تُمنح الأديبة والمؤلفة اللبنانية إمِلي نصرالله الوسام الفخري الرسمي باسم جمهورية ألمانيا الاتحادية، الذي يقدّمه المعهد الثقافي الألماني «غوته» سنوياً لشخصيات تميَّزت في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات، كما أعلنت دار «هاشيت أنطوان/ نوفل». يقدّم رئيس المعهد الثقافي الألماني «غوته» كلاوس ـ ديتر ليمان الوسام الفخري الرسمي باسم ألمانيا للأديبة اللبنانية إملي نصرالله في احتفال في قصر فايمار بألمانيا في 28 أغسطس الجاري، حيث سيتلو خطاب منح الأوسمة كل من المفوض الفيدرالي لأرشيف وزارة أمن الدولة ماريان بيرثلر، والصحافية إمِلي ديشي بيكر، وعالمة الاجتماع كريستا فيشتريش. وتمنح أوسمة غوته للعام الجاري تحت شعار «اللغة مفتاح». ويأتي تكريم الفائزات الثلاث وهما إضافة إلى نصرالله، الناشرة الهندية أورفاتشي بوتاليا، والناشطة الروسية في مجال حقوق الإنسان إيرينا شيرباكوفا، على خلفية المواقف الجريئة والشجاعة التي اتّخذنها إزاء مواضيع محرمة في مجتماعتهن، ومن ضمنها العنف ضد المرأة وإحياء الذاكرة الجماعية، كما ذكر المعهد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني. أعمال إملي نصرالله واحدة من الكتّاب المشهورين في العالم العربي التي تتولى دار «هاشيت أنطوان/ نوفل» نشر غالبية كتبها. من خلال أعمالها التي تتوجّه إلى الكبار والصغار، تستخدم نصرالله لغة شاعرية لوصف الحياة اليومية في لبنان خلال فترة الحرب. ولدت عام 1931، في كنف عائلة مسيحية في قرية في جنوب لبنان. عملت في مجال التعليم، ثم في الصحافة حيث غلب عليها الأدب فانصرفت إلى كتابة الرواية والقصة ورواية الفتيان والأطفال والسيرة. أكثر ما شغلها موضوع الهجرة فكانت رائدة فيه. في عام 1962، نشرت باكورتها الروائية بعنوان «طيور أيلول» التي نالت عنها ثلاث جوائز عن الأدب العربي. كذلك تشكل هذه الرواية واحدة من الروايات التي تُدرّس بانتظام في المدارس اللبنانية اليوم، وتعتبر رواية كلاسيكية من الأدب العربي. وإلى جانب الروايات والمقالات ومجموعات القصص القصيرة للكبار، نشرت إملي نصرالله سبعة كتب للأطفال، وركّزت بشكل أساسي في كتاباتها على الحياة القروية في لبنان، وجهود المرأة التحررية، والمشاكل المرتبطة بالهوية القومية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، والهجرة. وفيما كان لبنان يتخبّط في الحرب بين عامي 1975 و1990، أصبحت روايات نصرالله وقصصها القصيرة بمنزلة نداء استغاثة من المجتمع المتفكك والمتفلت. وفي كتابها المعروف «يوميات هر» (ماذا جرى لزيكو، 1997، النسخة الإنكليزية 2001)، وصفت الحياة اليومية خلال فترة الحرب في بيروت المحاصرة من منظار الهر. ورغم تدمير منزلها ومقتنياتها جرّاء القصف خلال الحرب الأهلية اللبنانية، رفضت الكاتبة اللبنانية المنفى. روايات مترجمة إلى الألمانية خلال الاحتفال سينوه رئيس الجائزة بأعمال إميلي نصرالله الأربعة المترجمة حتى الآن إلى الألمانية: «طيور أيلول»، «يوميات هر»، «الجمر الغافي»، و«الإقلاع عكس الزمن»، وهي بعض مؤلفاتها المترجمة إلى لغات عالمية من بينها الإنكليزية والدنماركية والفنلندية والتايلندية والفارسية. احتراما لهذه المناسبة الأدبية الكبرى، ستشهد ألمانيا في 28 أغسطس ظاهرة أخرى هي «ليلة المتاحف»، وستفتح المتاحف أبوابها في أنحاء البلاد.
مشاركة :