فيما أكد مراقبون أن قرار عودة سفير قطر إلى إيران يؤكد العلاقة بين الإرهاب الإيراني وقطر في المنطقة، قال متحدث الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي حول العلاقات بين بلاده وقطر: إن الدوحة هي من طلبت عودة سفيرها إلى العاصمة الإيرانية، خلال مكالمة بين وزيري خارجية البلدين مساء يوم الثلاثاء الماضي. وأضاف متحدث الخارجية الإيرانية: إن إيران ترحب بعودة السفير القطري إلى طهران، كاشفا أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني طلب عودة سفير بلاده بعد مكالمة جمعته بنظيره جواد ظريف. وفق ما جاء في وكالة «ايرنا» الرسمية. وبرر قاسمي استدعاء السفير القطري إلى الدوحة بأنه تم لبعض الاستشارات، وأن إيران تقدر طلب عودة السفير القطري، وتعتبره خطوة «منطقية وإيجابية». وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، الأربعاء الماضي، أن سفيرها لدى طهران سيعود لممارسة مهامه الدبلوماسية، بعدما استدعته في يناير العام الماضي. وقالت الخارجية القطرية على موقعها الإلكتروني: إن عودة السفير تعبر عن تطلع الدوحة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كافة المجالات. وكانت الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب المملكة ومصر والبحرين والإمارات قد قطعت علاقاتها مع الدوحة في الخامس من يونيو 2017 بسبب دعم قطر لكيانات وشخصيات متطرفة وإرهابية، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان أمير قطر تميم بن حمد اتصل بالرئيس روحاني مهنئا بعيد الفطر، حيث وصف الخليج بـ«الخليج الفارسي». وقال مراقبون: إن العلاقة المحرمة بين نظام الولي الفقيه ونظام قطر بدأت ملامحها تتكشف بشكل جلي، حيث تبرز المواقف الصادرة من الدوحة حجم التآمر بين النظامين. وسبق لدول التحالف العربي في اليمن أن تفاجأت بتعاون نظام قطر مع ميليشيا الحوثي الطائفية المدعومة من إيران، ورشقت اتهامات بدعمها السري لهذه الميليشيا التي انقلبت على الحكومة الشرعية في اليمن، وتريد تحويله لنسخة من نظام الملالي المعادي لمنطقة الخليج والعالم العربي. وفي السياق نفسه، كانت العلاقات الإيرانية القطرية ولا تزال مميزة وودية للغاية رغم خلافاتهما الظاهرية في سوريا، وجاءت تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لتؤكد تقارير عدة سبق أن تحدثت عن تفاصيل أمنية دافئة تربط البلدين خلافا للتوتر الذي ظل في حالة مد وجزر بين الدوحة وأغلبية عواصم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وحاولت قطر دائما الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء في مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، نظرا للشكوك التي تساورها، خاصة إزاء كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهذا يفسر إصرار الدوحة على «اعتبار إيران جزءاً من الحل الأمني في المنطقة» ورفضها اعتبار طهران جزءاً من المشكلة.
مشاركة :