أين ترى نفسك بعد عشرين عاماً؟!

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

هو تساؤل أصبح ماركة مسجّلة في معظم مقابلات العمل الشخصية، حيث أصبح الشباب يبحثون عن إجابته ما بين صفحات الكتب، وطبعاً لا ينسون سؤال العم «غوغل» الذي يفترض أنّه المعلم الأول فقد تجاوز سقراط وأفلاطون علماً ومعرفة. لكن ما قد يفوت هؤلاء الشباب عند البحث عن الإجابة النموذجية التي تُرضي لجنة المقابلة أنّ لا إجابة سيعثرون عليها خارج محيط أنفسهم. وسيكون ذلك صعباً لمن لا يمتلك هدفاً في حياته، أو من تمتّ صناعة هدفه من قبل الآخرين فأصبح سائراً من دون رؤية. فمثل هؤلاء يسيرون لتحقيق أهداف بشرية محدودة ترتبط بإشباع الحاجات الأساسية لا أكثر، فهؤلاء لم يتجاوزوا قاع هرم ماسلو في الحاجات، فكيف بهؤلاء بالإجابة عن تساؤل، أين أنت بعد عشرين عاماً؟! أهدافنا.. أحلامنا.. صنعناها في الماضي، وعملنا عليها في الحاضر فحتماً سنرى آثارها في المستقبل القريب. هو المكان الذي نتمنى أن نرى أنفسنا فيه بعد سنوات عدة، هل حاول أحدنا أن يسأل نفسه ذلك السؤال من دون الوقوف أمام لجنة المقابلات؟! إنّ معظم الأمور التي تحدث في الحاضر والمستقبل تكون نتيجة لما أقنعنا عقولنا به في الماضي. حدّث نفسك بأنك تستطيع وتقدر، فقد قال الله سبحانه وتعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، فلقد استخلفنا الله عز وجل على هذه الأرض لنعمّرها. فنحن البشر نمتلك طاقة أكبر مما نتخيل لكن تلك الطاقة تبدأ بالذبول والانصهار مع كم الطاقة السلبية التي نتعامل معها في حياتنا اليومية، ما لم نؤمن بقدرتنا على التغيير. ما نراه في رحلة البحث عن الذات ما بين الآباء والأبناء اليوم، لدى بعض الآباء، هو أنّ الاختيار يكون للوالدين في كل شيء، الطعام، الملابس، الأصدقاء، الهوايات، وقد يكون المهنة وحتى شريك الحياة ومعها الأحلام المستقبلية، فأصبحنا نرى أعدادًا لا تتوقف من الأطباء والمهندسين والمحامين و..، لتحقيق رؤية الآباء لا رغبة الأبناء ورؤيتهم، إذاً أين العدالة إذا سألنا من لم يختر أهدافه وأحلامه، أين ترى نفسك بعد عشرين عام؟! أبناؤنا يدركون أنّهم قادرون على صناعة أحلامهم بأيديهم، ونسج أهدافهم بما يتفق مع ما يمتلكون من طاقات، أيّها الآباء كونوا مرافقين في رحلة أبنائكم ولا تمسكوا (دفّة) القيادة عنهم، علموهم من دون سلب حقّهم في الاختيار، حتى يمتلكوا ما يقولونه إذا ما وقفوا يوماً ليجيبوا عن السؤال المعتمد، أين أنت بعد عشرين عاماً؟! د. عبدالفتاح ناجي

مشاركة :