الوسطاء الأفارقة يطلبون توضيحا بشأن الوضع الداخلي والانقسامات التي حدثت في الحركة الشعبية في السودان.العرب [نُشر في 2017/08/26، العدد: 10734، ص(2)]ترقب مصير المفاوضات الخرطوم - كثفت الوساطة الأفريقية من مساعيها في الأيام الأخيرة من أجل إيجاد حل ينهي الأزمة المتصاعدة بين أجنحة الحركة الشعبية في السودان. ومن المقرر أن يعقد الوسطاء الاثنين المقبل اجتماعا هو الأول من نوعه مع جناح عبدالعزيز الحلو بالحركة (قطاع الشمال)، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما يشير إلى أن الحركة انقسمت فعليا إلى كيانين سيتم التفاوض مع كل منهما بشكل منفصل. وقال محمود كان، رئيس مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، في بيان إن “الوساطة ستستمع خلال الاجتماع إلى توضيح من وفد الحركة الشعبية بخصوص الوضع الداخلي والانقسامات التي حدثت مؤخرا داخل القطاع الشمالي للحركة”. وأوضح أن الاجتماع سيسعى إلى معرفة رؤية جناح الحلو حول عملية السلام بشكل عام، فضلا عن المفاوضات مع الحكومة السودانية. وتقاتل الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة قوات الحكومة السودانية منذ يونيو 2011، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في جنوب البلاد. وباتت الحركة تعاني من صراعات منذ أشهر، وتفاقمت في السابع من يونيو الماضي، عندما عزل نائب رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو، رئيسها مالك عقار، والذي أقال بدوره في مارس الماضي الأمين العام للحركة ياسر عرمان، حليف عقار. وسقط العشرات من القتلى والجرحى مطلع الشهر الجاري في قتال مسلح بين فصيلي الحركة الشعبية/ قطاع الشمال، بزعامة الحلو ومالك عقال، في أراض تسيطر عليها الحركة بولاية النيل الأزرق، جنوبي شرقي السودان. ووفق توازنات الحركة يمثل الحلو ولاية جنوب كردفان، بينما يمثل عقار ولاية النيل الأزرق، في حين يُنظر إلى عرمان كممثل للمؤيدين للحركة من خارج الولايتين. وتتشكل الحركة بالأساس من مقاتلين من شمال السودان انضموا إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يقودها الرئيس الراحل جون قرنق، وخلفه بعد وفاته سلفاكير ميارديت. وقاتلت تلك الحركة الجيش السوداني لسنوات طويلة قبل أن تطوي الحرب أوزارها بعد اتفاق سلام أُبرم في 2005، ومهد لتقسيم البلاد في 2011، بموجب استفتاء شعبي، تشكلت بموجبه دولة جنوب السودان. وبالتزامن مع انفصال الجنوب، عاود أبناء الولايتين خاصة المقاتلون الشماليون في الحركة الشعبية لتحرير السودان، التمرد، بحجة تنصل الحكومة عن امتيازات وفرتها اتفاقية السلام لمناطقهم المتاخمة لحدود الدولة الوليدة. والمفاوضات التي يتوسط فيها فريق مفوض من الاتحاد الأفريقي، بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي، مُعطلة منذ انهيار آخر جولة في أغسطس الماضي.
مشاركة :