رأى الباحث في شؤون الشرق الأوسط تشارلز بيبلزير أن الخطر الذي تشكله المجموعات المتطرفة في الشرق الأوسط لا زال قائماً، خاصة تنظيم الدولة الذي ربما يكون قد خسر أراضيه، لكن أيديولوجيته تزدهر عالمياً. وأضاف الباحث، في مقال بصحيفة جيروازليم بوست الإسرائيلية، أن التغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط المضطرب تلقي بظلال ثقيلة على العالم كله والغرب تحديداً، حيث يشن تنظيم الدولة هجمات في أوربا وأميركا رداً على الحرب الناجحة ضده من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولفت الكاتب في تقرير صادر عن جامعة ميرلاند تؤكد فيه هذه النظرية: فرغم خسارة التنظيم للمعارك في سوريا والعراق، إلا أن المجموعة المتطرفة ازدادت بطشاً، ففي عام 2016 قتل التنظيم حوالي 7 آلاف شخص في هجمات حول العالم، وهو رقم يزيد 20% عن عام 2015. وآخر الدمار الذي شنه تنظيم الدولة كان في شوارع برشلونة الإسبانية، حيث قتل 14 شخصاً وجرح أكثر من 100 في هجمات دعس بالسيارات. ونقل الباحث عن أحد مؤلفي الدراسة، وهي الدكتورة ارين ميلر، قوله إن النتائج قد تكون ضد المنطق، لكن الواقع هو أنه كلما زاد العنف ضد تنظيم الدولة، زاد ذلك من تماسك المجموعة وشجعها على شن مزيد من الهجمات. تقول ميلر إن المجموعة المتطرفة ستواصل التطور مع تحركها من منطقة إلى أخرى، مع تشجعيها لهجمات الذئاب المنفردة ضد الدول التي تحاربها. وحذرت ميلر من أن التنظيم سيزيد من هجماته في المدى القصير، داعية أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في الدول المعنية بإجراء مبادرات مناهضة للعنف، لأن استهداف تلك الأجهزة أشخاصاً أبرياء أو تحاول إعاقة جهود بناء مجتمعات متماسكة تنسق مع قوات إنفاذ القانون لتحديد التهديدات. وبفقدان التنظيم معظم معاقله، يقول الباحث، فإنه سيعمل على إعادة ضبط أوضاعه، من مجموعة كانت تتحكم بدولة وتعمل وفقاً لنظام، إلى مجموعة غير مركزية تتحكم في عدة مراكز قوى، من خلال إدارة فروعها وممارسة نفوذها في مناطق مثل ليبيا وأفغانستان. وبالنسبة لإسرائيل، فقد أشار الباحث إلى ولاية سيناء أحد أفرع تنظيم الدولة في مصر، والتي شنت هجمات ضد القوات المصرية وضد إسرائيل وتخوض حرب عصابات في السلطات المصرية في شمال سيناء. يقول الباحث إن ولاية سيناء صارت مبعث القلق الأول للإسرائيليين والفلسطينيين، حيث إن مقاتليها لديهم من القوة ما يكفي لمقاومة هزيمة الجيش المصري لهم، ولهم القدرة على استهداف المدنيين والعسكريين على حد سواء. ولهذا تعمل إسرائيل حثيثاً على بناء جدار بين سيناء ومصر، لمنع مقاتلي التنظيم من حفر أنفاق يعبرون منها إلى داخل إسرائيل وشن هجمات، فضلاً عن نشر صواريخ في الجنوب لمنع هجوم على مدينة إيلات.;
مشاركة :