قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الإثنين) استراتيجية جديدة للولايات المتحدة في أفغانستان، تقضي بإرسال مزيد من الجنود وممارسة ضغط متزايد على باكستان التي دعاها إلى الكف عن إيواء «إرهابيين». وقال ترامب في خطاب ألقاه من قاعدة «فورت ماير» قرب واشنطن: «حدسي كان الانسحاب. لكن بعد دراسة الوضع الافغاني من الزوايا كافة، فإن الانسحاب سيؤدي إلى فراغ يستفيد منه الإرهابيون»، مؤكداً ان باكستان «ستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين يزعزعون أمن أفغانستان المجاورة». وحذّر ترامب في خطابه الحكومة الأفغانية من أنّ الدعم الأميركي الذي سيتواصل في مواجهة عناصر حركة «طالبان» على الأرض لن يكون «شيكاً على بياض». وتابع: «أميركا ستواصل العمل مع الحكومة الأفغانية طالما أننا نرى عزماً وتقدّماً. لكنّ التزامنا ليس بلا حدود. الأميركيون يريدون رؤية إصلاحات حقيقية ونتائج حقيقية». وأردف: «في وقت من الأوقات، وبعد جهد عسكري ناجح، ربما يكون من الممكن أن يكون هناك حل سياسي يشمل جزءاً من طالبان أفغانستان، لكنّ أحداً لا يمكنه أن يعلم ما إذا كان هذا سيحصل ومتى قد يتحقق». وأضاف: «لن نتحدث عن عدد الجنود لأنّ أعداء أميركا يجب ألا يعرفوا مشاريعنا أبداً»، موضحاً ان بلاده ستضاعف جهودها، رافضاً الكشف عن نواياه العسكرية. ورحب الأمين العام لـ «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ بخطاب ترامب قائلاً ان «الحلف الذي تدخل في افغانستان بعد اعتداءات أيلول 2001 بطلب من أميركا، لن يسمح بان يصبح هذا البلد مجدداً ملاذاً للارهابيين». واستناداً إلى مسؤولين كبار في البيت الأبيض، فإنّ ترامب سمح لوزارة الدفاع بنشر ما يصل إلى 3900 جندي إضافي. ورداً على خطاب ترامب، توعدت «طالبان» اليوم بأن افغانستان ستصبح «مقبرة» للولايات المتحدة. وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان: «اذا لم تسحب الولايات المتحدة جنودها من افغانستان، فان افغانستان ستصبح قريباً مقبرة اخرى لهذه القوة العظمى في القرن الـ 21». وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون شدد في بيان على أن الولايات المتحدة «مستعدة لدعم محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بلا شروط مسبقة». وطلب ترامب من الهند أيضاً زيادة جهودها لحل هذا النزاع، بعد مرور 16 عاماً على أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، التي دفعت الولايات المتحدة إلى شن عملية عسكرية واسعة ضد «طالبان». وقُتل حوالى 2400 جندي أميركي في أفغانستان منذ العام 2001، فيما أصيب أكثر من عشرين ألفاً آخرين بجروح. وكان ترامب قد دعا إلى الوحدة بين جميع المواطنين في الولايات المتحدة، بعد أكثر من أسبوع على أعمال العنف التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل. وأوضح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اليوم أنه في انتظار خطة من رئيس هيئة الأركان المشتركة تلي إعلان استراتيجية الرئيس دونالد ترامب لجنوب آسيا، قبل أن يتخذ قرارا في شأن عدد القوات الإضافية التي سترسل إلى أفغانستان وقال للصحافيين خلال زيارة إلى بغداد «عندما يصلني ذلك منه سأقرر عدد القوات الإضافية التي نحتاج إرسالها. قد يكون العدد الذي يجري الحديث عنه أو غيره». وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب منح ماتيس سلطة إرسال حوالى أربعة آلاف جندي إضافي للعدد الموجود بالفعل في أفغانستان، والبالغ ثمانية آلاف و 400 تقريباً
مشاركة :