أساليب تعليمية متطورة تحاكي متطلبات المرحلة المقبلة

  • 8/22/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان سرور لم تعد الأساليب التعليمية التقليدية في عالم اليوم تتماشى مع ما هو مطلوب من مهارات حياتية وعملية، ولم تعد المعرفة هي الأساس الوحيد للتعلم، فقد أصبح يتعين أن يحرص الجميع على التعلم المستمر واكتساب الكفاءات ومجموعة المهارات اللازمة للقرن الحادي والعشرين من أجل مواكبة عالمنا المعاصر المتسارع الخطى.ومن هنا جاءت خصائص تغيير وتحديث المناهج في المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، الذي وضع عدداً من المبادرات الرئيسية الهادفة لتطوير المناهج وتحديثها في المدارس الحكومية التابعة له، بُغية مواكبة التحديات المستقبلية، وتعزيز مهارات التفكير النقدي وإطلاق عنان الإبداع والابتكار لدى الطلبة، وغرس الهوية الوطنية والانتماء في نفوسهم، بإجراء عدد من التغييرات المهمة على المواد الدراسية التي تقدم لطلبة المدارس، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال ولغاية الصف الثاني عشر، بعد قياس المخرجات التعليمية للطلبة في جميع مدارس الإمارة ومقارنتها بالمعايير الدولية لعدد من الدول التي تمتلك مهارات وقدرات القرن الحادي والعشرين.وطبق المجلس النموذج المدرسي الجديد منذ العام 2010 في رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى، الصفوف من الأول وحتى الثالث الابتدائي على مستوى مدارس إمارة أبوظبي، حيث يصل في العام الدراسي المقبل إلى المرحلة الثانوية، بهدف ضمان مستوى تعليم متميز، عالي الجودة لجميع الطلبة، حيث يعمل النموذج على تمهيد الطريق أمام المدارس حول كيفية تقديم الوسائل المناسبة للطلبة وفقاً لمهارات القرن الحادي والعشرين للتعليم والتعلم، كونه يشمل طرق التدريب العملية التي تساعد الطلبة على التفوق في التعليم العالي وإعدادهم لمواجهة التحديات المستقبلية، والانطلاق في المسارات الوظيفية الملائمة لهم.نموذج مدرسي وأوضحت الدكتورة كريمة المزروعي، المديرة التنفيذية لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة، ومستشارة المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم، أن قطاع التعليم المدرسي يسعى سعياً حثيثاً لتحسين وتطوير المناهج الدراسية وتعزيز الإبداع والابتكار لدى الطلبة، وذلك في إطار تطبيق النموذج المدرسي الجديد.وأضافت أن المجلس يسعى دوماً لتحديث مناهجه وخاصة في مواد اللغة العربية والانجليزية والعلوم والرياضيات وتزويد المدارس بالمصادر المتنوعة والمواد التعليمية وفقاً لأحدث الوسائل والأساليب التربوية التفاعلية والمعايير الدولية، وخلال هذا العام، قام المجلس بطرح العديد من المبادرات بغية دعم المناهج الدراسية والتي أثبتت فاعليتها ونجاحها وتأثيرها الإيجابي على الطلبة. وقالت إن 55 ألف طالب وطالبة بالمدارس الحكومية استفادوا من المقررات الدراسية الجديدة للمجلس، وتطوير كفاءة وفاعلية طلبة الروضة وحتى الخامس الابتدائي وتعزيز مهارات اللغة الانجليزية. وأشارت إلى أن المجلس وضع خريطة لهيكلة الحلقة الثالثة، بهدف ردم الفجوة بين مخرجات التعليم العام ومتطلبات التعليم العالي.مقررات مرنة من جانبها أوضحت الدكتورة سارة السويدي مديرة إدارة المناهج بالإنابة، أنه تم إعداد مقررات اللغة الانجليزية بغرض تعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة وقد صممت بحيث تنفذ بطريقة مرنة تسمح للمعلمين بوضع الخطط المناسبة لكل طالب من الطلبة لتلبية احتياجاتهم الأكاديمية، حيث تتيح كتب التمرينات أمامهم الفرصة للتعرف على المصطلحات والتراكيب اللغوية الجديدة وتعزيز مهاراتهم اللغوية من خلال الاستمتاع بالقراءة.