فاجأتني إحدى القارئات الواعيات في أحد مواقع التواصل، بصدام عنيف، مفاده أن كل الكتاب والمثقفين لدينا، خارج مفهوم المثقف العضوي، ولم تستثن إلا اسمين أو واحداً. هي تشير طبعاً، إلى مفهوم المثقف العضوي الذي تصدى له الفيلسوف الاشتراكي الإيطالي الشهير أنطونيو غرامشي، والذي أشار ببساطة إلى أهمية دور المثقف العضوي في تغيير المجتمعات، تغييراً فعلياً، وليس كنقيضه المثقف التقليدي، الذي حسب غرامشي، يسكن أبراجاً عاجية، مبتعداً عن هموم المجتمع وقضاياه المصيرية. بكل أمانة، عندما أدرت عيني وذاكرتي على غالبية أسماء مثقفينا وكتابنا الصحفيين، بدأت أقتنع ولو بشكل جزئي، باستحالة تحقق مفهوم المثقف العضوي لدينا، ذلك أن معظم هؤلاء الكتاب الصحفيين والمثقفين المنظرين، ليسوا على تماس حقيقي مع بنية المجتمع وهمومه وقضاياه، بسيطها والمعقد، هذا إذا ما اعتبرنا مثلما اعتبره الفيلسوف الإيطالي، أن أهم سمة للمثقف العضوي، هي تماسه واندماجه التام مع قضايا المسحوقين والكادحين في أي مجتمعٍ كان. صراحة إن جُلّ مثقفينا وكتابنا الصحفيين، هم في قطيعة مع هموم الطبقات المسحوقة، وهم في غالبيتهم، عندما يتناولون بعض تلك الهموم فهم يتناولونها من باب البرستيج الكتابي، أو لمصالح ذاتية يريدون الوصول إليها عبر جسر الكادحين وهمومهم، وليس بإيمان في دواخلهم، بأهمية وجود المثقف العضوي، الذي يكاد يكون وجوده، ضرورة ملحة، لا غنى عنها لإحداث التغيير الحقيقي للمجتمعات. عبدالمجيد الزهراني 2017-08-25 12:17 AM
مشاركة :