ذكر وزير الداخلية في إقليم كاتالونيا جواكيم فورن اليوم (الاثنين) أن السلطات الإسبانية ستبلغ أجهزة الشرطة الأوروبية كافة بهوية سائق الشاحنة التي قتلت الخميس الماضي. وأعلن في مؤتمر صحافي ارتفاع حصيلة اعتداءي برشلونة إلى 15 قتيلاً. وأعلن مسؤول الشؤون القضائية في الإقليم كارل موندو في مؤتمر صحافي اليوم أنه تم التعرف على هويات جميع الضحايا الـ 15 الذين سقطوا في اعتداءي كاتالونيا. وهؤلاء هم ستة إسبان، بينهم امرأة تحمل ايضا الجنسية الارجنتينية وطفل، وثلاثة إيطاليين، وكندي، وبلجيكي، وامرأتين برتغاليتين، وامرأة أميركية، بالاضافة إلى طفل أسترالي - بريطاني. وأوضح فورن عبر «اذاعة كاتالونيا»: «علينا ان نتحدث الى اجهزة الشرطة الاوروبية لابلاغها هوية هذا الشخص الملاحق على الارجح في الدول الاوروبية كافة واسمه يونس ابو يعقوب (22 عاماً)». ووسعت الشرطة الإسبانية اليوم نطاق البحث عن السائق، ليشمل دولا أوروبية أخرى. ويأتي هذا التطور، مع انكشاف تفاصيل هروب الرجل سيراً عبر شوارع المدينة القديمة قبل الاختفاء. وقال الحكومة الإقليمية في كتالونيا إن «كل أجهزة الشرطة في أوروبا أصبحت تبحث الآن عن أبو يعقوب». ولم تتمكن السلطات من استبعاد فرضية تسلله عبر الحدود إلى فرنسا. وقال فورن، للراديو المحلي «لم تعد ملاحقة هذا الرجل تقتصر على كتالونيا، بل إنها تشمل الآن جميع دول أوروبا، إنه مسعى تضطلع به الشرطة الأوروبية». وأكد فورن أن الشرطة أصبحت الآن متأكدة تقريباً من أن أبو يعقوب هو سائق السيارة الفان. وأضاف «كل شيء يدل على ذلك». وشددت السلطات إجراءات التدقيق عند الحدود الإسبانية. ودهمت عددا من المنازل في بلدة ريبوي، حيث كان يعيش الكثير من المشتبه بهم في الخلية المؤلفة من 12  شخصا التي يعتقد أنها مسؤولة عن الهجوم. وعُثر على رجل في الـ 34 من العمر من مدينة فيلافرانكا ديل بينيدس، ميتاً في سيارة بعد ساعات على اعتداء برشلونة في منطقة سانت جاست ديسفرن قرب برشلونة. ولم تكن الشرطة تربط حتى الان هذا الحادث باعتداءي كاتالونيا. وأفادت الشرطة عبر موقع في «تويتر» بأن ابو يعقوب، هو شخص «خطر وقد يكون مسلحا» وقالت «تتم ملاحقة هذا الشخص الذي يشتبه بانه نفذ الاعتداء في برشلونة. إنه سائق الشاحنة الصغيرة». وغادر أبو يعقوب السيارة الفان بعد قيادتها بسرعة عالية وفي مسار متعرج، ليدهس المارة في شارع لاس رامبلاس الشهير. وذكرت صحيفتا «إلبايس»، و«لا فانغارديا» الإسبانيتان إنهما شاهدا صورا للمشتبه به وهو يغادر لاس رامبلاس إلى سوق لا بوكوريا السياحي للأطعمة قبل الاختفاء. ونشرت «إلبايس» اليوم صوراً مأخوذة من لقطات لقنوات المراقبة تظهر رجلاً يرتدي قميصاً أبيض وأسود شبيهاً بذلك الذي كان يرتديه أبو يعقوب عندما التقطت صورته كاميرا أحد البنوك في الليلة السابقة للهجوم. وقالت شرطة الاقليم في تغريدة بوقت سابق: «عملية أمنية كبيرة في سائر أنحاء الاقليم»، داعية السكان إلى عدم نشر اي معلومة تتعلق بحواجز التفتيش التي باشرت بنصبها على الطرقات وذلك لدواع امنية. وكانت السلطات الاسبانية أعلنت أمس أنها «فككت» الخلية التي ارتكبت اعتداءي برشلونة وكامبريلس اللذين تبناهما تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، لكنها ما زالت تبحث عن مشتبه به واحد لا يزال متوارياً وهو المغربي يونس ابو يعقوب، الذي نشرت صورته. وقال قائد شرطة كتالونيا إن لا يمكنه استبعاد أن يكون المشتبه فيه الأخير في هجمات برشلونة، الذي ما زال طليقاً، عبر الحدود إلى فرنسا. ومن المتوقع أن تكشف الحكومة الإقليمية معلومات عن التحقيق في مؤتمر صحافي عند الظهر بالتوقيت المحلي. ومن المقرر أن يلتقي قادة جميع الأحزاب السياسية الرئيسة الإسبانية في وقت لاحق اليوم، لمراجعة الإجراءات الأمنية في إطار جهود بين الأحزاب لمواجهة الإرهاب بشكل موحد. وصرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإرلندي ليو فارادكار في مونتريال أن اعتداءات بوركينا فاسو وإسبانيا التي أودت بحياة مواطنين كنديين «تسعى إلى تقسيم المجتمع الدولي». وقال ترودو إن «هذه الأعمال الإرهابية مشينة وتهدف الى تقسيم المجتمع الدولي وزرع الخلاف بين الدول المجاورة من خلال تأجيج الخوف وانعدام الثقة»، مضيفاً أن «هؤلاء الجبناء لن ينجحوا في ذلك. ونحن مستمرون في القيام بالعمل الذي كنا دائما نقوم به، سنبقى موحدين وأقوى لمواجهة الكره. سنبقى أوفياء الى قيمنا، قيم الحب وقبول الآخر والقوة النابعة من التنوع».