فشل وساطة قبلية في تهدئة الأزمة بين صالح والحوثيين

  • 8/22/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء - فشلت وساطة قادها زعماء قبليون الإثنين في نزع فتيل الأزمة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح وذلك قبيل يومين من مهرجانات منفصلة للطرفين في العاصمة صنعاء. وقالت مصادرمقربة من جماعة الحوثي إن الوساطة التي قادها الزعيم القبلي ناجي الشايف أحد كبار مشائخ اليمن لم تفلح في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين وأن الاحتقان ما يزال في أعلى درجاته. ووفقا للمصادر ذاتها، قام الشيخ الشايف ومعه عدد من الوجهاء اليمنيين بعقد لقاءات منفصلة مع صالح ورئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" صالح الصماد. ولفتت إلى أن اللقاءات تهدف إلى إقناع الطرفين بالتوقف عن التراشقات الإعلامية وسماح الحوثيين لحزب المؤتمر بإقامة فعاليته الخميس القادم بصنعاء لكنها لم تحرز أي تقدم. وفي ظل هذا التوتر كانت هناك تطمينات بعثها صالح للحوثيين الأحد بأن مسيرة حزبه المقبلة "سلمية" في خطاب أمام قواعده الحزبية بصنعاء. كما وجه صالح الصماد لليمنيين اشارات "بأن الأمور مطمئنة وأن الخلاف سيتحول إلى فرصة لمعرفة مكامن الخلل في الشراكة". لكن رغم تلك التطمينات فإن الناطق باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام بدد ذلك وأكد أن جماعته "ماضية في تحشيد أنصارها إلى ساحات الاعتصامات" بمداخل العاصمة. عبد السلام قال ذلك في بيان نشره على صفحته الرسمية في فيسبوك فجر الثلاثاء. وأضاف "تصريح المجلس السياسي الأعلى خلال لقائه جمعا من مشائخ اليمن لا علاقة له بما افتعلته بعض قيادات حزب الموتمر من مشكلةٍ أتت في سبيل إضعاف الجبهة الداخلية بإثارة العنصرية والطائفية والمذهبية والمناطقية". واتهم القيادي الحوثي بعض قيادات المؤتمر "بالتنسيق المكشوف" مع قيادات الحكومة الشرعية لافتا إلى أن ذلك "بات معلوما للكثير من أبناء الشعب اليمني". وتابع "ومع هذا ما زلنا نأمل من عقلائهم أن يتداركوا ما بدر من بعض قياداتهم وأن يكون واضحا لديهم أن عواقبَ وخيمة ستلحق بأصحاب المشاريع التي تشغل الشعب عن معركته الوطنية التحررية وليس شيئا يفيد المرتبطين بأجهزة مخابرات دول العدوان". وأشار متحدث الحوثيين إلى أن "محاولة تصوير المشكلة بين جماعته والمؤتمر على أنها مجرد وظائف فذلك تقزيم لن يصدر عن كبار". وفي بيان آخر نشره متحدث الحوثيين الثلاثاء وتم تذييله باسم اللجنة الثورية التابعة لهم، نفت الجماعة حدوث أي اتفاق مع حزب المؤتمر بشأن الخميس وأكدت أنهم ماضون "في تحشيد قوافل العطاء إلى ساحات الاعتصامات". وفي ذات السياق هاجم رئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي دولة الإمارات بعد اتهامات من قبل جماعته بأنها تقف وراء مهرجان حزب صالح الخميس القادم. وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في وقت مبكر فجر الثلاثاء أن بلاده "لا تحمل مشروعا أنانيا". وتابع في ذات السياق "لأنها (الإمارات) تدرك أن دورها أقوى ضمن فريق عربي تقوده السعودية ومصر وترى الخليج سندا للمشروع الساعي إلى إستقرار العرب". ولم يتطرق الوزير الإماراتي بشكل صريح إلى الأزمة اليمنية، لكنه اعتبر الإثنين خطاب صالح الذي القاه الأحد "ظاهره خلاف مع الشريك الحوثي حول السلطة في مناطق الإنقلاب ويبقى أنه قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي". وتحالف الحوثيون مع صالح في اقتحام العاصمة وعدد من المحافظات في 2014 وانقسم حزب المؤتمر إلى شقين. أحد الشقين يؤيد الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب وأمينه العام والآخر وهو الفاعل بالساحة اليمنية ما يزال يقوده علي عبد الله صالح. ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى. ومنذ 26 مارس/آذار 2015 يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين الموالين لايران وقوات صالح استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل العسكري. التدخل جاء في محاولة لمنع سيطرة "الحوثي/صالح" على كامل البلاد بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بقوة السلاح.

مشاركة :