واين روني الفتى الذهبي يضع حدا لمسيرته مع الأسود الثلاثةأعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أن النجم المخضرم واين روني صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة بقميص المنتخب الإنكليزي اعتزل اللعب الدولي. وأعلن روني (31 عاما)، الذي رحل عن مانشستر يونايتد عائدا إلى إيفرتون هذا الصيف قرار اعتزال اللعب الدولي لينهي مشواره مع المنتخب بعد مشاركته في 119 مباراة سجل خلالها 53 هدفا.العرب [نُشر في 2017/08/27، العدد: 10735، ص(22)]روني.. القائد التاريخي لـالأسود الثلاثة يبدأ حلما وينهي آخر لندن - أعلن واين روني هداف إنكلترا التاريخي اعتزاله اللعب دوليا بعد ساعات من حديث غاري لينكر المهاجم السابق عن أن “الفتى الذهبي” لا يحظى “بالتقدير المناسب”. وروني هو آخر لاعبي الجيل الموهوب الذي ضم مجموعة تشمل فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وديفيد بيكهام وبول سكولز. وفي وجودهم كان من المتوقع أن تستعيد إنكلترا رونقها وأيضا وتحصد الألقاب بعد أن فشلت الدولة التي اعتبرت نفسها إحدى القوى الكبرى في عالم كرة القدم في تكرار نجاحها بكأس العالم 1966. وعندما ظهر روني في المشهد وأحرز 4 أهداف في بطولة أوروبا 2004 تمت المقارنة بينه وبين تأثير بيليه. وكان ينظر إلى روني، وهو أصغر لاعب يمثل إنكلترا، على أنه المخلص الذي يستطيع تكرار ما فعله اللاعب البرازيلي مع بلاده. وبينما فاز روني بكل البطولات على مستوى الأندية وتصدر قائمة هدافي مانشستر يونايتد عبر العصور متفوقا على بوبي تشارلتون فإن مسيرته مع إنكلترا كانت أكثر صعوبة رغم أنه أنهاها وهو الهداف التاريخي لبلاده، وأكثر من مثّلها على مستوى المباريات الدولية. ومع الأهداف جاءت الإصابات، مثل الكسر الذي أثّر عليه في كأس العالم 2006، إضافة إلى عدم سيطرته على أعصابه. وقال لينكر “إنكلترا مرّت بفترة افتقرت فيها للمواهب الكبيرة، وكان روني فقط الموجود”. وأضاف “كان يلعب مع إنكلترا في بطولات، وهو غير جاهز بدنيا في أغلبها، ووسط تشكيلة لم تكن جيدة بالشكل الكافي وقد عانى قليلا من ذلك”. مجموعة رائعة قال لينكر عند سؤاله عن كون روني لا يحظى بالاحترام الكافي “نعم أعتقد ذلك، سيكون من أفضل 10 لاعبين (بريطانيين) على الإطلاق”. ويعتقد بعض النقاد أن روني مثله مثل إنكلترا لم يقدم الأداء المنتظر في البطولات الكبيرة، حيث أن سجله بعد 2004 يشمل تسجيله لهدف واحد في 11 مباراة وفي 3 مشاركات بكأس العالم. لكنه ظل الاختيار التلقائي لستة مدربين تولوا تدريب إنكلترا حتى استبعده غاريث ساوثغيت من تشكيلة المنتخب في بداية العام الحالي. وكان رد فعل روني على العديد من إحباطات الموسم الماضي جيدا، ولم يتهرب من الأسئلة حول مستقبله، مشيرا إلى أنه يريد مشاركة أخيرة مع إنكلترا في كأس العالم العام المقبل في روسيا.روني هو آخر لاعبي الجيل الموهوب الذي ضم مجموعة تشمل فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وديفيد بيكهام وبول سكولز. وفي وجودهم كان من المتوقع أن تستعيد إنكلترا رونقها وأيضا تحصد الألقاب الأمر المثير هو الأداء الرائع للاعب،البالغ عمره 31 عاما، مع إيفرتون هذا الموسم وتسجيله لهدفين في مباراتين، وهو ما يوحي بأنه يستطيع فعل ذلك. وأظهر هدفه الثاني هذا الموسم في مرمى مانشستر سيتي عندما تمهل قبل أن يسدد وهو غير مراقب في مرمى المنافس ما الذي يمكن أن يقدمه روني الكبير في السن كمهاجم حكيم مستفيدا من الشبان حوله. وفي أفضل حالاته كان روني يستطيع التسجيل من أيّ مكان، لكنّ سرعته تراجعت وفقدته إنكلترا بالاعتماد عليه كلاعب وسط، وهي تجربة فاشلة، حيث ودّع المنتخب بطولة أوروبا 2016 من الدور الثاني أمام