اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بإعادة قطر سفيرها إلى طهران، واسترداد العلاقات الدبلوماسية معها، في آخر خطوات قطر لمواجهة الحصار الدبلوماسي الذي تفرضه الإمارات والسعودية ضدها، والذي قوّض استقرار إحدى مناطق الشرق الأوسط الهادئة. وكانت قطر قد قالت إنها أعادت السفير إلى طهران بعد 20 شهراً من سحبه مساندة للسعودية بعد الهجمات التي تعرّضت لها قنصلياتها في إيران. وتقول الصحيفة إن الخطوة تشير إلى أن قطر تبعث رسالة توبيخ إلى السعودية التي تتهمها بدعم الإرهاب ومارست ضدها حصاراً برياً وجوياً. وأشارت الصحيفة إلى أن الوساطة الكويتية والأميركية والألمانية فشلت في حل الأزمة الخليجية، في منطقة خالية من الحرب واللاجئين والاضطراب السياسي في السنوات الأخيرة، إذ يقول محللون إن الحصار الجزئي قد أضعف مجال التعاون الخليجي، وسيهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي. ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن الأزمة تحوّلت إلى موقف جمود، بعد أن رفضت قطر قائمة أولية بـ 13 مطلباً تضمّنت قطع كل العلاقات مع إيران. لكن الأمور تفاقمت بعد ابتزاز السعودية لقطر بشيخ قطري يعيش في لندن ومحاولة تصديره على أنه حل للأزمة. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن «أمير قطر لا يواجه تهديداً جدياً لحكمه، وإن بعض القطريين اعتبروا استقبال السعودية لذلك الشيخ القطري استفزازاً، وأنه دليل على أن نية السعودية وتحالفها مع الإمارات هو الإضرار بقيادة قطر». وتقول «نيوريورك تايمز» إن المناوشات الدبلوماسية هي أحدث خطوات في أزمة كانت مندلعة حتى الآن في وسائل الإعلام، وسط اتهامات بسرقة رسائل بريدية إلكترونية، ونشر قصص مكذوبة، وسط فشل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في حل الأزمة. وتصرّ قطر على أن علاقاتها مع إيران تنبع من المصالح التجارية، خاصة أن البلدين يتشاركان أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وهو مصدر ثروة قطر، وأيضاً وسط مزاعم بأن الإمارات لها علاقات تجارية كبيرة مع إيران. وذكّرت الصحيفة بمواقف القوة التي اتخذتها قطر في الآونة الأخيرة التي تُعدّ تحدياً لدول الحصار، وهي خطوات تضمن بقاء قطر جذّابة للمستثمرين الأجانب والعمّال. من ضمن هذه الخطوات تشريع قوانين توفر للعمّال الأجانب حماية أكبر، وكثير منهم ضمن فئات الطبّاخين والمنظّفين ومربيات الأطفال، والذين كانت حقوقهم المحدودة ومعاملتهم السيئة في دول الخليج عامة محل تركيز من جانب منظمات حقوق الإنسان.;
مشاركة :