حمار عمّ عطية.. مثال واضح لمؤامرة قوى “الاستحمار” العالمي على بلادنا. الآخرون يستهدفون حميرنا والاستفادة منها علميا.العرب محمد هجرس [نُشر في 2017/08/23، العدد: 10731، ص(24)] قرأت قبل سنوات أن الحكومة وافقت على عرض ياباني بشراء مليون حمار بعد أن اكتشفت شركة دوائية أن جِلدها بالذات غني بمواد وتركيبات لإنتاج عقاقير طبيّة. بصراحة، فرحت جدا.. فالعرض “الخواجاتي” أعاد الاعتبار لـ”حاجة” مصري، لذا أحضرت آلة حاسبة لأحسب العائد القومي للصفقة، والذي سيقترب من مليار دولار “ينهّق” أو “يرفس” في خزينة الدولة، فينعشنا قليلا كمواطنين، هذا إذا لم “يهبش” رجل أعمال الصفقة، أو يندِّد ناشط أو متشدِّد ـ من إياهم ـ متّهما الحكومة بالتفريط في ثروتنا المجيدة، وأن الأجانب “الكفار” سيعيدونها إلينا على شكل روبوتات “حميرية” بشكل عصري! والله فكرة.. روبوت “حميري” أصغر حجما، لا يزعجك بنهيقه ولا يحتل مساحة أو يسبّب تلوثا بل يمكنك طيّه في جيبك، وإذا أردت استخدامه فما عليك إلا أن تهزَّ إليك بجذع الريموت كنترول، فيسّاقط عليك “حمارا جنيّا”، لن يكلفك أكلا ولا شربا، ويعمل بالطاقة الحرارية المنبعثة من جسدك إذا كنت رجلا، أما إذا كنت امرأة فالنتائج غير مضمونة، لأن حاسة شم الروبوت لم تتعرَّف بعد على الرائحة “الحريمي”، وهذه مشكلة يعكف علماء اليابان على حلّها حفاظا على رائحة المرأة العربية لأنها دُرَّة مكنونة وجوهرة مدفونة في هذه المأفونة! تذكرت حمار جارنا عمّ عطية الذي يعود به من “الغيط” وهو نائم، ثم يقف أمام الباب مطلقا عدة “نهقات” متتالية، تنبِّه مَن بالدار إلى استلام “الجثة” وما إن يفيق حتى يصرخ فيهم “مين الحمار اللي جابني هنا؟”، فنضحك نحن عيال الحارة! حمار عمّ عطية.. يومها كان غير قابل للبيع، فما بالنا اليوم وأحفاده قابلون للتصدير والسلخ في بلاد الغربة! لن يلوم أحد الحمير على هجرتها، لأنها بعد كل هذه القرون في بلاد كانت تغني فيها “بلاد العرب أوطاني” سيغنُّون لها ويدلّلونها باعتبارها “حمير حُبِّنا” ولن تجد من يُعيِّرها بـ”حموريتها” أو يذّكرها بما صُرف على البنية التحتية، وكيف أن الحكومة الرشيدة (حفظها الله) تدعم رغيف الخبز بملايين “الملاطيش”.. ولن يقول لها أحد إنها لا تفهم في الديمقراطية أو أن “برستيج” الرَّفس وأدب النهيق يستوجبان ألا يعلو صوتها في حضْرةِ مسؤول كبير أو زائر أجنبي. حمار عمّ عطية.. مثال واضح لمؤامرة قوى “الاستحمار” العالمي على بلادنا. الآخرون يستهدفون حميرنا والاستفادة منها علميا.. وليس كما عندنا نرمي لحمه للكلاب، أو كما في بلدان أخرى لسنا منها بحمدِ الله بيعملوا منها “كباب وكفتة”..! محمد هجرس
مشاركة :