أكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو أن الدعم السخي الذي يحظى به الدفاع المدني من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه -حفظهما الله- يجسد اهتمام الدولة وفقها الله وحرصها الدائم على توفير سبل الراحة والاطمئنان للحجاج والمواطنين والحفاظ على سلامتهم، وينعكس على تطور هذا القطاع الحيوي المهم وتحديث قدراته وتوسيع خدماته من أجل تحقيق خدمة مستدامة في جميع مناطق المملكة. وشدد مدير عام الدفاع المدني، في حوار مع «الرياض» على أن سلامة حجاج بيت الله الحرام أولوية قصوى وهدف رئيس يعمل عليه جميع منسوبي الدفاع المدني، منوهاً بأن الدفاع المدني أكمل كافة الترتيبات والتجهيزات البشرية والآلية للمشاركة في أعمال الحج لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وفق توجيهات القيادة الرامية للعناية والاهتمام بحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وفيما يلي نص الحوار: أولوية قصوى تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين أولوية قصوى لخدمة ضيوف الرحمن كيف تنظرون إلى جهود الدفاع المدني في هذه المهمة؟ إن المملكة قيادة وشعباً تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين، ويلمس كل حاج أو معتمر أو زائر لمكة المكرمة والمدينة المنورة ما تبذله حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه من جهود جبارة في هذا المجال فهي تعمل دوماً على تقديم جميع الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتسخر جل اهتمامها لعمارة الحرمين الشريفين. وإننا في الدفاع المدني نشعر بكل الفخر والاعتزاز بتنفيذ رؤية الدولة في الحج، لخدمة حجاج بيت الله الحرام، عبر الوقوف المباشر على كل ما يقدم لهم من خدمات، والدفاع المدني وهو يباشر مهامه في هذه الخدمة فإنه يضع أمن وسلامة الحجاج أولوية قصوى يجند كل إمكاناته من أجل تحقيقها، وبما يمكن ضيوف الرحمن من تأدية نسكهم بكل يسر وسهولة. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن رفع باسمي وكافة منسوبي الدفاع المدني عظيم الشكر والامتنان لسمو وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود -حفظه الله- لاهتمامه بتحقيق أعلى درجات السلامة لضيوف الرحمن، وتسخيره طاقات الوزارة لتسهيل هذه الشعيرة على حجاج بيت الله الحرام منذ قدومهم لأرض المملكة وأثناء تنقلاتهم بين أرجاء الديار المقدسة وطيلة إقامتهم وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين. كما أقدم شكري وامتناني لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة حفظهما الله-، لما يقومان به من متابعة دقيقة ومستمرة وإشراف مباشر لأعمال الدفاع المدني طوال موسم الحج، مما يسهم في التنفيذ العالي والدقيق للخطة العامة للدفاع المدني بالحج من قبل كافة الجهات المشاركة كل في حدود منطقته ومسؤولياته. خطة تدريبية حدثنا عن أبرز ملامح الخطة التدريبية لموسم حج هذا العام؟ تميزت خطة التدريب لحج هذا العام بالتركيز على البرامج بشكل مكثف للعاملين بالفرق الميدانية بالعاصمة المقدسة والمشاعر بالإضافة إلى البرامج العامة لجميع العاملين في مختلف المواقع حيث غطت محاور مختلفة منها مكافحة الحرائق ومسبباتها، وكذلك حوادث الإنقاذ الجبلي والإنقاذ المائي والسلامة والحماية المدنية، ويتم تنفيذ هذه الخطة بواسطة نخبة من المدربين المتميزين من مختلف مناطق المملكة. ومن ضمن البرامج والخطط المعدة هذا الموسم تم إلزام مؤسسات الطوافة بتعيين العاملين بمجال الأمن والسلامة بالمخيمات وتحديد من لديه دورات تدريبية في مجال السلامة والحماية من الحرائق كما يتم عقد دورات تدريبية قصيرة لمن يحتاجها من العاملين في الحج. مركز العمليات نود أن نتعرف على أبرز مهام مركز عمليات الدفاع المدني بالحج؟ مركز عمليات الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة يضطلع بالعديد من المهام خلال موسم الحج، منها تنظيم وضبط الاتصالات الواردة والصادرة، تحديد دور القيادات في مسرح العمليات منعاً لتداخل الاختصاصات، إضافة إلى إدارة الأحداث وتنسيق الأعمال الميدانية، المراقبة الأمنية من خلال المراقبة والمتابعة التلفزيونية لمواقع تجمع الحشود البشرية، والمواقع الحرجة أو ذات الخطورة المتوسطة والعالية، وكذلك المراقبة لمواقع الحوادث أثناء مباشرتها بالمشاعر، توثيق جميع الحوادث التي يتم الإبلاغ عنها عن طريق تسجيلها بنظام الحاسب الآلي للمديرية العامة للدفاع المدني، مع القيام بالمهام الخاصة بمواجهة المخاطر المحتملة لكافة الافتراضات والتي تشمل الإجراءات وآليات العمل (قبل وقوع الحدث، وأثناء وقوع الحدث، وبعد الانتهاء من الحدث)، وتمرير متطلبات العمل الميداني المطلوبة من الجهات الأخرى في حالات الطوارئ إلى المركز الوطني للعمليات الأمنية الموحدة؛ لتتم متابعة تأمينها حتى وصولها لموقع الحدث من قبل مندوبي القطاعات الأمنية والعسكرية، والجهات الحكومية، إضافة إلى مراجعة الخطط التفصيلية لجميع الجهات المشاركة في الحج، ومتابعة تنفيذ هذه الخطط في جوانب العمل التنفيذي الميداني، وإدارة الدعم والإسناد الوارد في هذه الخطط من قبل مركز عمليات الدفاع المدني، والرفع بتقرير يومي عن الوقائع اليومية الأول لمقام سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، وتقرير آخر لإمارة منطقة مكة المكرمة. وتماشياً مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030 نحو زيادة وتيرة النمو والتطور في مختلف المجالات فقد بادرت المديرية العامة للدفاع المدني بالانضمام للمركز الوطني للعمليات الأمنية الموحدة بمنطقة مكة المكرمة، لتحقيق التنسيق والتكامل بين كافة الجهات الأمنية. توظيف التقنية ما التكنولوجيا الحديثة التي تم توظيفها لخدمة مهام الدفاع المدني بالحج؟ تمثل تقنيات نظم الاتصالات، وبرامج الحاسب الآلي والمعلومات العصب الرئيس للدفاع المدني في أداء مهامه، ومن هذا المنطلق يتم في موسم حج هذا العام استخدام تــطــبـيــق نـــظــــم الــمــعـــلــومــات الـجــغــرافــيـــــة (G.I.S) الإلكتروني، ونظام الاتصال (تترا) والتي تتضمن العديد من الخصائص والمميزات المتقدمة في نظم الاتصالات. وهذا العام تم توزيع عدد من الأجهزة المتقدمة والمطورة على القيادات الميدانية؛ والتي تمكنهم من التصوير والنقل المباشر لمواقع الأحداث لمركز العمليات مباشرة. كما تم استحداث بعض التقنيات في الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر لتوضيح المتغيرات التي تستجد باستمرار على المنطقة مؤكدة أنه ومنذ أكثر من موسم تم استخدام التطبيقات الذكية في تحديد المواقع والاستدلال على مواقع الحوادث والوصول لها بسهولة كما تم هذا العام إنشاء تطبيق «مشاعر ماب» لتحديد المواقع والاستشعار لأكثر من 3 آلاف موقع داخل المشاعر المقدسة والاستدلال عليها والوصول لها بأقرب وقت. تنسيق مشترك كيف تنظرون إلى مستوى التنسيق مع الأجهزة الحكومية الأخرى ومؤسسات الطوافة؟ يشارك في تنفيذ خطة الدفاع المدني للطوارئ في الحج لهذا العام 32 جهة حكومية منها 27 جهة حكومية و5 جهات استشارية أكاديمية وفنية، ومركز عمليات الدفاع المدني بالحج يقوم بالتنسيق والتعاون مع هذه الجهات على كافة الأصعدة التي تسهم في تحقيق السلامة والحماية من الحريق خلال موسم الحج ويكفل أداء ضيوف الرحمن لنسكهم في أمن وطمأنينة، كما يتم التنسيق مع وزارة الحج لعقد لقاءات وورش عمل مع مؤسسات الطوافة للاستماع لطلباتهم وآرائهم ومقترحاتهم، وبناء على ذلك يتم التعديل والإضافة على لوائح واشتراطات السلامة الوقائية ضمن الخطة العامة للدفاع المدني، والمديرية العامة الدفاع المدني لا تمانع في إجراء أي تعديل أو إضافة تسهم في إيجاد بيئة مريحة للحجاج شريطة أن لا تأثر ولو جزئياً على حماية الحجيج وسلامتهم. وفي موسم حج هذا العام يتواجد في كل مخيم من مخيمات مؤسسات ومكاتب الطوافة عدد من مجموعات الإشراف الوقائي التي تعنى بأعمال السلامة والتفتيش الوقائي، والتدخل السريع لمواجهة الحوادث الميدانية، بخلاف توفر عناصر من كل مؤسسة من مؤسسات ومكاتب الطوافة معنين بأعمال