كيف أكلونا البراغيث؟ - شريفة الشملان

  • 7/28/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) من حقنا ان نفرح بأعيادنا، من حقنا ان ترتفع مصابيح العيد وتسابيح صباحه، من حقنا أن نجد أعيادا رائقة يتقافز أطفالنا ما بين مراجيح ودواليب الهوا. لكن منذ عام والعيد ما عاد عيداً، كل عام يتساقط الشهداء وتموت الطفولة كما يموت الفرح في جوانبها. تركنا اجسادنا لبراغيث عاثت فسادا فيها، فكيف سمحنا للبراغيث ان تقطع في أجسادنا وباركنا تقطعها. كبرت البراغيث على أجسادنا وتجذرت، صارت قبائل نراها في كل مكان. تسير وتنفش صدرها متحدية كل ما حولها، نحن نتصارع وهي تبني على أجسادنا أعشاشها تكبر وتدور. فاذا ما جاءت ساعات الحسم وجدنا كلا يحك قطعة من جسمه كمصابين بجرب ليس منه فكاكا. هل يمكن تصنيف براغيثنا؟، أعتقد نعم أو على الأقل ممكن أن نضع صورة مكبرة لبعضهم، لعل أولهم أولئك الذين سمحنا لهم بتغير البوصلة من اتجاه العدو لذواتنا، فأصبحنا شيعاً كل يريد تصفية الثاني، لم تعد مجالا لنا نتكلم عن حقوق وأبحاث وآراء، أصبح كل همه الانفراد بالساحة وصبغها لونا واحدا فقط، وصوتا واحدا، حيث بدلا من تكوين آراء في التفكير المطلق النقي والعقلانية ذهب البعض بعيدا جدا، للتخوين والكفير والإخراج من الملة. هكذا بكل اختيار أسسنا لبراغيث ترعى بحريتنا وسلامة تفكيرنا. الثاني: نمت براغيث الجشع وإن لم آكلك قد تأكلني!! ونشأت طبقات لا تخجل من السرقات ولا من المتاجرة بالأخلاق والذوق العام في سبيل سحق المثل العليا، أصبحت الأراضي متاجرة في أغلب دول العالم العربي، بحيث ذهب الربح السريع وجني أموال من تراب بالتنمية المستدامة والتعليم والصحة، والأكثر من ذلك بكل ألم كيف تخلينا عن اسمنا العالم العربي لننزوي بزاوية كئيبة اسمها الشرق الأوسط. ونكررها بنشرات أخبارنا ودعاياتنا.. إنها براغيث سرقة الأعمار والتنمية والعيش الكريم، هؤلاء رغم صغرهم كثر وأقوياء، كل ذلك وغيره أدى الى تدني الثقافة الوطنية والحس العربي الاسلامي لأقل درجاته. براغيث أخر صالت وجالت، كيف يمكن ان تكون جيوشا تحارب بأفغانستان ونسيت فلسطين، وبراغيث أخر، فكيف ممكن لشباب يعتبرون قتل المسلمين استشهادا ويتركون الصهاينة المغتصبين يلغون في الدم الفلسطيني. فكيف تغيرت البوصلة ؟! البراغيث تتوالد خاصة انها تركت بلا مبيد بحجمها، فعندما ثارت غزة تماسكت البراغيث مع بعضها ضدها، وهذا الضد أرهق الكاهل وأعجز السواعد.

مشاركة :