أيسلندا. وأدى هذا إلى رحيل المدرب روي هودسون وليس روني الذي قال إنه سعيد باللعب في أيّ مكان. ولم يظهر ذلك جليا أكثر من الليلة التي حطم فيها الرقم القياسي لتشارلتون على صعيد الأهداف مع إنكلترا بتسجيله هدفه 50 في مرمى سويسرا عام 2015. ففي غرفة خلع الملابس بعد المباراة حصل على قميص يحمل الرقم 50. وتحدث روني إلى زملائه وهو يكاد يبكي بكل تواضع واعتزاز حول “الفخر الكبير” الذي يعنيه اللعب لإنكلترا بالنسبة إليه. ورغم كل شيء فان روني لم يفقد هذا الشعور حتى عندما بدأت قواه تخور. وصمد رقم تشارلتون لمدة 45 عاما، لذا فربما سيصمد رقم روني أكثر. وترك روني سجلا تهديفيا دوليا رائعا يثبت أنه كان قريبا للغاية لاثنين من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. ونشرت صحف بريطانية مقارنة بين عدد الأهداف الدولية للغولدن بوي مع المباريات التي شارك فيها مع الثنائي ميسي ورونالدو، حيث يتصدر روني قائمة أفضل هدافي المنتخب الإنكليزي على مر التاريخ. ويقترب معدل روني التهديفي على الصعيد الدولي مع ميسي ورونالدو، حيث سجل النجم الأرجنتيني 58 هدفا في 118 مباراة مع التانغو بمعدل 0.49 هدفا في المباراة الواحدة، ويرتفع عند الهداف التاريخي للمنتخب البرتغالي إلى 0.52 هدفا حيث أحرز 75 هدفا في 143 مباراة. قرار صعب قال روني “إنه قرار صعب حقا وقد ناقشته مع أسرتي ومدير أعمالي وكذلك مسؤولي إيفرتون وأشخاص مقربين إليّ. اللعب للمنتخب الإنكليزي كان يحمل دائما مذاقا خاصا بالنسبة إليّ”. وأضاف “في كل مرة يجرى استدعائي ضمن لاعبي المنتخب وكذلك كقائد، كان هذا يشكل امتيازا حقيقيا بالنسبة إليّ، وأشكر كل من ساعدني. ولكنني أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للرحيل”. اعتزال اللعب الدولي وكان غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنكليزي تغاضى عن استدعاء روني لصفوف المنتخب في وقت سابق من العام الحالي ولكن اللاعب عاد لحساباته مجددا استعدادا لمباراتيه المقبلتين أمام منتخبي مالطا وسلوفاكيا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018. وكان روني بدأ مسيرته مع المنتخب الإنكليزي عندما كان في السابعة عشرة من عمره وذلك في مباراة أمام أستراليا في 2003 وشارك في بطولة كأس أمم أوروبا 2004 بالبرتغال لتكون البطولة الكبيرة الأولى له مع الفريق. وخاض روني بعدها فعاليات ثلاث نسخ من بطولات كأس العالم وكذلك نسختين أخريين من بطولات كأس أوروبا. وحطم روني الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أيّ لاعب بقميص المنتخب الإنكليزي والذي كان مسجلا باسم الأسطورة السابق بوبي شارلتون. وكان ساوثغيت استبعد روني من حساباته بعدما خرج من التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الموسم الماضي، وقال ساوثغيت إن اللاعب يحتاج للمشاركة بشكل منتظم. وأحرز روني هدفه رقم 200 في الدوري الإنكليزي. وقال روني إنه أصبح أكثر تركيزا مع إيفرتون عنه مع المنتخب الإنكليزي. وأوضح “كان رائعا أن يستدعيني غاريث ساوثغيت ليبلغني برغبته في عودتي إلى صفوف الفريق في المباريات المقبلة.. استحسنت هذا بالفعل.. ورغم هذا، وبعد التفكير طويلا وبشكل جاد، أبلغت غاريث أنني قررت الآن اعتزال اللعب الدولي”. وكانت آخر مباراة دولية شارك فيها روني مع المنتخب الإنكليزي عندما قاد الفريق للفوز على نظيره الأسكتلندي 3-0 في نوفمبر الماضي ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018. وتحقق ما توقع المعلقون حصوله، وهو أن يعيد ساوثغيت استدعاءه إلى المنتخب، إلا أن ردّ روني كان الاعتذار وكشف قرار الاعتزال. وقال اللاعب في بيان “كان من الرائع أن يتصل بي غاريث ساوثغيت ليقول لي إنه