أنت مسلم إذاً أنت... - مقالات

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عزيزي القارئ، ما هي أول كلمة خطرت ببالك لتكملة عنوان المقالة؟ اظن أنني أستطيع أن أخمن الكلمة التي خطرت ببالكم مباشرة ولا شعورياً... ألم تكن إرهابياً؟ انتشرت في السنوات الأخيرة هذه الفكرة، وللأسف نفخ فيها جماعات ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين والكتاب والأدباء و... الخ، ممن يقع على عاتقهم مهمة تطوير وتنمية المجتمعات، لكنهم عالمون أو جاهلون، جاهدون على ترسيخ هذه الفكرة في أذهان المسلمين، بأنكم قساة ارهابيون تحبون القتل والتفرقة ولا تلقوا باللوم على المؤامرة الأجنبية لأن ما يحصل هو جزء من ذواتكم وهويتكم ويجب عليكم أن تقبلوا ذلك! ثم ماذا؟ هل يجهل جميعهم نتيجة ترسيخ هذه الفكرة؟ لا اعلم. لكن عزيزي المثقف ان كنت تدري بالنتيجة فتلك مصيبة، وان لم تكن تدري، فالمصيبة أعظم. لكن عزيزي المسلم المتخبط في أزقة الثقافة الانهزامية والذين جعلوك تشعر بالمهانة والخزي فقط لأنك مسلم، راجع معي هذه المعلومات التاريخية، وبعدها لك أن تستنتج كما تشاء. خلال الأعوام 1936 - 1939 أي تقريباً 4 سنوات، قامت الحرب الأهلية في اسبانيا، والسبب لم يكن دينياً بل حرب بين اليساريين والجمهوريين، والنتيجة مليون ضحية، لتنتهي الحرب بحكم الجنرال الديكتاتور فرانكو، اسبانيا لمدة 36 سنة متواصلة، أي من 1939 الى 1975. وأما في ايرلندا، فقد كانت الغالبية العظمى من السكان، كاثوليك، لكن في العام 1800 وبعد احتلال بريطانيا للجزيرة عملت على تغيير التركيبة الديموغرافية باستقطاب البريطانيين البروتستانت الموالين للتاج البريطاني. فبدأت الحروب الأهلية والطائفية بين الجمهوريين، الذين تشمل غالبيتهم الكاثوليك، والاتحاديين الموالين للتاج من الغالبية البروتستانتية. وقد قُتل نتيجة الحروب الطائفية فقط بغض النظر عن عدد القتلى المبارزين مع بريطانيا، قرابة 3254 شخصاً، وجُرح نحو 47 ألفاً، وسُجل نحو 10 الاف هجوم بالقنابل، و37 ألف حالة سطو مسلح. وكانت نتيجة تأجيج الصراعات الطائفية في أيرلندا، أن ميّزت القرى الكاثوليكية نفسها عن البروتستانتية، بصبغ أبواب المنازل باللون الأخضر في حين يلون البروتستانت أبوابهم بالأزرق. وفي الحرب الأهلية الإيرلندية بين 1922 و1923، أي عام واحد تقريباً، فقد سجن 10 الاف شخص غير نظامي. وفي 1992 قامت الحرب بين البوسنة والصرب في الحقيقة بسبب تقسيم الدولة ولأسباب سياسية بحتة يمكنكم تقصيها والبحث عنها، لكن سميت بحروب دينية وذهب ضحيتها الآلاف من البوسنيين المسلمين وكذلك من الصرب، وحسب الاحصائيات تم اغتصاب 20 ألف امرأة مسلمة في البوسنة. وأما عن إبادة الهنود الحمر في أميركا وعدد القتلى في الحربين العالميتين الأولى والثانية وعدد الذين سقطوا في المجاعات التي سببتها الحربان في الدول غير المشاركة في الحرب، فحدث ولا حرج. إذاً عزيزي القارئ، الانسان بغض النظر عن لونه وعرقه ومذهبه ودينه ودولته، لو طلبت منه السلطة أن يحارب سوف يحارب، ولو طلبت منه أن يتعلم وينجز سوف ينجز. والحروب غالباً لا تقوم إلا بسبب السلطات وبتحريكها، سواء سلطة داخلية أو خارجية. فقريش مكة لم تحارب الرسول (ص) نصرةً لأصنامهم بل خوف على زعامتهم، والدليل أنهم تركوا الرسول (ص) لشأنه بعد الإسلام وقبل الدعوة العامة، لكن حين شاهدوا إقبال الناس عليه خافوا على زعامتهم، وبالطبع لا يستطيعون تجهيز الناس للقتال بدعوة انصروا عرشنا بل يقولون لهم قاتلوا محمداً نصرةً لأصنامكم والناس مطيعة لسلطاتها فحاربت وقتلت وهي تظن أنها تقاتل لدينها ولا تعلم لماذا جهزوهم لقتال إخوانهم. اترك النتيجة لك وكذلك ردة فعلك تجاه الدعوة التي لا تسبب سوى الشعور بالدونية والحقارة لدى المسلم، ولا تنسَ أن الانسان الذي يشعر بالدونية لا يستطيع أن ينجز ويتحرك ويتطور.

مشاركة :