قليل من الواقعية لو سمحتم! - صفوق الشمري

  • 2/24/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

هل يستطيعون؟ الإجابة ببساطة لا نعتقد! أما من هم فسأجيب لاحقاً. هل المملكة قادرة على ذلك؟ الإجابة نعم بلدنا وأبناؤنا قادرون وأكثر نشرت الفايننشال تايمز مؤخراً خبراً مفاده أن المملكة العربية السعودية ستقوم بإنشاء أكبر برنامج للطاقة النووية في العالم وترغب بالحصول على 16 جيجا وات من الكهرباء من خلال مفاعلات نووية. تكلمنا في الأسبوع النووي عن الطاقة الشمسية وانها ستكون طاقة المستقبل بالنسبة للسعودية خاصة لما حبى الله المملكة من مميزات، وكيف أن أسعار الطاقة الشمسية هبطت لتصبح شركة سعودية هي أرخص تكلفة طاقة شمسية بالعالم، وتطرقنا إلى التأخير الكبير غير المبرر من مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والمتجددة والآن يخرج علينا مسؤولو المدينة بقصة أكبر برنامج بالعالم للطاقة النووية وهو حديث قديم-جديد، المهم في الموضوع في نظرنا أن البعض قد يجادل بالقول إن الطاقة النووية غير آمنة وإن اليابان وألمانيا ستفكك كل مفاعلاتها النووية رغم كل ما يملكونه من تقنية وخبرة! والموضوعية تقتضي القول أيضا ان دول مثل فرنسا وكوريا لم يحدث لديها أي حادث نووي معروف منذ عشرات السنين بل إن فرنسا تنتج 75% من الكهرباء التي تستهلكها من الطاقة النووية. البعض يقول إن تكلفة بناء المفاعلات غالية وهذا صحيح ويرد عليه البعض الآخر ان تكلفة الإنتاج رخيصة مقارنة ببقية المصادر. وقد يجادل الفريق الأول ان الطاقة النووية تحتاج خبرات وتقنية وعلماء ولكي تكون مجدية يجب تعلم الدورة النووية كاملة بما فيها التخصيب. ويرد عليه الفريق الآخر: إن أي برنامج ناجح للطاقة النووية يجب أن يكون فيه نقل تقنية وتدريب، وتوطين كبير للصناعة النووية حتى يكون مفيداً وكثير من الدول بدأت من لا شيء والآن تدير وتصنع مفاعلات كما كوريا الجنوبية مثلاً. أما رأينا نحن فان الطاقة النووية شيء مهم ولكن ليس الأهم وليس الأساس! فمن الممكن أن تكون جزءاً من منظومة الطاقة السعودية المستقبلية وهذا شيء جميل، ولكن هل من الممكن أن تدير مدينة الطاقة المتجددة والنووية هذا المشروع الضخم؟ وهي مشاريع أصغر من ذلك وأقل تعقيداً أم ما زالوا متعرقلين بها! الحل يكمن في إيجاد شركة (أخت لأرامكو) ولنقل إننا سنسميها أرامكو للطاقة النووية تدار بعقلية أرامكو وبفكر ليس لديه بروقراطية، ويستطيع توطين الصناعة النووية والأهم سيحافظ على أعلى درجات السلامة. فالاستثمارات في الطاقة النووية ستكلف مئات المليارات وهنا مربط الفرس، فنحن لا نريد أن تتجمد مشاريع هامة في خضم البيروقراطية والتنظير. ولنا في وزارة الإسكان عظة فهي تملك مئات المليارات ولكن المشاريع بالقطارة بسبب البيروقراطية وعدم وضوح الرؤية. أما إجابة سؤالي في البداية، وكنت أعني -مدينة الطاقة- هل يستطيعون إدارة البرنامج النووي الأكبر في العالم؟ والإجابة ببساطة لا! (قليل من الواقعية لو سمحتم). أما سؤالي الآخر هل المملكة قادرة؟ نعم إذا جاءت عقليات سعودية مثل أرامكو وسابك وسواعد أبناء البلد فلمَ لا. مما قيل هذا الأسبوع: مرت سنة وما لك على البال طاري -- لاجاد لك حظ ولا سولفوا فيك تذكرت بيت الشعر وأن أبحث عن أخبار نزاهة، هل معقولة أنها لم تكشف عن أي فساد معتبر منذ مدة! ما دام الحال هكذا واختفى الفساد فجأة إذاً لماذا مرتبتنا عالمياً 55 ؟ مفروض بالمراتب الأولى.

مشاركة :