حكومة الوفاق تقلص الهجرة غير الشرعية وتفشل في تأمين طرابلس

  • 8/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حكومة الوفاق تقلص الهجرة غير الشرعية وتفشل في تأمين طرابلستحوّلت ليبيا منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي إلى مركز جذب للمهاجرين نحو أوروبا بطريقة غير شرعية، لكن حكومة الوفاق نجحت في تقليص هذه الظاهرة التي باتت تقلق الدول الأوروبية وفي مقدمتها إيطاليا.العرب  [نُشر في 2017/08/23، العدد: 10731، ص(4)]جهود حثيثة طرابلس - نجحت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في تقليص معدلات الهجرة غير الشرعية من المنطقة الغربية نحو أوروبا، لكنها فشلت في بسط الأمن خاصة في ظل تواصل مسلسل الخطف. واستغلت عصابات تهريب البشر الانفلات الأمني في ليبيا وغياب سلطة تكبح أنشطتهم في الهجرة غير الشرعية. وتحوّلت ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، إلى مركز جذب للآلاف من الراغبين في الهجرة من بلدانهم نحو أوروبا، وخاصة المنحدرين من الدول الأفريقية الفقيرة. إلا أنّ حكومة الوفاق رفعت في الآونة الأخيرة جهودها في التصدي للهجرة غير الشرعية، وذلك عقب اتفاق بالخصوص أبرمته مع إيطاليا. وتسعى روما إلى تعزيز قدرة حكومة السراج على منع تهريب البشر مقابل تقديم تمويل وتدريب، ومن خلال إرسال سفينة للمساعدة في إصلاح سفن قوات خفر السواحل والبحرية التابعة لحكومة طرابلس. وقالت مصادر إن جماعة مسلحة تمنع قوارب المهاجرين من الإبحار عبر البحر المتوسط من مدينة صبراتة غربي طرابلس التي تمثل نقطة انطلاق لمهربي البشر، مما سبب انخفاضا مفاجئا في أعداد المغادرين في شهر يوليو المنقضي. وتسيطر جماعات مسلحة موالية لحكومة الوفاق على مدينة صبراتة الساحلية. وقال ناشط من المجتمع المدني من المدينة طلب عدم نشر اسمه إن الجماعة الموجودة في صبراتة “تعمل على الأرض والشاطئ وتمنع مغادرة المهاجرين في قوارب صوب إيطاليا”.600 ألف مهاجر من شمال أفريقيا وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ عام 2014 وقال تقرير نشرته وكالة “رويترز” إن أعداد من وصلوا من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، وهي طريق الهجرة الرئيسي إلى أوروبا هذا العام، هبطت بأكثر من 50 في المئة عن أعدادهم في العام السابق. وأضاف أن أعداد الوافدين في شهر أغسطس حتى الآن انخفضت بأقل من هذه النسبة. ويشهد شهرا يوليو وأغسطس ذروة حركة قوارب المهاجرين لأن أحوال الطقس تكون مواتية. ووصل نحو 600 ألف مهاجر من شمال أفريقيا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ عام 2014، وهو ما يختبر قدرة البلاد على التعامل مع هذه القضية. ولقي أكثر من 12 ألفا حتفهم خلال محاولة الوصول إلى إيطاليا. وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن مهاجرين جرى إنقاذهم من البحر المتوسط الأسبوع الماضي أكدوا أن الأوضاع تغيرت في صبراتة. وأجرت المنظمة مقابلات مع مهاجرين وصلوا إلى تراباني في صقلية السبت. وقال فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المنظمة في روما “قالوا إن مغادرة صبراتة كانت صعبة جدا. هناك أشخاص يمنعون القوارب من الإبحار وإذا خرجت إلى البحر يقع إعادتك فورا”. وأضاف أنه تم رد البعض من المهاجرين على أعقابهم قبل أن يصلوا إلى صبراتة. وأفادت وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) الأسبوع الماضي أن “اشتباكات في صبراتة” أسهمت في التراجع الذي شهده شهر يوليو، وأشارت أيضا إلى تقلب الطقس وزيادة وجود قوات خفر السواحل الليبية. وساهم انسحاب ميليشيا البوني التي تسيطر على تجارة تهريب البشر من مطار امعيتيقة في تقليص تهريب المهاجرين من بنغلادش وشمال أفريقيا عبر مطار امعيتيقة في طرابلس، وذلك بحسب مسؤولين ليبيين وأوروبيين. ولا يجد الانفلات الأمني الذي تعاني منه العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية عموما نفس الجهود التي تقوم بها حكومة الوفاق في التصدي للهجرة غير الشرعية، إذ مازالت الميليشيات تسيطر على أغلب المدن وسط استمرار حالات الخطف. واختطف مسلحون مجهولون نهاية الأسبوع الماضي ثلاث طالبات من جامعة طرابلس. وحمّل أعيان وشيوخ منطقة المعمرة التي تنحدر منها الطالبات مسؤولية خطفهن للسراج ووزير داخليته عارف الخوجة، وكذلك للأجهزة الأمنية ممثلة في مركز شرطة الجامعة وآمر قوة الردع عبدالرؤوف كارة. ونشرت قوة الردع التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الشهر الماضي فيديو لاعترافات تبيّن تفاصيل عمليات الخطف التي يتعرض لها المواطنون في طرابلس. وقال شخصان ظهرا في الفيديو إن عملية الخطف تبدأ برصد الضحية ثم اختطافها واقتيادها إلى مزرعة مهجورة، حيث يتم الاتصال بعائلته من أجل طلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحه.

مشاركة :