أبها: الوطن 2017-08-26 12:24 AM كشف تقرير نشرته مجلة «التايم» الأميركية أنه لا توجد حتى الآن دراسات علمية تدعم الفوائد الصحية للمياه التي يزيد فيها تركيز الهيدروجين، وتنتجها بعض الشركات، وأن الماء الطبيعي هو أفضل المشروبات على الإطلاق. يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد ماء الهيدروجين رواجا كبيرا رغم ارتفاع ثمنه، وتصل قيمة العبوة منه إلى 11.25 ريالا سعوديا. تؤكد الدراسات العلمية الواضحة جدا أن أكثر مشروب صحي بالإمكان شربه هو الماء، فهو خال من السكر والأملاح والمواد الكيميائية التي قد تضر بالخلايا، طالما كان الماء مفلترا بالشكل المناسب. أما المياه المهدرجة التي يزيد فيها تركيز الهيدروجين فما من دراسات علمية تؤكد أنها ذات فوائد صحية أكبر، وذلك وفقا لما نشرته مجلة «التايم» الأميركية أخيرا. ترويج المياه المهدرجة تحاول بعض شركات المياه المهدرجة الترويج لمنتجاتها عبر إقناع الناس بأن زيادة تركيز محتوى الهيدروجين في الماء سيجعله صحيا أكثر، وبهذه الطريقة تربح الكثير من شركات المشروب بشكل ملحوظ. فالماء المسمى بـ«ماء الهيدروجين» – هو ماء يتم فيه تذويب غاز الهيدروجين، وقد أصبح ذا رواج متزايد بشكل كبير في الأعوام الأخيرة. وتقوم مجموعة من الشركات الآن ببيع عبوات بقيمة 3 دولارات (11.25 ريالا) من هذا الماء، في حين تقوم شركات أخرى بالترويج للأقراص التي يمكن تذويبها في مياه الشرب حتى تعزز من محتوى الهيدروجين. وهنالك كذلك الآلات التجارية التي تكلف أكثر من 1000 دولار (3750 ريالا) للأشخاص الذين يودون تعزيز محتوى الغاز في ماء منازلهم. ادعاءات ضعيفة علميا تدّعي بعض هذه الشركات أن إضافة المزيد من الهيدروجين في الماء يزيد من مستويات الطاقة، ويحسن من التشافي بعد الرياضة، ويقلل من الالتهابات، متجاهلين الفوائد الصحية للمياه العادية والتي أكدت الدراسات أنها الأفضل حتى الآن. من الجانب العلمي فإن «ماء الهيدروجين» لا يملك هذه الوصفة السحرية وكل الادعاءات ضعيفة جدا، وليست مدعومة سوى من قِبل قلة من الدراسات التي تم إجراؤها على القوارض والفئران، وتجارب قليلة جدا على البشر. واعترف الدكتور نيكولاس بيريكون – الذي يبيع ما يصفه بـ «شراب استرجاع الطاقة» المضاد للأكسدة الطبيعي – بأنه ليس من المعروف بالضبط حتى الآن كيفية تأثير الهيدروجين المضاف في الماء على الجسم. وتم إجراء دراسات قليلة على الحيوانات والبشر، معظمها في اليابان، وأشارت النتائج إلى أن ماء الهيدروجين قد يكون بمثابة مضاد للأكسدة، وأنه يقلل من الالتهابات. ومن المعروف أن تعرض الجسم العادي للملوثات قد يتسبب في إتلاف الخلايا، ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وأمراض أخرى مثل السرطان. كما تسهم الالتهابات في الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل النوع الثاني من مرض السكري وحتى مشاكل القلب والاضطرابات الدماغية. وقال بيريكون إن الهيدروجين يخفف من هذه المشاكل، وهذا يعني –على الأقل نظريا – أن ماء الهيدروجين قد يساعد على تقليل الإصابة بمرض السكري وتصلب الأوعية الدموية والزهايمر والسرطان. ولكن الدراسات التي تثبت ذلك لم يتم إجراؤها حتى الآن. اليابان تعترف بماء الهيدروجين سيكون ماء الهيدروجين الخطوة الضخمة التالية في اليابان. إذ اعتمدت وزارة الصحة مؤخرا ماء الهيدروجين، وذلك لمساعدة الناس على التشافي من أمراض وظروف صحية معينة، وأصبح الاستحمام بماء الهيدروجين أمرا رائجا من أجل مكافحة التجاعيد وأضرار البشرة. في الولايات المتحدة تقتصر صيحة الهيدروجين على الماء فقط، إذ يركز بيريكون على تأثير الهيدروجين على الطاقة، وذلك بالاستناد على دراسته الصغيرة على 20 شخصا. وقام بقياس تغيرات الطاقة في خلايا الجلد بعد أن شربوا 16 أونصة من ماء الهيدروجين الخاص به، واكتشف أن الأشخاص الذين شربوه قد زاد لديهم النشاط في الأنزيمات المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا. لكن هذا ليس كافيا لإقناعه بالقيام بدراسة تثبت مقدرة ماء الهيدروجين على تحسين الطاقة، وإثبات فوائده أيضا للعضلات والدماغ على حد سواء. أسئلة هامة تظهر على السطح أسئلة هامة جدا حول ماء الهيدروجين، وكل ما نملك الآن ادعاءات صحية لا يمكن أن تكون سببا كافيا ومقنعا لشراء المشروب الذي تقرع له طبول الترويج على أنه مشروب مفيد. أولا، ليس من الواضح ما هي كمية الهيدروجين المطلوبة من أجل الحصول على الفوائد العلاجية، وما هي كمية الماء المطلوبة لحصد هذه الفوائد. فكميات الهيدروجين الموجودة في المنتجات المتنوعة في الأسواق كميات مختلفة بشكل كبير، ولا توجد أنظمة لتوحيد الصيغ المركبة، وذلك لعدم وجود أي أسس علمية تحدد الكمية المطلوبة للتأثير على الأمراض المختلفة.
مشاركة :