لقد تطلب نسج خيوط هذه الحلقات، البحث الحثيث بين تراب المخازن المنسية للوقوف على حقيقة وجوهر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وطرق اشتغاله وهياكله ورموزه القيادية، الشيء الذي سيمكن قارئ «الرياض» من اكتشاف جانب مظلم من جوانب هذا التنظيم السرطاني الخبيث، خصوصاً في ظل انتقال قيادة الجماعة من الداخل المصري إلى التنظيم الدولي بعد سقوط حكم الإخوان في مصر واعتقال جل قيادات الداخل وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع وخيرت الشاطر والمعزول محمد مرسي. وفي السياقات التاريخية للبحث والتوثيق، يمكن القول إن عالمية الدعوة، التي وضع لبناتها الأولى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الساعاتي، ستدفع الجماعة، مباشرة بعد تأسيسها، إلى التفكير في زرع فروع «سريّة» لها بجميع الدول العربية والإسلامية، وهو ما تحقق لها خلال خمس سنوات بعد ذلك عندما تأسّس أول فرع للجماعة بجيبوتي سنة 1932م. يقول حسن البنا في «مذكرات الدعوة والداعية»: «أما العالمية أو الإنسانية فهي هدفنا الأسمى وغايتنا العظمى وختام الحلقات في سلسلة الإصلاح، والدنيا صائرة إلى ذلك لا محالة، وهي خطوات إن أبطأ بها الزمن فلا بد أن تكون، وحسبنا أن نتخذ منها هدفًا، وأن نضعها نصب أعيننا مثلاً، وأن نقيم هذا البناء الإنساني، وليس علينا أن يتم البناء، فلكل أجل كتاب». ستساهم مجموعة من الأحداث والوقائع داخل المصري في دفع الإخوان إلى توجيه نشاطهم نحو الخارج هروباً من القبضة الأمنية لجمال عبدالناصر الذي سيعمل على قصم ظهر الإخوان بعد محاولة اغتياله سنة 1954 فيما عرف إعلاميا بـ»حادثة المنشية» (تطرقنا لها في معرض الحلقات حول التاريخ الدموي لجماعة الإخوان المسلمين التي نشرت على صفحات «الرياض»)، من خلال الزج بآلاف الإخوان في السجون المصرية وإعدام ستة من أبرز قياداتها وعلى رأسهم عبدالقادر عودة وإبراهيم الطيب ويوسف طلعت (رئيس التنظيم الخاص) ومحمود عبداللطيف (المتهم الرئيسي) والمحامي هنداوي دوير (المخطط للعملية) ومحمد فرغلي، فيما عرف عند الإخوان بـ»محنة 1954». وأمام حملة التطهيرية الداخلية هذه، ستسعى مجموعة من القيادات الإخوانية إلى نشر الفكر الإخواني في الخارج، وخصوصا في أوربا وأميركا. وهنا سيطفو إلى السطح اسم سعيد رمضان، صهر حسن البنا وأمين سره، والذي سيعمل على وضع اللبنات الأولى للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين خصوصاً بألمانيا وسويسرا. وأمام الصعوبات المادية التي واجهت الجماعة لنشر الفكر الإخواني في الخارج، سيبرز اسم يوسف ندا الذي سيرأس فيما بعد بنك التقوى والذي سيقوم بتمويل جميع التنظيمات والفروع الإخوانية في العالم. سيظل التنظيم الدولي يشتغل كـ»مكتب للتنسيق» بين التنظيمات الإخوانية في العالم إلى غاية تولي مصطفى مشهور القيادي الإخواني ونائب المرشد العام للإخوان المسلمين (عمر التلمساني آنذاك) والرجل الحديدي داخل الجماعة، زعامة التنظيم الدولي، ليعمل على وضع الهيكلة المؤسساتية للتنظيم، ليتم التأسيس الرسمي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بتاريخ 29 يوليوز 1982، كما توثق لذلك الوثيقة المرجعية التي تم الكشف عنها سنة 1992 والتي أَطلق