قبل أن أبداً المقال أود أن أعايد على القراء الكرام جميعاً وأن يتقبل الله صيامهم وقيامهم وأن تكون كل أيامهم أعيادا. لو سألت من حولك من هو رئيس فرنسا قبل 10 سنوات لربما لم يستطع أغلبهم أن يعطيك جواباً ولكن لو سألت من هو الذي بنى برج ايفل لرد أغلب الناس بأنه جوستاف إيفل مع ان البرج بني قبل حوالي 125 سنة! وكمثال آخر فإنه مر على مصر مئات الحكام ومع ذلك لو سألت عن أحدهم لما وجدت إجابة لكن لو سألت من بنى قناة السويس لرد الجميع بالقول الخديوي إسماعيل ومع أن له اعمالاً أخرى لكن هذا ما خلده تاريخياً. من هو أغنى إنسان بالعالم قبل 30 سنة؟ أغلبنا قد لا يعرف لكن أغلبنا يعرف درب زبيدة قبل ألف عام! الملاحظ من الأمثلة السابقة أن الإنسان يريد أن يخلد اسمه وكأنها غريزة مثل الأكل والشرب، ولو سألت أي إنسان لماذا تتزوج لكان الرد الأولي كي أنجب طفلا يحمل اسمي! والملاحظة الأخرى أن لا شيء يخلد الإنسان تاريخياً مثل (التغيير الجغرافي والبناء) طبعاً بعد الأفكار والديانات. فاللذين غيرا الجغرافيا كولومبس وماجلان مازالا حاضرين تاريخياً. هذه المقدمة تقودنا الى إجابة سؤال العنوان فقبل سنوات اقترح أحد الباحثين إنشاء بحيرة الربع الخالي الكبرى عن طريق شق قناة بين من شاطئ الخليج العربي الى سبخة الحمر. وبما ان سبخة الحمر هي اخفض منطقة في الجزيرة العربية 26 متراً تحت سطح البحر لذلك الجاذبية تتكفل بسريان المياه خصوصا انه لا توجد أي عوائق جغرافية أو مدنية لإقامة القناة وأيضا فان المنطقة سبخة ملحية فلا يخشى تسرب المياه المالحة الى المنطقة ولا يوجد أي مياه جوفية عذبة قريبة ولا حقول نفطية. طبعا الإمكانات الاقتصادية والغذائية والسياحية شرحها الباحث محمد حسن المبارك بالتفصيل قبل بضع سنوات ولك عزيزي القارئ أن تتخيل الإنتاج الغذائي من الأسماك والنباتات والاعشاب البحرية هذا غير الإمكانات السياحية الكبرى للبحيرة. أذكر أني قرأت أن الباحث المبارك قدم بحثه إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولوزارة الزراعة التي أوصت بدعم الفكرة، لكن بما أننا لم نر أي خبر أو تقدم خلال السنوات الماضية فإن الغالب أن المشروع كالعادة دخل في البيروقراطية الحكومية ومن ثم تم صفه على الرف ومن ثم الأرشيف. سؤالي هو ألا يوجد رجل أعمال سعودي يريد أن يحفر اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب بأنه غير جغرافيا الجزيرة العربية ويتبنى هذا المشروع؟ يستطيع أن يحضر بعض العلماء من شتى العالم لدراسة جدوى المشروع فربما فات علينا شيء! نريد أن نرى مبادرات، فالقطاع الخاص أسرع وأقل بيروقراطية من الحكومي. لو كان لي من الأمر شيء لفضلت ان يوضع مشروع تاريخي باسمي أكثر من أن يزيد رصيدي في البنك عدة أصفار! مما قيل هذا الأسبوع: أرامكوا أعلنت أنها ستستعرض خططها لبناء 11 أستاداً رياضياً في 10 شوال (انظر السرعة والمرونة بعد الأمر الملكي) بينما وزارة الإسكان منذ 3 سنوات ونحن لم نفهم خططها! بالمناسبة أعلنت إحدى الصحف أن 60 مليون متر مربع بيعت شمال الرياض ب 74 ريال للمتر! ووزارة الإسكان تشكي شح الأراضي وغلاءها! إذن لماذا لم تبادر لهذه الفرصة؟