القاهرة: محمد فتحي تحافظ الفنانة صابرين على تواجدها في دراما رمضان كل عام، وتسعى دائماً لتقديم أدوار قوية، وهو ما حصل هذا العام؛ حيث ظهرت بدور مختلف تماماً عما قدمته من قبل؛ وذلك من خلال شخصية الداعية الإسلامية «الإخوانية» «زينب الغزالي»، في مسلسل «الجماعة 2».. وقد تلقت إشادة كبيرة على هذا الدور الذي كانت تخشاه، بينما أكد بعضهم أنها كانت من بين الأفضل في رمضان، وكان الأمر بالنسبة لها صعباً؛ ولكنها قبلت التحدي الذي تعده إضافة قوية لأعمالها السابقة، واستطاعت أن تتألق في ثوب هذه الشخصية التي تتحدث عنها، وعن المنافسة والمكانة الفنية وأدوار البطولة؛ وذلك في الحوار التالي. في البداية ما الذي جذبك إلى دور «زينب الغزالي»؟- الدور كان قوياً جداً، ورأيت أنه سيضيف إلى الأدوار الثقيلة التي قدمتها من قبل، كما أن الدور استفزني جداً لتقديمه، خصوصاً أن شخصية زينب مخيفة وغير تقليدية، وما شجعني أيضاً أن العمل من تأليف وحيد حامد، وهو أستاذ كبير وشرف لي العمل معه، الذي يضيف إلى سيرتي الفنية، وتعتمد أعماله في المقام الأول على الورق، وهو البطل في العمل، مع وجود مخرج موهوب مثل شريف البنداري.ألم تشعري بأنها مغامرة لتقديم هذه الشخصية؟- كنت أشعر بأنه تحد كبير، خصوصاً أنها شخصية قوية وقيادية ولديها وعي وثقافة، فكنت أبحث عن مفاتيح للشخصية، وكنت أتساءل كيف سأجسدها وأتقمصها، وحرصت على الاطلاع على كل ما يخصها وأرشيفها، وشاهدت العديد من الفيديوهات الخاصة بمحاضرات لنساء جماعة «الإخوان» واللقاءات الإعلامية وكل ما كتب عليها، وأنا شخصياً أفضل هذه النوعية من الشخصيات التي تشعرني بمتعة الفن والتجسد.كيف وجدت ردود الفعل على دورك؟- ردود الفعل كانت جيدة جداً، وأنا سعيدة بالتهاني التي تلقيتها فور عرض المسلسل، كما أن زينب الغزالي كانت شخصية مؤثرة في تنظيم جماعة «الإخوان»، وكنت أتوقع أن ينجح العمل، خاصة أنه يكشف الكثير عن حياة جماعة «الإخوان»، التي لم يعرفها الكثيرون.ما أصعب المشاهد التي واجهتك في العمل؟- كل المشاهد كانت صعبة، فمعظم مشاهدي فيها ملاحم ومعلومات كثيرة، ويجب أن أشعر بكل ما أقوله ويقتنع به الجمهور ويصدقه في ظل اللغة العربية الفصحى وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق، كما كانت الصعوبة أيضاً أن هناك مشاهد وأشياء تؤمن بها زينب الغزالي عكس قناعاتي، وفي الوقت نفسه يجب أن أؤديها بمشاعر صادقة، هذا بجانب أن هناك مشهد المبايعة بين زينب الغزالي وحسن البنا، وقد استمر تصويره ليومين؛ لأنه كان عبارة عن 11 ورقة حفظناها أنا وإياد نصار.كيف وصلت إلى ملامح الشخصية رغم الظهور دون ماكياج؟- الماكياج كان موجوداً، لكن كان مقصوداً أن يكون سيئاً؛ بهدف الظهور المختلف للاقتراب من الشخصية الحقيقية، وهذا الأمر كان صعباً أيضاً، لكنني قمت بعمل بروفات مع الماكيير المعروف محمد عشوب ومحمد عبد الحميد، والحقيقة أنهما بذلا مجهوداً كبيراً، بجانب الاستعانة بفريق من أمريكا، وحاولنا أن نصل لأنف قريب لزينب الغزالي؛ لأن أنفي لا يشبه أنفها على الإطلاق، بجانب تغميق لون البشرة.هناك من يقول إن العمل ينقصه نجوم الصف الأول فما رأيك في ذلك؟