عليها مؤسس التنظيم «خطة السيطرة والتمكين». «الوثيقة» تحدد بدقة أهداف التنظيم وتمحورها حول ضرورة قيام (عاصمة إخوانية) إن الحديث عن البدايات التنظيمية للتنظيم الدولي (أو العالمي) «للإخوان المسلمين» تقودنا إلى الحديث عن سياقات الصدام بين الجماعات الدينية المتطرفة والرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات بعد شهر عسل لم يعمر طويلاً، لكون الرئيس السادات لم يستوعب، في نظرنا، حقيقة البنية السلوكية لتيارات الإسلام السياسي، معتقدً أن إخراج الإخوان من السجون وإرجاعهم لوظائفهم وإعلان التحالف الاستراتيجي معهم في مواجهة التيار الناصري والتقدمي وإعلان «دولة العلم والإيمان»، سيجعل الإخوان والتيارات الراديكالية، التي تسير على دربهم، يرضون بهذا التحالف ويحافظون على الوعد ويحترمون هذا الميثاق. غير أن السادات لم يقم، في واقع الأمر، إلا بإخراج المارد من قمقمه وأنه يوم أعلن العفو عن الإخوان، وقّع بيده شهادة وفاته. «الجماعة» راهنت على التنظيم الدولي من أجل الوصول إلى «أستاذية» العالم سيدرك السادات متأخراً حقيقة المخطط (الإخواني القطبي) الذي أفرز تيارات إرهابية مثل الفنية العسكرية والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، والتي ستنجح، بعد محاولات عديدة، في اغتياله خلال العرض العسكري بتاريخ 6 أكتوبر 1981. لقد سبق عملية الاغتيال، وفي أوج التصعيد بين السادات والقوى المعارضة، وعلى رأسهم الإخوان، إصدار الرئيس المصري لما أطلق عليه بـ»قرارات التحفظ» بتاريخ 5 سبتمبر 1981، حيث شملت موجة الاعتقالات أكثر من ألف وخمس مئة (1500) شخصية سياسية ودينية إسلامية ومسيحية. السادات اعتقد أن إخراج (الإخوان) من السجون لمواجهة التيارات الأخرى سيرضيهم غير أن بعض القيادات الإخوانية التي كان لها «أتباع» من داخل المؤسسة الأمنية، علمت بموجة الاعتقالات قبل حدوثها، فقامت بمغادرة مصر تاركة وراءها جحافل المريدين تواجه مصيرها المجهول مع السادات. في الأول من سبتمبر 1981، استقل «مصطفى مشهور» (الذي سيصبح بعد ذلك بخمسة عشر عاماً المرشد الخامس للجماعة) أول طائرة متجهة إلى الكويت لينجو بنفسه من حملات الاعتقال، وليعمل على تجميع التكتلات الإخوانية في العالم وفق رؤية موحدة تمهيداً للتأسيس الفعلي للتنظيم الدولي. قام هذا القيادي الإخواني «القطبي»، والذي عرف بقدراته التنظيمية غير العادية، بتنقلات مكوكية بين الكويت وألمانيا ما يقرب من عام كامل ليعلن بتاريخ 29 يوليو من سنة 1982 عن تأسيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأعلن لائحته الرسمية التي عرفت بـ(النظام العام للإخوان المسلمين). مصطفى مشهور فرَّ من الاعتقال وأعلن عام 1982 عن تأسيس (التنظيم الدولي) سيعمل مصطفى مشهور كآلة لا تتوقف من أجل توسيع هياكل وفروع التنظيم الوليد، من جهة، وكذا تقريب وجهات النظر بين المدارس الإخوانية المتعددة والتي تتفق على مستوى الأهداف لكنها تختلف على مستوى آليات الاشتغال ومناهج العمل وطرق تنزيل المشروع الإخواني. لقد امتدت الشبكة الإخوانية لتشمل كل التنظيمات والكيانات الإخوانية المعتمدة في العالم العربي والإسلامي وخارجه بل توسع مصطفى مشهور خارج الإطار الضيق للإخوان «المبايعين» ليضم إلى