الصفوف لدحر الإرهاب»، أضافت النشرة الصادرة عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» أن الإرهاب الذي بات الآفة العالمية الأكثر تهديداً لأمن المعمورة وشعوبها واستقرارها هو مجرم يتخطى الحدود، ويباغت الأبرياء من المدنيين والسياح فجأة، فلا أحد يستطيع التنبؤ بهدفه التالي، على الرغم من كل الاستنفارات الأمنية والتحركات الاستخباراتية، ذلك لأن شياطين الشر والظلام ماضون في ابتكار وسائل إرهابية جديدة، وأحياناً بدائية، كالدهس باستخدام المركبات، والطعن باستخدام السكاكين، وهي هجمات على بساطة تكتيكاتها وأدوات تنفيذها توقع من الضحايا الكثير، ومن الصعب، بل ربما من المستحيل، التمكن من التنبه إليها مسبقاً، والتصدي لها قبل وقوعها، ما يجعلها تمثل تهديداً حقيقياً يؤرق العالم. • دولة الإمارات التي يشهد لها القاصي والداني بدورها الريادي الفاعل في تحقيق وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين تتبنى مقاربة شاملة في تعاملها مع ظاهرة التطرف والإرهاب. وأشارت النشرة إلى أن هجمات «داعش» الأخيرة في كل من برشلونة في إسبانيا وتوركو في فنلندا وألمانيا وروسيا، التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى، ليست فقط ترجمة لإصرار التنظيم الإرهابي على مواصلة الانتقام من الخسائر الفادحة التي يمنى بها في معاقله الرئيسة في كل من العراق وسورية، من خلال شن المزيد من الهجمات الخاطفة والبدائية التي يلجأ فيها إلى أسلوب «الذئاب المنفردة» في أنحاء متفرقة من العالم، بل كتأكيد جديد بأن خطورة الإرهاب العابر للقارات بلغت أقصى درجاتها، وأن العالم بات اليوم أشد حاجة إلى توحيد صفوفه خلف استراتيجية عالمية شاملة ومتكاملة، لمحاربة الإرهاب الذي بات عدواً مشتركاً للجميع. وأكدت أنها الاستراتيجية التي لا تتوقف دولة الإمارات ــ في ظل حكمة قيادتها الرشيدة ووعيها الكبير بالخطر المستفحل الذي بات الإرهاب يمثله ــ عن الدعوة إلى ضرورة تبنيها وتفعيلها عالمياً، على نحو يرتقي بالجهود الدولية الحالية لمكافحة هذا التهديد العالمي. وأضافت أنه ضمن هذا الإطار، جاء تأكيد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، موقف دولة الإمارات الثابت والرافض للإرهاب بكل صوره وأشكاله، ومهما كان مصدره، والداعي إلى رص الصفوف، وتوحيد الجهود على الصعيد الدولي لدحره والقضاء عليه، بوصفه آفة خطرة تهدد بنيان المجتمعات، وسلامة الأوطان، وحياة مواطنيها ومستقبلهم، في برقية تعزية ومواساة بعثها سموه إلى ملك إسبانيا فيليب السادس، في ضحايا حادث الدهس الإرهابي، الذي وقع في قلب مدينة برشلونة أخيراً، كما جاءت ضمن الإطار نفسه إدانة دولة الإمارات بشدة، في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، حادثة الدهس، مؤكدة موقفها الثابت والرافض لمختلف أشكال الإرهاب، الذي يستهدف الجميع من دون تمييز بين دين وعرق، وأياً كان مصدره ومنطلقاته. وقالت إن دولة الإمارات، التي يشهد لها القاصي والداني بدورها الريادي الفاعل في تحقيق وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وعلى جميع المستويات، تتبنى في الوقت نفسه مقاربة شاملة في تعاملها مع ظاهرة التطرف والإرهاب، فهي تنتهج سياسة خارجية لا تحيد عن الالتزام على الدوام باتخاذ موقف ثابت وحازم ضد الإرهاب، بشتى أشكاله، ورفض تبريره تحت أي ظرف، وهي تسهم إسهاماً نوعياً على الأرض في الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، ناهيك عن الدور المشرف الذي تقوم به بوصفها منبراً توعوياً عالمياً يتصدى بكل حنكة وحزم لجماعات الظلام ودسائسها، لنشر الفكر الضال والمتطرف، بما يصب في تحصين الناس والشباب خاصة، إلى جانب ما تمثله من منارة عالمية للتسامح، لا تتردد في تبني كل ما من شأنه تحقيق التقارب بين سائر الأديان والثقافات والحضارات. وأكدت «أخبار الساعة» أن التهديدات الإرهابية المتعاظمة حولنا هي أبلغ دليل على أن دولة الإمارات وشقيقاتها الثلاث الداعية إلى مكافحة الإرهاب، السعودية والبحرين ومصر، تمضي على الطريق الصحيح في حزمها ضد بؤر دعم الإرهاب ومنابع تمويله، أياً كانت، دولاً أو جماعات أو أفراداً.
مشاركة :