ذكرى مجزرة الكيميائي بسوريا عار على جبين العرب والغرب

  • 8/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مرت أمس أربع سنوات على مجزرة الكيميائي التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة المحاصرة بريف دمشق، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 مدني وإصابة المئات بحالات اختناق، وذلك وسط تراخٍ عربي وغربي وأميركي دفع النظام السوري إلى ارتكاب المزيد من المجازر في حق الشعب السوري، لتبقى ذكرى تلك المجزرة عاراً على جبين بعض القادة العرب وصناع القرار في أوروبا وأميركا. وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان، «33 هجوماً بالغازات السامة في الفترة الممتدة من 23 ديسمبر 2012، إلى 27 سبتمبر 2013، أي أن النظام استخدم الكيميائي 30 مرة على الأقل أمام أنظار العالم، ومع ذلك لم يبذل أحد أدنى جهد لمنعه من استخدامه بشكل واسع وتنفيذه لمجزرة رهيبة في الغوطتين في أغسطس 2013». ويرى محللون ومتابعون أن «تراخي الإدارة الأميركية والدول الغربية، في التفاعل مع هذا الانتهاك الخطير الذي قام به النظام، بدءاً باعترافه الصريح بملكيته للسلاح الكيميائي، وتمييع قضية استخدامه بين إنكار وطلب تحقيق، دفع به لشن هجومه الكبير على بلدات الغوطة الشرقية والمعضمية بريف دمشق، في أغسطس من العام 2013». مرت أربع سنوات على المجزرة ولا تزال حاضرة في وجدان أبي سامر وفي عينيه اللتين ما زالتا تعانيان وحشية النظام، إذ بقي 12 ساعة مستمرة تحت وطأة الموت وقنابل الكيميائي التي لا ينساها كل من كان في الغوطة الشرقية المحاصرة. يقول أبو سامر: «أنا أعاني من إصابة في عيوني؛ العين اليمنى أرى فيها 4 % والعين اليسرى 7%، وحتى الآن ألبس نظارة، ولا أقدر على المشي تحت الشمس، وهناك أناس كثيرون في الغوطة حتى الآن يعانون مثلي». في 21 أغسطس 2013 عند الساعة الثانية والنصف فجراً، بدأت مدفعية قوات النظام استهداف مناطق الغوطة الشرقية بقذائف تحمل رؤوساً كيميائية، وتمت تلك الهجمة بعد أيام من تصريح لرئيس النظام بشار الأسد في اجتماع له مع مؤيديه على مائدة إفطار، قال فيه: «لا يوجد استثناءات لأي وسيلة يمكن أن تخرجنا من هذه الأزمة». وقتل 1500 مدني إثر تلك الهجمة الوحشية بالكيميائي، ولا يزال آلاف المصابين يعانون ويلاتها. وقد وثقت المراكز الطبية بالغوطة آثار تلك الضربات على الأجنة والولادات الحديثة. وكاد ذلك الهجوم الكيميائي أن يرتد على النظام السوري ويخنقه، إذ استنفرت حينها سفن حربية أميركية لعقاب الأسد، لكنه استطاع أن ينزع فتيل الغضب الأميركي والدولي بعد أن طار وزير خارجيته إلى موسكو، وأعلن من هناك رغبة نظامه في التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وتسليم كامل ترسانته منها. هذه الخطوة أغلقت الملف ولم يتزحزح نظام الأسد من مكانه، لكنها لم تمح من الذاكرة آثار الجريمة الوحشية، فضحاياها ما زالوا أحياء يعانون.;

مشاركة :