أكثر ملاءمة وقال مديرو ومعلمو مدارس أبوظبي إن الكتب الجديدة أصبحت أكثر ملاءمة، ومطابقة للمهارات التي يجب توافرها في الخريجين، إذ يتضمن المنهاج مهارات يجب أن يحصل عليها الطالب بغض النظر عن نوع الكتاب المدرسي المقرر، مشيدين بتطبيق برامج الدعم الأكاديمي الجديد لطلبة المدارس، الذي بدأ العمل به هذا العام للوصول بجميع الطلبة إلى حد معين من المهارات.وأشار عمر عبدالعزيز، نائب مدير مدرسة ثانوية خليفة بن زايد إلى أن المنهج الجديد للمرحلة الثانوية مصمم لمساعدة الطلبة على الاستعداد الجيد للدخول في معترك الحياة العملية والتعلم المستمر، إضافة إلى تزويدهم بالمهارات والخبرات، التي من شأنها تعزيز فرصهم لاستكمال دراساتهم الجامعية مباشرة، مشيراً إلى أن تطوير الحلقة الثالثة جزء أساسي من تطوير مخرجات التعليم، وهي خطوة أساسية ومهمة لاستكمال مشروع تطوير التعليم الذي بدأه المجلس، وأنه يستجيب أيضاً للمقترحات والاستراتيجيات، التي وضعها العاملون في الميدان التربوي كجزء من منتدى صياغة المستقبل.دور المعلم وأكد عبيد مفتاح المحرزي، مدير مدرسة الصقور الحلقة الثانية، على دور المعلم في عصر التكنولوجيا، وقال إنه يجب أن يتغير ليواكب التطورات الحاصلة في الساحة التعليمية، أي أن يكون أشبه بالمرشد يركز في صفه على التعلّم وليس التعليم التقليدي، ولا ينحصر دوره في تقديم المهارات والعلوم، وإنما عليه مواكبة الطلبة والتمكن من التواصل معهم وتقديم القيم الأخلاقية والاجتماعية أيضاً.وأكدت عائشة الشامسي، مديرة مدرسة للتعليم الثانوي، أن بناء مجتمع مبني على المعرفة يتطلب أن تنتج منظومتنا التعليمية خريجين يتمتعون بقدرات ومهارات، تؤهلهم للنجاح في الحياة والمساهمة في الاقتصاد والمجتمع، مشيرة إلى أن تحديث المناهج وتطويرها أمر يتيح لهم الفرصة لاستكشاف قدراتهم ومواهبهم للالتحاق بأرقى مؤسسات التعليم الجامعي داخل الدولة وخارجها، وفي تخصصات ذات أهمية لمجتمع الإمارات، كجزء من إيماننا الأصيل بمنح طلابنا أفضل الفرص الممكنة.مكانة التعليم وقالت أمينة الماجد، مديرة ثانوية القادسية للبنات، إن حرص المجلس على تطوير المناهج والمخرجات التعليمية يؤكد مدى أهمية ومكانة التعليم في فكر قيادتنا الرشيدة، بتطوير التعليم في الحلقة الثالثة لأنها تمثل المخرجات الحقيقية للتعليم الأساسي ومنصة مهمة للانتقال للتعليم العالي، وبدء الارتباط بسوق العمل، مشيرة إلى أن النموذج الجديد للحلقة الثالثة يهدف إلى تعزيز الفرص أمام الطلبة، لضمان حصولهم جميعاً على الفرصة لدراسة مجموعة واسعة من التخصصات، خصوصاً المواد العلمية مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يزودهم بالمهارات الأساسية والخبرات الضرورية، مع مراعاة اهتمام وميول الطالب الفردية.اهتمام بالأنشطة اللاصفيةأكدت ظبية القمزي، مديرة مدرسة المواهب الثانوية للبنات أن النموذج المدرسي الجديد يوفر للطلبة الدعم اللازم لاجتياز الامتحانات الدولية والإرشاد الأكاديمي والمهني وتحفيز التعلم من خلال الأنشطة اللاصفية، بالإضافة إلى أساسيات التخاطب والتحدث ومهارات الاتصال التقنية التي تدرس كجزء لا يتجزأ من اللغة. مقررات إلكترونيةأفاد محمد الحوسني، مدير ثانوية أبوظبي أنه خلال العام الدراسي الجاري تم إتاحة المقررات الدراسية إلكترونيا للطلبة في مختلف المراحل الدراسية وأولياء أمورهم والمعلمين.وذكر أن المجلس وفر الاشتراك عبر الإنترنت في مواد الرياضيات ومهارات القراءة والكتابة، وهذا النظام أتاح للمعلمين إمكانية الحصول على بيانات دقيقة وفورية عن أداء الطالب في المواد المذكورة، حيث تتوفر بيانات جميع الطلبة من مختلف الحلقات الدراسية.تعليم ثنائي اللغة قالت شيخة الزعابي، مديرة مدرسة، إن المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي بدأت العام الحالي تدريس مادتي الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية لطلبة الصف التاسع، للمرة الأولى، انطلاقاً من حرص مجلس أبوظبي للتعليم على تطوير مهارات التعلم ثنائي اللغة.

مشاركة :