- هذا الأمر لا يزعجني، وأنا لا أعترف بهذا التصنيف، لكن فريق العمل حقق مفاجأة للجمهور؛ لأنه لعب في منطقة غير قابلة للمنافسة وبطولة جماعية، وقدموا أدواراً مملوءة بالإثارة والتشويق لمعالجة شائكة هي تاريخ «الإخوان» ومعاركهم مع كل رؤساء مصر.هل ترين أن مضمون العمل أهم من النجوم وخصوصاً وسط منافسة دراما رمضان؟- في أعمال وحيد حامد يكون البطل هو النص مع المخرج، ومن يعمل من النجوم في كتاباته بالتأكيد يكون محظوظاً؛ لأن الأدوار في «الجماعة 2» تشع حيوية وتمثيلاً، وأكيد اختيار وحيد حامد والمخرج لمن يجسدون هذه الأعمال فهما يدركان حجم موهبتهم، وقد استمتعت في الكواليس بأداء الأبطال في العمل، وكلهم نجوم تمثيل حتى لو لم يكونوا من نجوم الصف الأول، لكن هذا العمل يصل بهم للتصنيف الأول.لماذا لم يعرض الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس» في رمضان؟- تعاقدي على العمل كان على عرضه خارج رمضان، وكان من الصعب أن أشارك بعمل آخر في رمضان إلى جانب «الجماعة 2»، أضف إلى أننا ما زلنا نقوم بالتصوير في «أفراح إبليس» حالياً، ومن المقرر أن يعرض بعد انتهاء الموسم.ألا تخشين من المقارنة بينك وبين عبلة كامل التي قدمت الدور في الجزء الأول؟- هذه المسألة لا تشغلني وأعلم أن عبلة كامل نجمة كبيرة، لكني أقدم الدور بطريقتي، وهذه المرة الثالثة التي أقدم فيها دوراً درامياً صعيدياً، بعد مسلسلي «شيخ العرب همام، ووادي الملوك»، وهذه المرة أقدمه بطريقة معاصرة خاصة بعد أن حقق نجاحاً كبيرًا في جزئه الأول، وهذا هو التحدي الحقيقي، خاصة بعد رحيل محمد صفاء عامر، وغياب عبلة كامل عنه.كنت تقدمين مسلسلات بطولة مطلقة فلماذا تنازلت عن ذلك منذ سنوات؟- أحب أعمال البطولة الجماعية، فأي عمل فني ناجح قائم على الجماعية وليست الفردية، وهذه ليست المرة الأولى التي أقبل فيها على مثل هذه التجارب، فسبق وقدمتها من خلال مسلسل «وادي الملوك»، و«الشك» وغيرها من الأعمال، فمن الممكن أن يقدم الممثل عمل بطولة مطلقة، وفي النهاية لا يشاهده أحد، أنا أنزل للعمل كي أستمتع بمهنتي التي أحبها، كما أنني أبحث عن الأدوار الجيدة دائماً، وهذا أهم من مساحة الدور، كما أنني في مسلسل «الجماعة 2» أقدم أحد الأدوار الرئيسية بجانب شخصيات مرشد «الإخوان» الهضيبيوسيد قطب، والزعيم جمال عبد الناصر، فأنا لا أحسب أدواري بالمساحة، ولكن بجودة الدور والعمل ككل.تتنوع اختياراتك بين الأعمال التاريخية والاجتماعية والكوميدية فهل هذا التنوع مقصود بالنسبة لك؟- بالتأكيد، فالتنوع مهم جداً بالنسبة للفنان، قدمت أدواراً كوميدية بعضها صعيدي، ثم تاريخية، وأنا أفضل التنوع حتى لا يمل المشاهد.كيف تفكرين في المنافسة مع النجمات الأخريات؟- لا أفكر في المنافسة مع أحد ولا أشغل بالي بها، ولا أركز إلا مع نفسي، ولكن الأهم اجتهادي في أي دور وعمل أقدمه واختياري الجيد لظهوري فيه، فالعام الماضي كان من حسن حظي أنني قدمت مسلسل «أفراح القبة»، وهذا العام «الجماعة»، وهذا أهم من أي شيء آخر.كيف ترين مكانتك الفنية؟- الجمهور هو الذي يحدد مكانة أي فنان، ولكني أستطيع القول إنني في مكانة جيدة الحمد لله، واستطعت أن أقدم طوال تاريخي الفني الكثير من الأعمال التي أفتخر بها، وراضية عما قدمته وعن خطواتي الفنية.
مشاركة :