يريدني مجددا في تشكيلة إنكلترا للمباريات المقبلة (…) لكن، وبعد التفكير طويلا ومليا، أبلغت غاريث أنني قررت الاعتزال نهائيا من اللعب دوليا”. وأضاف اللاعب الذي دافع عن ألوان المنتخب لأكثر من 14 عاما “لطالما كان اللعب لمنتخب إنكلترا مميزا بالنسبة إليّ. في كل مرة تم اختياري كلاعب أو كقائد، كان امتيازا ويتعين عليّ شكر كل شخص ساعدني، لكنّي أعتقد بأن الوقت قد حان للرحيل”. وتابع “هذا قرار صعب فعلا وناقشته مع عائلتي، مدربي في إيفرتون (الهولندي رونالد كومان) والمقربين مني”. وقال “كان قرار رحيلي عن مانشستر يونايتد صعبا، لكنّني واثق من أنني اتخذت القرار الصحيح بالعودة إلى بيتي في إيفرتون. الآن أريد تركيز كل جهودي لمساعدته على تحقيق النجاحات”، مؤكدا بقاءه “من أكثر مشجعي المنتخب الإنكليزي شغفا”. وحيا يونايتد لاعبه السابق بعد قرار الاعتزال بتغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، منوها بمسيرته مع المنتخب الإنكليزي.بينما فاز روني بكل البطولات على مستوى الأندية وتصدّر قائمة هدافي مانشستر يونايتد عبر العصور متفوقا على بوبي تشارلتون فإن مسيرته مع إنكلترا كانت أكثر صعوبة أيقونة جيله أكد روني أن “من الأمور القليلة التي تشعرني بالندم أنني لم أكن فردا من تشكيلة منتخب إنكليزي حقق نجاحات في بطولة كبرى”. ويقتصر رصيد إنكلترا في البطولات الكبرى على لقب مونديال 1966. وقال روني “آمل أن يتمكن غاريث مع اللاعبين الذين يستدعيهم إلى صفوف المنتخب، من تحقيق هذه الطموحات وأتمنّى أن يقف الجميع خلف المنتخب (…) يوما ما سيصبح الحلم حقيقة وأتطلع قدما لأكون موجودا كأحد مشجعي المنتخب أو بأيّ صفة أخرى”. وخاض روني مباراته الدولية الأولى ضد أستراليا وديا في الـ12 من فبراير 2003، وكان في حينه أصغر لاعب يدافع عن ألوان المنتخب إذ كان يبلغ من العمر 17 عاما و111 يوما فقط. وأصبح في السادس من سبتمبر من العام نفسه أصغر لاعب يسجل هدفا للمنتخب وذلك في مباراة ضد مقدونيا (2-1) وكان يبلغ من العمر 17 عاما و317 يوما. وخاض روني آخر مباراة دولية له مع المنتخب في نوفمبر 2016 ضد أسكتلندا، وذلك ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 المقررة في روسيا. واعتبر رئيس الاتحاد الإنكليزي غريغ كلارك أن مسيرة روني تستحق اعتباره “أسطورة”. وأضاف “اليوم تنتهي حقبة في كرة القدم الدولية (…) واين روني هو أيقونة جيله وأسطورة لا شك فيها للعبة”. وعلق الفرنسي بول بوغبا نجم مانشستر يونايتد على قرار روني زميله السابق في المانيو ونجم إيفرتون الحالي بالاعتزال الدولي. وقال بوغبا “أنت تفتقد دائما لقائد وأسطورة مثل روني، لأنه يملك الخبرة وحصل على العديد من البطولات”. وأضاف الدولي الفرنسي “لقد سجل 200 هدف في الدوري الإنكليزي حتى الآن، إنه لاعب كبير، يمكنه مساعدة الفريق، يمكن للاعبين الشباب النظر إليه من أجل التطور”. وأتم نجم يوفنتوس السابق “نتمنى رؤية لاعبين مثله داخل المستطيل الأخضر طوال الوقت، لأنه يتسم بالاحترام، لقد فعل ما يحبه، إنه حقا لاعب وشخص كبير، سيظل أسطورة دائما”. من جانبه أكد المدرب رونالد كومان بأنه يحترم قرار روني، وأن القرار يصب في مصلحة إيفرتون. وقال كومان “اعتزال روني سيجعله يركز أكثر في دوره مع إيفرتون، كما أنه تحدث معي قبل أن يتخذ قراره”. وتابع “لقد اتخذ قراره لأنه يعتقد أن ذلك في مصلحة إيفرتون، وبالطبع أحترم قراره”. وأضاف كومان “أعتقد أنه قرار جيد له، سيرتاح في فترة التوقف الدولي وسيجلس أكثر مع عائلته”. واختتم كومان تصريحاته “كان من الصعب على روني أن يشارك دولياً، ويشارك مع إيفرتون في الدوري الإنكليزي والدوري الأوروبي في مثل سنه، لذلك قراره كان صائبا”.
مشاركة :