أم كلثوم ابنة الأديب العالمي الراحل تكشف سرّ لأبيها يعود إلى 29 عاما، مؤكدة أن قلادة النيل التي كرّمه بها مبارك من الفضة وليست من الذهب.العرب [نُشر في 2017/08/27، العدد: 10735، ص(24)]هذا العملاق أكبر من أي قلادة أو جائزة القاهرة - حرّك حديث ابنة الأديب العالمي الراحل، نجيب محفوظ، عن منح الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، إياه قلادة “مغشوشة” قبل 29 عاما، جدلا على مدار يومين ماضيين، وسط صمت رسمي. وكانت أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988، كشفت في حوار تلفزيوني بإحدى الفضائيات المصرية الخاصة عن سرّ لأبيها يعود إلى 29 عاما، مشيرة إلى أن قلادة النيل التي كرّمه بها مبارك فوجئت أسرة محفوظ بأنها من الفضة وليست من الذهب كالمعتاد. وتعتبر قلادة النيل أعلى وسام بالبلاد وتكون من الذهب الخالص بوزن 488 غراما، ومحلاة بأحجار من الياقوت الأحمر والفيروز الأزرق، ومنحت لمحفوظ عام 1988 عقب منحه جائزة نوبل للآداب. وقالت أم كلثوم “أول ما شاهدت أمي هذه القلادة قالت له (أي لوالدها) هذه ليست من الذهب، وتأكدت من بائع المجوهرات أنها ليست من الذهب وأنها فضة مطلية”، فسألتها المحاورة وهي الإعلامية المصرية منى الشاذلي، “ماذا يعني هذا الكلام؟”، فأجابت “يعني أنها جائزة مغشوشة”. وأضافت ابنة محفوظ مبررة عدم الإعلان عن طبيعة القلادة، “والدي كان لا يكترث بالحديث في مثل هذه الأمور”، مشيرة إلى أن والدها “لم يخبر أحدا حتى رحيله وهي من كشفت هذا السرّ”. ونفت أن تكون القلادة سرقت أو بدّلت بقولها “أول ما استلم والدي القلادة.. أمّي كشفت هذا الأمر”. وعقب حديث ابنة محفوظ عن ذلك السرّ، اشتعلت تعليقات نشطاء بين مؤيد ومعارض عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بالحديث عن القلادة المزيّفة، وهو عنوان تناقلته أيضا صحف محلية خاصة وحكومية منها الأهرام. وتناقلت حسابات لرواد فيسبوك عبارات الاندهاش والاتهام للنظام الأسبق في تعليقهم على ما يعتبرونه “تزييفا” للقلادة. وقال حساب بيل سيف “كلام ابنة محفوظ عن قلادة النيل كلام جانبه الصواب ويحتاج إلى تصحيح”. بينما أشار حساب آخر إلى أن “محفوظ، رحمه الله، كان رجلا هادئا مجاملا لا يحب الصدام، وعلى كل حال فإن هذا العملاق أكبر من أي قلادة أو جائزة”. وقال المحامي المصري والإعلامي خالد أبوبكر، في تدوينة بصفحته على فيسبوك “كلام خطير جدا، ويتعلق بمصداقية الدولة، ويجب التحقيق فورا والتأكد من دقة ما قالته ابنة الكاتب الكبير نجيب محفوظ عن طبيعة قلادة النيل”. ولم يصدر أي موقف رسمي من وزارة الثقافة أو الرئاسة المصرية، حول ما أشارت له نجلة محفوظ. وأكد عبدالرؤوف ثروت، رئيس مصلحة سك العملة (حكومية تعنى بأمور من بينها تصنيع القلادة) في تصريحات صحافية أن القلادة تصنع من الذهب. ووصف ثروت حديث ابنة محفوظ بأنه غير صحيح، رافضا معاينة القلادة، قائلا “يمكن أن يكون تم تبديلها”، متسائلا “من يؤكد لنا أن هذه القلادة هي الأصلية؟”. وتمر الذكرى الحادية عشرة لوفاة محفوظ خلال أيام حيث توفي في 30 أغسطس 2006، وهو أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب 1988.
مشاركة :