التنظيم الدولي جماعات إسلامية أخرى لا تخضع تنظيمياً لقيادة الجماعة الأم في مصر وإن كانت متوافقة معها في المنهج ومختلفة معها جزئياً في طبيعة البرامج التربوية مثل الجماعة الإسلامية في باكستان التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي، والحزب الإسلامي (باس) في ماليزيا وحزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان في تركيا. ما وقع خلال ما اصطلح عليه بـ«الربيع العربي» خطط له (الإخوان) منذ 30 عاماً وخلال خمس سنوات قضاها مصطفى مشهور خارج البلاد، استطاع تأسيس أول تنظيم دولي حقيقي لجماعة الإخوان المسلمين. وحين عاد إلى مصر بعد أيام من وفاة المرشد الثالث للجماعة «عمر التلمساني» (ولد في 4 فبراير 1904 وتوفى 22 مايو 1986) كان قد أتم بناء التنظيم الدولي للإخوان كاملاً وأحكم عليه قبضته الحديدية. (التنظيم الدولي للإخوان: الوعد والمسيرة والمآل؟ حسام تمام -رحمه الله-). ظل التنظيم الدولي يعمل في صمت وبعيداً عن الأضواء إلى غاية تسريب «وثيقة» تخص التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على هامش المؤتمر السادس للتنظيم الذي عقد بإسطنبول بتركيا عقب حرب الخليج الثانية. هذه «الوثيقة» لا تجزم فقط بوجود التنظيم، بل تكشف نظام العمل الداخلي به وأهدافه ووسائله لإخضاع عدد من العواصم العربية وفي مقدمتها القاهرة، التي وضعتها قيادة التنظيم في مكتب الإرشاد العالمي، كأولى العواصم المستهدفة من قبل جماعة الإخوان ضمن ما اصطلح عليه إخوانياً «خطة التمكين والسيطرة». (حمدي رزق: فتح مصر. ص 260) الوثيقة التي بين أيدينا تعود بنا إلى عام 1991 وبالتحديد إلى شهر سبتمبر منه حين اجتمع قادة التنظيم الدولي بمدينة إسطنبول بتركيا حيث تقدم الحاج مصطفى مشهور المعروف حركياً آنذاك باسم «أبو هاني» باقتراح إلى هيئة مكتب الإرشاد العالمي حمل عنوان «إعادة تقييم المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمي» والتي كانت قد وصلت إلى ما يقرب من عشر سنوات. انقسمت الورقة إلى خمسة أقسام رئيسية هي: فكرة التنظيم العالمي، أهدافه، وسائله، سلبيات العمل في الفترة الماضية، الاقتراحات والتوصيات. إن خطورة هذه الوثيقة تكمن في أنها، في حد ذاتها، تاريخ للعمل السري الإخواني على المستوى العالمي، وتكشف مخططاتهم في كل الأقطار العربية، وتمثل مراجعة شاملة لكل سلبيات هذا التنظيم بعد مرور تسعة أعوام على تأسيسه (9 شوال 1402هـ -29 يوليو 1982م)، وليس قبل ذلك بحسب الوثيقة. الوثيقة التي صاغها مصطفى مشهور، أمير التنظيم العالمي، وقدمها لمؤتمر إسطنبول، تحدد بدقة أهداف التنظيم التي تتمحور حول ضرورة قيام عاصمة إخوانية في أقرب فرصة، وتحدد وسائل تنفيذ الخطة، والتي تبدأ بالتفكير جدّيا في إعادة تشكيل جهاز «الجهاد»، التنظيم العسكري، مروراً بإحياء ما عرف بـ»التنظيم الخاص» للإخوان المسلمين والذي تورط في مجموعة من العمليات الإرهابية وجرائم الاغتيال في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. أكد مصطفى مشهور، والذي أطلق على نفسه في الوثيقة لقب «أبو هاني»، في مقدمة الوثيقة على ضرورة وشرعية وحركية قيام التنظيم العالمي ومدى الحاجة لوجوده، والتي تفرضها الأسباب التالية: إن التنظيم العالمي