ممارسات خاطئة للمتسوقين تكبّد المحال التجارية خسائر فادحة

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: محمد الفاتح عابدينثمة سلوكات خاطئة يرتكبها المتسوقون في المحال التجارية، وتتسبب بالكثير من الخسائر لتلك المحال، لاسيما عندما تُقترف تلك السلوكات في محال تبيع المواد الغذائية التي يتسبب العبث بعبواتها بالتلف المباشر لها. السلوكات الخاطئة من جانب المتسوقين تشمل محال الهايبر ماركت، والأخرى الخاصة ببيع الملابس والمستلزمات المنزلية، التي لم تسلم من أذى المتسوقين، حيث تُشير المقاطع التي تلتقطها كاميرات التصوير في تلك المحال إلى قصص يندى لها الجبين، قد يعتقد كثيرون في بداية الأمر أن أبطالها أطفال يصطحبهم ذووهم خلال رحلة التسوق، إلا أن الواقع يشير إلى أن نصيب الكبار من تلك السلوكات أكبر بكثير مما يرتكبه الأطفال بعفوية. أصحاب تلك المحال والعاملين فوها، أكدوا أن هناك سلوكات عدوانية يرتكبها بعض المتسوقين، لم يتمكنوا من إيجاد تفسير لها، وطالبوا المتسوقين بأن يكونوا أكثر وعياً خلال تسوّقهم، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة التي قد تعرضهم للحرج وللغرامة في بعض الأحيان، لافتين إلى أن حجم الخسائر التي تتكبّدها محالهم تصل إلى أكثر من 1% من إجمالي مبيعاتهم اليومية. يقول خالد محمد، المدير التنفيذي لسلسلة من محال الهايبر ماركت في مدينة العين، ومدن الدولة، إن كثيراً من الممارسات الخاطئة تحدث داخل المحلات بسبب تصرفات بعض الزبائن والروّاد غير المدروسة، حيث يتعامل هؤلاء مع المنتجات المعروضة في أرفف المحال بطريقة غريبة؛ إذ إنهم يعتقدون أن تلك البضائع متاحة أمامهم للتصرف فيها بأي شكل يرونه، طالما أنهم لم يدفعوا ثمنها بعد، حيث كثيراً ما ترصد عدسات كاميرات المراقبة قيام أشخاص بالعبث بمحتويات المحال، والتعامل معها بنوع من العدوانية غير المبررة، لافتاً إلى أن التصرفات التي يتم رصدها طالت عربات التسوق التي يتعامل معها بعض المتسوقين كأنها ملك لهم، حيث يصطحبونها معهم إلى منازلهم؛ الأمر الذي دفعنا إلى تخصيص مركبات لجمعها والتقاطها من الأحياء السكنية، ثم إدخالها إلى الصيانة.لعب الكرةويضيف أن القصص التي يمكن سردها لرصد تلك التجاوزات كثيرة، منها أن أحد الزبائن تم رصده وهو يقوم بفتح عبوات الحليب الطازج ويشمّها ويُرجعها إلى الثلاجة مرة ثانية، حيث اضطررنا إلى التخلّص من تلك العبوات؛ لأنها باتت غير صالحة للاستهلاك، واللافت للنظر أن الزبون لم يقم بشراء الحليب بعد كل الاختبارات التي أجراها. ويضيف أن إحدى السيدات اصطحبت معها أطفالها الذين صالوا وجالوا في المحل، وتسببوا بإتلاف بعض المنتجات وهم يلعبون الكرة داخل المحل، وبعد انتهائها من التسوق وتوجهها إلى «الكاشير»، قامت بتوبيخ الموظفة، وطالبت باستدعاء المسؤول؛ لأن الموظفة أخطأت في حساب إحدى القطع وطالبتها بسداد ما يعادل درهمين إضافيين، حيث انفجرت الزبونة في وجه الموظفة، وبدأت تكيل لها التهم، ما اضطرنا إلى اصطحابها لأحد المكاتب الإدارية، ومن ثم عرض مقتطفات مما رصدته الكاميرا من أضرار قام بها أطفالها، تفوق قيمتها مبلغ الدرهمين كثيراً، وهو الأمر الذي وضع الأم في موقف مُحرج. ويتابع: «من القصص ما قام به أحد الزبائن عندما رصدته الكاميرا وهو يقوم بالتسوق، ويتناول بعض الأطعمة التي وضعها في العربة، ليقوم بعد ذلك بإيقاف عربته والخروج من المحل من دون أن يشتري أي شيء».ويضيف: «إننا نتسلم تقارير يومية من فرق المبيعات في محلاتنا، وبعد حصر قيمة المواد التي يتم إتلافها من قبل الزبائن، نجد أنفسنا أمام مبلغ كبير». وقال إن تلك الممارسات تزداد في الأوقات التي يكثر فيها الزبائن، حيث تصعب السيطرة على كثير من التجاوزات قبل وقوعها، مطالباً المتسوقين بالتعامل بشكل أكثر ودية مع المحال التي يتردّدون عليها، مؤكداً أن تلك المحال تتحمل الخسائر وحدها، ولا تحمّلها لزبائنها.هامش ربحأما سعيد النعيمي الذي كان يمتلك سوبر ماركت في مدينة العين، فيقول: «كنت أقوم بالتسوق في المحل وأرصد بأم عيني كثيراً من التصرفات الخاطئة». ويضيف: «كنت أعتقد أن من يقوم بها أطفال صغار اصطحبهم أباؤهم معهم وقت تسوقهم، ولكن للأسف وجدت أن نسبة كبيرة من تلك السلوكات تبدر من الكبار، وهو الأمر الذي يستوجب التوقف عنده»، حيث يرى بعض المتسوقين أن صاحب المحل الذي يقصدونه هو المسؤول عن ارتفاع الأسعار، ويمكن معاقبته بإتلاف بعض المنتجات التي يبيعها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التوضيح، خاصة أن كثيراً من أصحاب تلك المحال يقوم بشراء منتجاته من تجار الجملة، ثم يضع هامش ربح بسيط على منتجاته التي يقوم بعض المتسوقين بإتلافها والإضرار بها. ويؤكد أن السلوكات التي تبدر من بعض الزبائن بحاجة إلى تصحيح، خاصة مع انتشار كاميرات المراقبة في جميع المحال التجارية، والتي يمكن العودة إليها لرصد المخرّبين، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. وتروي إحدى العاملات في محل لبيع الملابس قصة تقول، إن عملها يتطلب القيام بتفريغ غرف القياس من الملابس التي تركها الزبائن فيها، بعد تجربة قياسها، وتقول: «كثيراً ما أجد بعض القطع ممزقة داخل تلك الغرف، ولا أجد تفسيراً لهذا الأمر، حيث من المفترض أن يقوم المتسوق بقياس القطعة التي ينوي شراءها، وليس تمزيقها»، مشيرة إلى أن ذلك التصرف يكبّد محلها خسائر كبيرة، خاصة أن بعض القطع التي يتم تمزيقها تكون تكلفتها عالية.

مشاركة :