يضرب عدد من المعتقلين السياسيين، بمن فيهم سجناء رأي إيرانيون، عن الطعام احتجاجا على "ظروف احتجازهم القاسية والمهينة وغير الإنسانية" في سجن كرج بمحافظة ألبرز الذي يخضع لأقصى درجات الحراسة، حسب ما أفادت به منظمة العفو الدولية "أمنستي". وذكرت المنظمة أنه تم مؤخرا نقل معتقلين سياسيين بسجن رجايي شهر إلى جناح حديث حيث وصفت ظروف الاحتجاز بالـ"خانقة". وأوضحت أن المعتقلين "محتجزون بزنازن تغطي نوافذها قطع حديدية ومحرومون من الماء الصالح للشرب والأكل إضافة إلى عدم توفر أسرة كافية". وأردفت أمنستي أن السجناء محرومون من الزيارات العائلية، ولا يُسمح لهم باستخدام الهاتف، وهي أمور متوفرة في سجون أخرى. وتعليقا على هذه المعطيات، قالت ماجدالينا مغربي، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أمنستي "إنه من المخزي أن تصل ظروف الاحتجاز إلى هذا السوء، ما يدفع سجناء يائسين إلى شن إضراب عن الطعام للمطالبة بشروط احتجاز تحترم أبسط مقومات الكرامة الإنسانية". وأضافت مغربي أن هذا الوضع يكشف الضرورة الملحة بالنسبة لإيران لإجراء إصلاحات على أنظمة سجونها القاسية. "على السلطات الإيرانية توفير الأكل اللائق والماء الصالح للشرب والتطبيب لكل المحتجزين بسجن رجايي شهر وفي أقرب وقت ممكن"، تتابع مغربي. وذكرت المنظمة أنه في 30 تموز/يوليو الماضي، تم نقل 53 معتقلا سياسيا وبشكل عنيف إلى الجناح 10 في سجن رجايي شهر. ومن بين هؤلاء المعتقلين مدافعون عن حقوق الإنسان ونقابيون وصحافيون بالإضافة إلى طلاب وأعضاء في جماعة البهائيين المضطهدة في إيران. وحسب معلومات توصلت بها أمنستي، أضرب 17 معتقلا على الأقل عن الطعام احتجاجا على عملية نقلهم، غير أن سلطات السجن عاقبت البعض منهم بالاعتقال الانفرادي لمدة 12 يوما. وأكدت مغربي على ضرورة "احترام كرامة وإنسانية كل السجناء بما يتناسب مع معايير حقوق الإنسان الدولية". ودعت المنظمة الحقوقية السلطات الإيرانية إلى السماح لمراقبين دوليين، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في إيران، بإجراء تحقيقات بسجن رجايي شهر وسجون أخرى في باقي البلاد. وكانت ثلاث معتقلات سياسيات بسجن إيفين قد أعربن في رسالة عن تضامنهن مع مطالب المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجن كرج. وقالت الرسالة إن "الصمت وعدم اتخاذ أي تدابير هما غطاء سياسي للاستمرار في انتهاكات حقوق الإنسان". وطالبت المعتقلات الثلاث المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان في إيران وكل الناشطين السياسيين بالتحرك الفوري لإنقاذ أرواح المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام.
مشاركة :