بعد سعة الانتشار في جميع الأقطار تقريبا، يُعد تعبيراً عن عالمية الإخوان، ويعطيها بعداً يُمَكِّنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة تُوحد التوجهات وأساليب التربية، وعلى نحو لا توفره القطرية والتجزئة. يوفر التنظيم العالمي للتنظيمات القطرية المختلفة، من خلال منظومة التضامن والتكافل والدعم والتنسيق، الفرصة الأكبر «للتمكين». إن هدف الحركة الإخوانية في «التمكين» يصعب تحقيقه إلا في جو التنظيم العالمي الموحد للإخوان، وذلك لحشد الطاقات والتنسيق بين المؤسسات والتعاون بين القيادات في ميلاد «الدولة الإخوانية». وقبل التطرق، بالتفصيل، لأهم ما جاء في الوثيقة المرجعية للتنظيم الدولي للإخوان، نحيل القارئ الكريم إلى نقطة مهمة جاءت على لسان السيد محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلال استضافته على قناة (س ب س CBC) بتاريخ 20 يوليو 2016 حين قال نصاً: «في سنة 1992 (بعد سنة من مؤتمر إسطنبول) كنا مجتمعين بألمانيا كمجلس شورى التنظيم الدولي على مسألة الخلافة فارتأينا أن القضية التي أثارها الأستاذ حسن البنا لا يمكن تطبيقها والسعي إلى تنفيذها. ونحن نرى (أي مكتب الإرشاد العالمي) أن هناك سنة وشيعة وشمال وجنوب وشيعة الشمال وشيعة الجنوب وجماعات لا أول لها ولا آخر، وبالتالي ارتأينا أنه لابد من وجود وحدة فكرية قبل الوحدة السياسية. فبعد أن بدأ الأمر يتكشف لنا نحن أعضاء التنظيم الدولي، ارتأينا أن نقوم بتأسيس ما يسمى بالاتحادات الكونفدرالية مثل ما هو موجود على مستوى أميركا والاتحاد الأوروبي بحيث أن كل تنظيم إخواني يسعى لإقامة الديمقراطية في بلده ومن خلال هذه الديمقراطية يسعى للوصول للسلطة لكن لا يمكن أن يتم هذا إلا من خلال التوازي في الخطوط بين التنظيمات الاخوانية في الدول المختلفة». وعلاقة بسياقات انعقاد الاجتماع المذكور لأعضاء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بألمانيا، يفيد السيد محمد حبيب أن هذا الاجتماع جاء لدراسة إمكانية إقامة الخلافة الإسلامية التي نظّر لها حسن البنا انطلاقا من البيئة الاستراتيجية الجديدة والتحديات التي تفرضها على طبيعة تعاطي جماعة الإخوان المسلمين معها، بما يتلاءم والشروط الذاتية والموضوعية التي تفرضها المرحلة. هذا الربط بين اجتماعات إسطنبول وألمانيا يعطينا فكرة على التغير الاستراتيجي في تكتيكات التحرك عند التنظيم «الإرهابي» لجماعة الإخوان المسلمين وكيف أن ما وقع خلال ما اصطلح عليه بـ»الربيع العربي»، كان مخططاً له منذ ثلاثين عاماً، ساهمت بعض الظروف الذاتية والموضوعية في تنزيله على أرض الواقع. وبالعودة إلى شخصية مصطفى مشهور (أشرنا إليه في الحلقات الخاصة بالتاريخ الدموي للإخوان المسلمين وخصوصاً في الحلقة التي تطرقت لاغتيال محمود فهمي النقراشي باشا بتاريخ 28 ديسمبر 1948) يمكن القول بأن كل خيوط التنظيم الدولي كانت تبدأ وتنتهي عند هذا الرجل الحديدي، ولم يكن خافياً أن سلطته على التنظيم كانت تفوق سلطة المرشد نفسه سواء أكان عمر التلمساني أو محمد حامد أبو النصر. اضطلع مصطفي مشهور بالعبء التنظيمي الأكبر داخل الجماعة ومارس دور المرشد الفعلي في ولاية المرشدين السابقين عليه -التلمساني وأبو النصر- قبل إعلانه مرشداً