الأميرة ديانا تأسر القلوب بعد عقدين من رحيلهاعادت الأميرة ديانا لتحتل أذهان البريطانيين وتتصدر الصفحات الأولى في الصحف والبرامج التلفزيونية الوثائقية ولا سيما الأماكن التي كانت تزورها بعد عقدين من رحيلها، وسط تجدد النظريات التي تتناول قصة مصرعها.العرب [نُشر في 2017/08/24، العدد: 10732، ص(12)]ديانا مقهى العراقيين والعرب في لندن لندن – غلب التوتّر على عبدالباسط داود فسكب معظم الكابتشينو في طبق الفنجان خلال المرة الأولى التي قام فيها بخدمة الأميرة الراحلة ديانا. وبعد عقدين من الزمن تقريبا على مصرعها في حادث سيارة في نفق في العاصمة الفرنسية باريس مازال عبدالباسط يعمل محاطا بصور المرأة التي يصفها بأنها “أميرة الشعب” في مقهاه الذي أطلق عليه اسم “مقهى ديانا” بجهد شخصي منه لإبقاء ذكراها على قيد الحياة. وقال عن مقهاه، الذي أسسه عام 1989 على مقربة من كنسينغتون غاردنز، حيث القصر الذي كانت تسكنه الأميرة الراحلة “وعدي لها أن يظل هذا المكان تحيّة لها”. ويعتبر عبدالباسط أن الاحتفاء بحياة الأميرة الراحلة هو “عمله اليومي” في المقهى الذي كانت ترتاده ديانا بانتظام وحيث بات بإمكان الزبائن أن يتناولوا طبق سلطة ديانا أو ديانا برغر. ووصف صاحب المقهى الأميرة ديانا بأنها “أميرة الشعب على الدوام”. وقال بحرقة إنه “لا يصدق أن النسيان قد يطويها يوما من الأيام”. لكن الكثير من البريطانيين الشباب لا يشعرون بالافتتان بالأميرة الراحلة رغم تفهّمهم لذلك. وغطى الإعلام البريطاني والعالمي تفاصيل الصراعات التي خاضتها ديانا للاندماج في العائلة المالكة. وقال ستيفن باتلر في منطقة غرب لندن حيث كانت تعيش الأميرة “أعتقد أنها ربما كانت تعني أكثر لأمي”، مضيفا أنه “عندما توفيت أذكر أن أمي أيقظتني وهي ترتعش وكانت منهارة تماما”. وتقول الطالبة شيرمين جريجوريوس التي كانت في الثالثة من عمرها فقط عندما توفيت الأميرة إنها تعتبرها “رمزا للعطف” بعد القصص التي روتها لها والدتها عنها. وعلى الرغم من اضطلاع العائلة المالكة بواجبات خيرية على الدوام، فإن أميرة ويلز ديانا اشتهرت بتأدية أعمال خيرية تتجاوز ما كانت تفعله العائلة أو أي من المشاهير في ذلك الوقت.أنغريد سيوار: في الواقع وبعد عقدين من رحيل الأميرة ديانا لا يوجد أبدا من يشبهها وسواء في نشاطها الخيري أو في حياتها الملكية كان معروفا عن ديانا تمردها على الأعراف. وطيلة فترة ارتباطها بولي العهد الأمير تشارلز شاركت في حملات لمنع الألغام الأرضية رغم معارضة الحكومة وليس انتهاء بخرق البروتوكول الملكي بالحديث عن معاناتها الشخصية مع مرض البوليميا والخيانة. وقالت أنيكا ويجوريا البالغة من العمر 30 عاما، وهي مديرة مشروع، لقد “أظهرت وجها جديدا للملكية بأكملها.. كانوا صارمين وكانت ليبرالية للغاية”. وفي مطعم دا ماريو يتذكر ماركو مولينو جانبا آخر من ديانا ويصفها بالمرأة “الواقعية” التي تحب تناول الأطباق الإيطالية مع ولديها الأميرين وليام وهاري ومع أصدقائها. وقال وهو على مقربة من لوحة زيتية للأميرة على الحائط “كانت شخصيتها طبيعية للغاية وتلقائية وودودة جدا”. وأضاف “أعتقد أن هذا ما أرادته حقا.. القليل من الحياة الطبيعية وهنا كان أحد الأماكن التي يمكن أن تحقق ذلك”. وأكد رونالد فان برونكهورست الذي يعيش فوق مطعم دي ماريو منذ السبعينات من القرن الماضي أنها لم تأت أبدا إلى المطعم باستعراض مبهرج. وقال برونكهورست “لن يفارقنا إرثها أبدا.. تفكر فيها طوال الوقت خصوصا في المنطقة التي نعيش فيها”. وقضت الأميرة ديانا نحبها عن 36 عاما في الـ31 من أغسطس عام 1997 مع عشيقها دودي الفايد، ابن رجل الأعمال ذي الأصول المصرية محمد الفايد، عندما تحطمت السيارة التي كانت تقلهما في نفق بباريس أثناء انطلاقها بسرعة شديدة هربا من المصورين المتطفلين الذين كانوا يلاحقونهما على دراجات نارية. وكانت ديانا الزوجة الأولى لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وهي الأميرة المتألقة في قلب حكاية ملكية دارت فصولها تحت أضواء أجهزة الإعلام مما جعل منها أشهر امرأة بين نساء العالم قاطبة حتى اليوم. وأطلقت وفاتها أكبر موجة شعبية من الحزن في بريطانيا في العصر الحديث ولم يفتتن العالم منذ ذلك الحين بأحد مثلما افتتن بالراحلة ديانا. وقالت أنغريد سيوارد رئيسة تحرير مجلة “ماجيستي” ومؤلفة كتاب “ديانا: الكلمة الأخيرة” “لم يوجد أبدا من يشبه ديانا”.
مشاركة :