الأمن والسلامة وفقاً للمتطلبات والاشتراطات في المخيمات بالمشاعر المقدسة حيث تمثل (عناصر الأمن والسلامة) الحلقة الأولى لسلامة ضيوف الرحمن، وعلى التواصل مباشر مع مجموعات الإشراف الوقائي المتواجدة بالمخيمات، بخلاف التنسيق والتواصل بين غرفة العمليات بوزارة الحج والعمرة، ومركز عمليات الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة بالحج، ومركز عمليات الطوارئ عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي على مدار الساعة لمتابعة وإدارة الأعمال الميدانية، بما يمثل واحدة من صور تحقيق التكامل والتنسيق والتعاون الوثيق بين الجهات المعنية بتقديم الخدمات لضيوف الرحمن. مخاطر محتملة مبيت حوالي مليوني شخص بمشعر مزدلفة أو المرور به يشكل هاجساً لكل الجهات المشاركة في الحج ومنها الدفاع المدني.. ما هي المخاطر المحتملة في هذا الموقع وكيف يتم التعامل معها؟ وفق ما تم من دراسات وبحوث في الأعوام السابقة فإن أهم المخاطر المحتملة بمشعر مزدلفة يمكن إجمالها في وقوع حوادث الحرائق، الحوادث الطبيعية مثل الأمطار والسيول والعواصف والرياح الشديدة، الصخور، ومخاطر الازدحام والتدافع عند محطة قطار المشاعر، وطرق المشاة وحدوث الإجهاد الحراري. ومن خلال دراسات المخاطر التي قد يواجهها الحجاج عند المبيت بالمشعر في السنوات الماضية وكذلك من خلال معطيات الحديثة والتطور الذي تشهده المشاعر المقدسة كل عام فقد اتخذت الإجراءات اللازمة لتجديد الخطط وتحديثها وزيادة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لحماية الحجاج والتي تهدف إلى منع وقوع خطر والحد والتخفيف من آثاره ونتائجه عند وقوعه (كعمل استباقي)، وإعداد خطط الاستجابة السريعة والفاعلة والتدخل اللازم لمواجهة الخطر عند حدوثه، والتنسيق المستمر مع الجهات ذات العلاقة وتنسيق تدخلها وفق جدول، زمني يضمن تقديم الخدمة وتقليل الآثار المترتبة عن الحالات الطارئة. طواري المدينة وماذا عن خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ بالمدينة المنورة؟ خطة الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة تتم عبر مرحلتين؛ الأولى قبل بدء مناسك الحج، والثانية بعد انتهاء المناسك وحتى 15 من شهر محرم المقبل، عبر ثلاثة محاور؛ تشمل الجوانب الوقائية من خلال تفقد جميع منشآت إسكان الحجاج بالمدينة، وتسيير فرق الإشراف الوقائي على جميع المنشآت التي تقدم خدماته الحجاج. يأتي بعد ذلك محور العمليات الذي يهدف للاستعداد الكامل لمواجهة حالات الطوارئ، حيث تم استخدام فرق موسمية لتغطية جميع طرق وصول الحجاج للمدينة، بخدمات الدفاع المدني، وتشكيل قوة للتدخل في الحالات الطارئة بالمسجد النبوي الشريف. بالإضافة إلى محور أعمال الحماية المدينة والمتمثل في تنفيذ خطط الإخلاء والإيواء واستقبال المتطوعين وتنفيذ برامج التوعية الوقائية بالتنسيق مع وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما تم هذا العام إنشاء جناح تثقيفي بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة. عمل تطوعي كم عدد المتطوعين في أعمال الدفاع المدني في الحج وما آلية الدفاع المدني في اختيارهم؟ الدفاع المدني يولي المتطوعين أهمية لذا تم وضع آلية محددة لاختيار العاملين في مجال العمل التطوعي وآلية أخرى لعملية الاستقطاب لهؤلاء المتطوعين، حيث تم تخصيص منصة خاصة بالتسجيل في عملية التطوع عبر موقع الدفاع المدني على الإنترنت، متاحة على مدار العام، وعند بداية الاستعداد لموسم الحج يتم فتح أيقونة خاصة في هذه المنصة من خلال الإعلان عن ذلك، ويتم استقطاب كل من يسجل في هذه المنصة بمختلف التخصصات ومن ثم يتم فرزهم وقبولهم، وقد بلغ العدد المبدئي للمتطوعين لدى الدفاع المدني حتى الآن 700 متطوع منهم 300 متطوعة ما بين طبيبة وممرضة. ويتم عقد برامج تنشيطية وتأسيسية وتدريبية للمتطوعين ممن سبق لهم التطوع أو المشاركة أو المشاركين للمرة الأولى، وتقدم لهم من خلال هذه البرامج العديد من المهارات التي تكفل سلامتهم وتحقق الأداء الأمثل لخدمة الحجيج.