خامساً في عام 1996، حيث عرف عن عمر التلمساني انغماسه الكامل في العمل العام وامتاز عن كل المرشدين بنجاحه في تقديم نفسه كشخصية إسلامية معتدلة وعامة قادرة على التفاعل ضمن منظومة الدولة الوطنية وبناء جسور التواصل مع الجميع وكان ذلك علي حساب الدور التنظيمي داخل جسم الجماعة وهياكلها، وهو ما اضطلعت به وأدّته بنجاح مجموعة النظام الخاص وعلى رأسها مصطفى مشهور، وهي المهمة التي استمر في القيام بها على ولاية حامد أبو النصر الذي لم يكن يمتلك قدرات مشهور التنظيمية ولم تكن تسمح له حالته الصحية بالمحاولة (ولد 25 مارس 1913 وتوفي عام 1996) ليتحمل نائبه الأول مصطفى مشهور عبء القيادة الفعلية للتنظيم في أكثر سنواته نشاطاً وتمدداً. لقد شهدت فترة الثمانينيات إشعاعاً كبيراً لتنظيمات «الإخوان المسلمين» في أقطارها المختلفة فحققت على المستوى الداخلي حضوراً كثيفاً وأحرزت نجاحات في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتكونت لها مؤسسات وهياكل قوية في أقطارها بما أعطى للخطاب الإخواني حضوراً وجاذبية وبريقاً في الشارع العربي والإسلامي وإزاه دولياً نجاح على مستوى التنسيق فيما بين هذه التنظيمات التي كانت ترفع كل منها شعار إقامة الدولة الإسلامية تمهيداً لإعادة «الخلافة الإسلامية الراشدة». غير أن إشعاع التنظيم الدولي للإخوان سيخفت بشكل كبير بعد الإعلان عن تنصيب مأمون الهضيبي مرشداً سادساً للجماعة يوم 28 نوفمبر 2003 خلفاً للمرشد الخامس مصطفى مشهور. وفي هذا السياق، كان على رأس الملفات الحساسة التي تنتظر أن يبت فيها المرشد مأمون الهضيبي، ملف التنظيم الدولي والذي كانت كل الدلائل والأحداث وعجلة التاريخ أيضا تشير إلى أنه سيموت بموت مؤسسه (نقصد هنا مصطفى مشهور) وأن أول ما سيفعله المرشد الجديد هو إسدال الستار عليه إما بالموت البطيء أو برصاصة الرحمة لأسباب بعضها شخصية وأغلبها موضوعية تفرضها التغيرات الإقليمية والعالمية والأوضاع التي تعيشها الجماعة. غير أن وصول بعد التنظيمات السياسية التابعة «عقدياً» للتنظيم الإخواني في تركيا وتحالف تنظيمات سياسية أخرى مع الجماعة أدى إلى انصهارها في النظام السياسي مثل قطر، بالإضافة إلى الحضور القوي لشخصية محمد مهدي عاكف، المرشد السادس للإخوان، والذي يعتبر من صقور الجماعة التي راهنت على التنظيم الدولي من أجل الوصول إلى «أستاذية» العالم كأفق استراتيجي للجماعة، ستساعد على عودة التنظيم الدولي لواجهة الأحداث وترسم سياقات استراتيجية جديدة للصراع أصبحت تهدد بشكل كبير الأمن القومي لدول الخليج والدول العربية والإسلامية بشكل عام. في الحلقة المقبلة سنحاول أن نخضع «خطة السيطرة والتمكين» للتشريح والتحليل من أجل فهم حقيقة البنية السلوكية «الإرهابية» عند تنظيم الإخوان والذي، وللأسف، لم يتم اكتشاف «خبث» مخططاته إلا بشكل متأخر. مصطفى مشهور.. المؤسس الحقيقي للتنظيم الدولي عمر التلمساني ومحمد حامد أبو النصر.. سلطة مشهور فاقتهما عمر التلمساني ومحمد حامد أبو النصر.. سلطة مشهور فاقتهما محمد مهدي عاكف راهن على الوصول إلى «الأستاذية» مأمون الهضيبي.. التنظيم الدولي خَفَتَ بعد تعيينه مرشداً محمد حبيب كشف مضمون «الوثيقة» نجم الدين أربكان أبو الأعلى المودودي
مشاركة :